العرقسوس.. مشروب رمضاني غني وله فوائد طبية
دمشق-سانا
ينتظر بائعو العرقسوس شهر رمضان المبارك بفارغ الصبر نظراً للإقبال الكبير عليه من قبل الصائمين لكونه يعد مصدر دخل جيد بالنسبة لأغلبلهم فنراهم موزعين في أغلب المناطق ويناودون بأعلى صوتهم "حلو وبارد يا عرقسوس" "تعال اشرب ياعطشان" "شفى وخمير يا عرقسوس".." من الشام جاي شامية شامية وجاي من الشام" وغيرها من العبارات التي تجذب الصائمين لشرائه.
ومن أبزر الأماكن التي يتركز فيها بائعو العرقسوس هي بوابة الصالحية وسوق الحميدية وأمام دور السينما الذين يشاهدون بلباسهم التقليدي وطرابيشهم الحمراء وحلتهم النحاسية المزخرفة ونداءاتهم المدوية إذ تجدهم في كل وقت من السنة إلا أنهم يزدادون في شهر رمضان.
العرقسوس.. علاج لأمراض كثيرة واستخدمته الشركات الطبية لتحضير أدويتها
ونظراً لأهميته الطبية الكبيرة فقد استخدمته الشركات الطبية وشركات صناعة الأدوية في تحضير بعض أدويتها كالأدوية المضادة للسعال وغيرها ويؤكد باحثون في المعهد الطبي بجامعة فرانكفورت ألمانيا أن مادة الغليسريزين أو سكر السوس أحد مكونات جذور السوس تستخدم في مكافحة فيروس شائع الاستخدام وقد ثبت بوضوح تفوقها على الجزيئات الأخرى التي جرى اختبارها كما تحتوي على مادة الريفا فرين وهي مادة مضادة لمعالجة المصابين بمرض السارس بالتزامن مع الأدوية المضادة للالتهابات.
وأجمعت الدوائر العلمية أن العرقسوس له فوائد صحية ومفيدة غنية منها يساعد في شفاء قرحة المعدة خلال عدة أشهر وله أثر فعال في إزالة الحرقة والحموضة عند حدوثها ويساعد على ترميم الكبد لاحتوائه على معادن مختلفة ويشفي من السعال المزمن ويستعمل للوقاية ضد الرشح والانفلونزا إضافة إلى أنه مدر للبول ويعالج الامساك ويساعد على تخفيف حدة العطش ويفيد في تغيير رائحة الفم وتزكيته ويزيل الجفاف من الحلق.
العرقسوس غني بأملاح البوتاسيوم والكالسيوم ومنشط عام للجسم
ويحتوي العرقسوس الذي يرجع تاريخه إلى نحو خمسة آلاف عام على الكثير من أملاح البوتاسيوم والكالسيوم وهرمونات جنسية وصبغات ومواد صابونية وهو منشط عام للجسم ويعالج الربو ويفيد في شفاء الروماتيزم لاحتوائه على عناصر الهيدروكورتيزون إضافة إلى تقوية جهاز المناعة في الجسم كما أنه يعد أفضل شراب مرطب للمصابين بمرض السكر لخلوه تماماً من السكر العادي ومنشط عام للجسم و مروق للدم.
وحول كيفية صناعة هذا الشراب يقول بسام الأزهر الذي يعمل في إنتاج هذه المادة نأتي بالجذور جافة تبلل بالماء وتوضع في الشمس لعدة ساعات ومن ثم يوضع المنقوع في قطعة قماش ويضاف عليها الماء بشكل منقط إلى أن يصبح لون السائل أبيض ومن ثم يتم تركيز الشراب حسب رغبة الشخص. وعادة عندما تحضر الأعشاب الجافة تطحن وتجهز حتى تختمر بعدها بيوم يتم صب الماء عليها قليلاً ثم تضاف إليها كربونة تساعد على الهضم وعطرة الورد لتعطي رائحة زكية للعرقسوس بعدها تصبح مادة جاهزة للشرب.
دراسة ألمانية: العرقسوس سلاح محتمل ضد السارس
وأوضح الأزهر أنه يمكن تخزين هذه الأعشاب لمدة أقصاها سنتان وإلا فستتعرض للتلف وهناك أنواع للعرقسوس منها ما هو جاهز مصبوغ بألوان مختلفة يحتوي على السكر ومنها الطبيعي وهو الأفضل لعدم احتوائه على السكر مشيراً إلى أن باعة العرقسوس يتابعون الفوائد المكتشفة.
وقال إنه اطلع أخيراً على أهميته في كونه سلاحاً محتملاً ضد السارس إذ كشفت دراسة أولية المانية أن أحد المكونات الطبيعية للسوس المستخدم لصناعة بعض السكاكر والمواد الصيدلية والأدوية التقليدية الصينية واليابانية هو في الواقع مادة مضادة للالتهابات الفاعلة في مكافحة فيروس الالتهاب الرئوي الحاد السار.
والعرقسوس هو عبارة عن نبات شجري معمر ينبت في كثير من بقاع العالم ويكثر في حوض الفرات يصل ارتفاعه إلى مترين، يعرف أيضاً باسم السوس المخزني.
وقد عرف في الطب القديم لدى الفراعنة والرومان والعرب وورد ذكره في مصنّفات طبية وضعها ابن سينا و ابن البيطار وأبو بكر الرازي وغيرهم ويحتوي جذر العرقوس على صابونينيات ثلاثية التربين وفلافونيدات وسكاكر متعددة وستيرولات وكومارنيات وإسباراجين.
وبين المهندس الزراعي فيصل جنيدي أن نبات عرق السوس من أهم النباتات التي تنمو في بيئة ومناخ الفرات وهي من أجود الأنواع المصنفة عالمياً وتتكاثر بشكل طبيعي عن طرق البرزومات الجذرية التي لا تموت حيث تعود هذه المجموع الجذرية للحياة في فصل الربيع وتنبت من جديد مشكله شجرة ذات مجموعة خضريه يصل ارتفاعها إلى حوالي المترين أوراقه داكنة وأزهاره صفراء فاتحة وتكمن الاستفادة من هذا النبات باستخراج المجموعة الجذرية وتحويلها إلى عصير بطرق مختلفة أو تجفيفها وتحويلها إلى مسحوق ومن أشهر النباتات الفراتية أيضاً الطرفة والغرب ونبات السلماس الفراتي وهو ذو طبيعة متميزة عن باقي النباتات بحيث لا ينمو إلا بمناخ معتدل بمعدل 18 درجة مئوية ويعد بمثابة ميزان حراري للمنطقة التي ينمو فيها فهو يموت إذا ارتفعت أو انخفضت درجة الحرارة دون ذلك.
ويستعمل نبات عرق السوس في صناعة التبغ لإعطائه نوعاً من النكهة ويوظف للسبب نفسه في صناعة العلكة والحلويات والشوكولاته وغيرها ويستفاد منه في صُنع مواد صابونية مثل الرغوة التي تستعمل في اسطوانات إطفاء الحريق.
كما يخلط مع بعض الكبسولات الدوائية لإعطائها مذاقاً مقبولاً