بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الأحبة الأفاضل:
تعتبر الموشحات الأندلسية من أجمل أشعار التراث العربي, نظراً لرقتها وعذوبتها وجمال كلماتها وإيقاعاتها الموسيقية الآخاذة. وقد ترجمت إلى كثير من اللغات نظراً لجمالها..... وكثير من المطربين والمطربات أبدعوا في غنائها ومنهم محمد عبد الوهاب وفيروز.ولقد قرأت مقالاً رائعاً عنها وأضفت عليه بعض الروابط لغناء أجملها من قبل أجمل الأصوات.والموشحات نشأت في بلاد الأندلس ولكنها استمرت إلى يومنا هذا.....ولبعض الشعراء إبداعات بها ومنه الموشح ( لما بدا يتثنى....) تعالوا معي ورجائي أن تستمعوا لغنائها من الروابط الموضوعة بين أياديكم. ودمتم على خير....
تكوين الموشح
يضم الموشح عادة ثلاثة أقسام ، دورين وخانة كل منها بلحن مختلف والختام بالخانة الأخيرة غالباً ما يكون قمة اللحن من حيث الاتساع والتنويع مثلما في موشح لما بدا يتثنى وموشح ملا الكاسات ، وقد لا تختلف الخانة الأخيرة ويظل اللحن نفسه في جميع مقاطعه كما في موشح يا شادى الألحان ، وقد تتعدد أجزاء الموشح لتضم أكثر من مقطع لكل منها شكل وترتيب وتتخذ تسميات مثل المذهب ، الغصن ، البيت ، البدن ، القفل ، الخرجة. فن الموشحات الأندلسية ... معلومات مختارة : الموشح ضرب من ضروب الشعر استحدثه المتأخرون بدافع الخروج على نظام القصيدة والثورة على النهج القديم للقصيدة وانسجاما مع روح الطبيعة الجديدة في بلاد الأندلس واندماجا في تنوع التلحين والغناء .وطريقة نظم الموشح أن تكون ذات اعاريض شتى يجمعها بيت واحد. أما من ناحية الموضوع والأغراض فالموشح يتضمن عدة مواضيع ويتنوع في الأغراض لكن الغالب عليه الغزل والمدح ووصف الطبيعة 0 اخترع فن التوشيح الأندلسي مقدم بن معافي القبري وقلده في ذلك ابن عبد ربه الأندلسي صاحب كتاب (( العقد الفريد)) لكنهما لم برعا في هذا الفن كما برع المتأخرين عنهم وأول من برع في الموشحات عبادة القزاز جاء من بعده فلاح الوشاح (( في زمن ملوك الطوائف )) وفي عهد الملثمين برع الأعمى التطيلي ،ويحيى بن بقي ، و أبو بكر بن باجة وفي عهد الموحدين برز محمد بن أبي الفضل بن شرف وأبو الحكم احمد بن هر دوس وابن مؤهل وأبو إسحاق الزويلي أما المع الأسماء في سماء التوشيح أبو بكر بن زهر وأبو الحسن سهل بن مالك الغرناطي ثم جاء من بعدهم ابن حزمون المرسى وأبو الحسن بن فضل الاشبيلي 0 ورئاسة فن التوشيح فهي لأبي عبد الله ابن الخطيب صاحب الموشحة الشهيرة (( جادك الغيث )) توفى أبو عبد الله سنة 1374 م ، شاعر الأندلس والمغرب تولى الوزارة بغرناطة وعرف بذي الوزارتين (( الأدب والسيف)) وتعتبر موشحة ابن الخطيب من أشهر الموشحات وأغناها بالفكرة والصورة والإحساس والتلوين الكلامي0 الاعتيادية،ويتكون أغلب الموشح من القفل والبيت،فمنه ما جاء على أوزان العرب كالمخمسات، فيؤتى بخمسة أقسام من وزن وقافية،ثم بخمسة أخرى من وزن وقافية أخرى، كقول ابن زهر في بحر الرمل:
أيها الساقي إليك المشتكى قد دعونا وإن لم تسمعِ
ومن الموشح ما يدعى باسم المسمطات ، كأن يبدأ ببيت مصرع ثم يأتي بأربعة أقسام أو أقل كقول القائل:
غزالٌ هاج بي شجناً فبت مكابداً قرنا
عميد القلب مرتهنا بذكر الهوى والطّربِ
وهناك أيضا المزدوجات من ذوات القافية المزدوجة في كل بيت،كقول أبي العتاهية:
حسبك ما تبتغيه القوت ما أكثر القوت لمن يموت
إن الشباب حجة التصابي روائح الجنة في الشباب
ومنها ما لا وزن فيها، فكل موشحة مكونة من عناصرها الأساسية المعهودة، كمطلع الموشح وهو البيت الأول لها، وقد يكون من قسمين أو أكثر وهو القفل الأول. ويليه باقي الأقفال المتفقة مع بعضها في وزنها وقوافيها وعدد أجزائها، ثم الغصن وهو كل قسم من أقسام المطلع والأقفال إذ تتساوى الأقفال مع المطلع في عدد الأغصان وترتيب قوافيها، أما الدّور وهو البيت، فقد يكون بسيطاً مؤلفاً من أجزاء مفردة، كما في الموشحة:
عَبِثَ الشوق بقلبي فاشتكى
ألم الوجد فلبت أدمُعي
أيها الناس فؤادي شَغِف
وهو في بَغيِ الهوى لا يُنصِف
كم أداريه ودمعي يكُف
أيها الشادق من علمكا
بسهام اللحظ قتل السبع
وقد يكون مركباً مؤلفاً من فقرتين أو أكثر، كما في هذه الأبيات لابن سناء الملك:
كذا يقتاد سَنَا الكوكب الوقّاد
إلى الجلاس مشعشعة الأكواس
أقم عذري فقد آن أن أعكف
على خمر يطوف بها أوطف
كما تدري هشيم الحشا مُخطَف
وآخر قفل في الموشحة يدعى الخرجة،فقد تكون عامية أو معربة أو أعجمية، وهكذا فإننا لا نجد في معاني الموشحات جِدّةً وعمقاً، فتبدو الموشحة كغادةٍ بالغت في الزينة واستعمال المساحيق فخسرت الكثير من جمالها ولكنها على الرغم من ذلك قد استطاعت أن تحافظ على رشاقتها ومشيتها المرقصة، ولَمّا كانت الموشحات قد اخترعت في سبيل الغناء كان من الطبيعي أن تنظم في الأغراض التي تناسب هذا الفن كالغزل ووصف الطبيعة،إلا أنها رغم ذلك خاضت ما تبقى من أنواع الشعر كالمدح والرثاء والهجو والمجون والزهد، ونظرا لطبيعة الأندلس المذهلة الأخاذة،كان كثير من الشعراء ينجحون في وصف الطبيعة، ووقع اختياري على موشح محمد بن عيسى اللخمي، المشهور بابن لبانة يقول :
في نرجس الأحداق ، وسوسن الأجياد ، نبت الهوى مغروس ، بين القنا المياد
وفي نقا الكافور ، والمَندلِ الرطب ، والهودج المزرور ، بالوشى والعَصبِ
قُضبٌ من البِلّور ، حُمين بالقُضبِ ، نادى بها المهجور ، من شدة الحُبِّ
أذابت الأشواق ، رُوحي على أجساد ، أعارها الطاووس ، من ريشه أَبراد
ونظرة خاطفة على موشحة لسان الدين بن الخطيب في الغزل وذكر الطبيعة ومدح السلطان الغني بالله:
في ليالٍ كتمت سر الهوى
بالدجى لولا شموس الغرر
مال نجم الكأس فيها وهوى
مستقيم السير سعدَ الأثرِ
باعتبار الموشحات فتحا جديدا في الأدب العربي فهي تغيير عن نمطٍ واحدٍ من أنماط الشعر،ولا يجب أن نطلب منها أن تكون غذاء الذهن والفكر، بل يكفينا ما تخلقه في نفوسنا من لذةٍ محببة، وهذا مقطع لابن زمرك في ذكر الصبوح ومدح سلطانه ابن الأحمر:
مولاي يا نكتة الزمان دار بما ترتضي الفلك
جلَّلتَ باليُمن والأمان كلّ مليكٍ وما مَلَك
لم يدرِ وصفي ولا عيان أملِكٌ أنت أم مَلَك؟ نبذة تاريخية عن الموشحات . الموشحات الأندلسية
نبذة تاريخية عن الموشحات : أجمع مؤرخو الشعر العربي على أن فن الموشحات فن أندلسي خالص ، عرف به أبناء الأندلس ومنهم انتقل متأخراً إلى المشرق ، وهو من أروع ما خلف الأندلسيون من تراث أدبي .
تعريف الموشحات :
ذكر ابن سناء الملك في كتابه [ دار الطراز ] معرفاً الموشح فقال : (( الموشح كلام منظوم على وزن مخصوص . وهو يتألف في الأكثر من ستة أقفال وخمسة أبيات ويقال له التام ، وفي الأقل من خمسة أقفال وخمسة أبيات ويقال له الأقرع . فالتام ما ابتديء فيه بالأقفال ، والأقرع ما ابتديء فيه بالأبيات )) .
سبب التسمية :
وقد سمي هذا الفن بالموشح لما فيه من ترصيع وتزيين وتناظر وصنعة فكأنهم شبهوه بوشاح المرأة المرصع باللؤلؤ والجوهر .
بناء الموشح : تختلف الموشحات عن القصائد العربية من حيث البناء ويتألف الموشح من أجزاء مختلفة يكوّن مجموعها بناء الموشح الكامل ، وقد اصطلح النقاد على تسمية هذه الأجزاء بمصطلحات ، وهذه الأجزاء هي :
1- المطلع 2- القفل 3- الدور 4- السمط 5- الغصن 6- البيت 7- الخرجة
ومن أراد التوسع في معرفة تلك الأجزاء فعليه بمطالعة نماذج من الموشحات ليتكون له كأمثلة تطبيقية ، على نحو موشحة( لسان الدين بن الخطيب ) التي يقول في مطلعها : جادك الغيث إذا الغيث همى يــازمــان الـوصل بالأندلـس لــم يـكـن وصلك إلا حـلـمــا في الكرى أوخلسةالمختلس وهي موجودة في مشاركة مستقلة .
من أشهر الوشاحين الأندلسيين : ( عبادة بن ماء السماء ، عبادة القزاز ، ابن بقي الأعمى التطيلي ، لسان الدين بن الخطيب ، ابن زمرك ابن سناء الملك ، شهاب الدين العزازي ، ابن باجة ابن سهل ، ،ابن زهر ، محيي الدين بن العربي أبو الحسن المريني )
(موشح لما بدا يتثنى)
هوعمل تراثى قديم، نسبه الأستاذ "كمال النجمي" المؤرخ الموسيقي المعروف للشيخ "محمدعبد الرحيم المسلوب"، و لكن نسبه اخرون الى "سليم المصري" .. العمل أو الموشح مشهورو معروف ... اسمه " لما بدا يتثنى "
واشتهر الموشح هذا على لسان المغنية فيروز
وتفصيلات الابيات كالتالي : حسب الاغنية
لما بدا يتثنى ... اماااااااان .. امااااا .......
لما بدا يتثنى ... اماااااااان .. امااااا .......
حبي جمال فتنا... اماااااااان .. امااااا .......
أومى بلحظ أسرنا ... اماااااااان .. امااااا .......
أومى بلحظ أسرنا ... اماااااااان .. امااااا .......
... غصن سبا حينما غنى هواه و مال
وعدي و يا حيرتي .... ما لي رحيم شكوتي بالحب من لوعتي إلا مليك الجمال
... اماااااااان .. امااااااااان ... اماااااااان
بالحب من لوعتي إلا مليك الجمال
... اماااااااان .. امااااااااان ... اماااااااان
ونظم الابيات الصحيح كالتالي :
لما بدا يتثنى قضى الصبا و الدلال حبي جمال فتنا أفديه هل من وصال
أومى بلحظ أسرنا بالروض بين التلال غصن سبا حينما غنى هواه و مال
وعدي و يا حيرتي .... ما لي رحيم شكوتي بالحب من لوعتي إلا مليك الجمال..
غناء الموشح بصوت الفنانة فيروز:
غناء لينا شماميان :
غناء مميز من إحدى الفرق مع صور ورسوم تراثية من يو تيوب:
ويعتبر موشح ابن سناء الملك(إذا كان ذنبي أن حبك سيدي...) من أجمل الموشحات التي غنتها المطربة فيروز مع المطرب وديع الصافي وتلحين الأخوين الرحابنة.وهذه كلماتها:
إذا كان ذنبي أن حبك سيدي فكل ليالي العاشقين ذنوب
أتوب إلى ربي و إني لمرة يسامحني ربي إليك أتوب
يا شقيق الروح – ابن سناء الملك
يا شقيق الروح من جسدي أهواً بي منك أم ألم
أيها الظبي الذي شرد تركتني مقلاتك سدى
زعموا أني أراك غدا و أظن الموت دون غدي
أين مني اليوم ما زعموا أه
أدنو شيئاً أيها القمر كاد يمحو نورك الخفر
أدلال ذاك أم حذر يا نسيم الروح من بلدي
خبر الأحباب كيف هم أه
تفضلوا معاً واسمعوا.. يا رعاكم الله..
وهذا رابط للمطربة الفلسطينية دلال أبو آمنة بأداء مميز(زارني المحبوب-لما بدا يتثنى)
الفنانه الفلسطينيه دلال أبو آمنه أتحفت الجمهور بغنائها وأدائها المميزين للموشحين زارني المحبوب ولما بدا يتثنى من خلال عرضها الذي أقيم في مدينة الناصره تحت عنوان بساط الريح .
أرجو أن يعجبكم مقالي ودمتم بخير..