صدر كتاب الاستهلال في القصة لـ طارق شفيق حقي
صدر كتاب الاستهلال في القصة لـ طارق شفيق حقي عن دار المتلقى للطباعة والنشر - سوريا - حلب
يقع الكتاب في 216 صفحة من القطع المتوسط قياس 17.5 * 24.5 سم
الدراسة تناولت قصصاً من القرآن الكريم والحديث الشريف وقصص التراث
يطلب الكتاب من دار الملتقى سوريا - حلب - طلعة الجامعة
و سيكون الكتاب متوفر بإذن الله كذلك في معرض ربيع الكتاب - جناح دار المتلقى
يقام «معرض ربيع الكتاب» وتحت شعار «متعة القراءة»، في الفترة ما بين 7 إلى 17 نيسان/أبريل 2010 في أرجاء حديقة الجلاء في مدينة دمشق
الاستهلال في القصة
ضمن حركة تأصيل فنِّ القصّة العربي ، ظهرت دراسات تناولت ألوان القصِّ العربي مقارنة مع ما أخذ عن فنِّ القصّة الغربي المعاصر ، ولم تتناول جوانب محددة في هذه المقارنة ، فجاءت هذه الدراسة لتدرس براعة الاستهلال في القصّة ، وهو في الأساس مصطلح خاص بالشعر، والغاية منه إثبات أهمية الاستهلال في بناء القصّة الحديثة والإشارة إلى أهدافها.
لعلّ استهلال القاصّ للقصّة يُعتبر أصعبَ أجزاء عمله الأدبي ، وهو في الوقت ذاته إبداع نصٍّ مواز لجسد القصّة، وبمثابة لصاقة يظهر فيها القاص محتويات مادته الأدبية ،ويحث على قراءتها ، والاستهلال هو العتبة الأولى للقارئ، فهو يمسك بالخيوط الأولية للقصّة ويحاول تتبعها وصولاً إلى توقعات القارئ .
إنه مرجعية مرهصة محرضة محفزة للقارئ ، وعلامة اصطلاحية يستعان بها في القصّة على توصيل دلالات اصطلاحية.
ولعلنا نتلمس بقليل من الجهد أن الاستهلال خلقٌ جمالي، يُدركُ ويثمنُ فيه القاصُّ المبدع ذكاءَ المتلقي، ويشاركهُ أفقَ عمله الأدبي، بل ويُنمي لديه أداوته وإحساسه بالجمال، فنمو حدس المتلقي بعد قراءة أكثر من عمل أدبي بارع، ما كان إلا من تنبؤ الاستهلال وصدق نبوءته.
وهذه النبوءة تفترض سلفاً التقاء الحدس الفني لدى الكاتب والحدس النقدي لدى المتلقي، والكاتب أكثر براعة وسعادة وتطوراً مع متلقٍ ذي عقلية نقدية فاعلة منفعلة، وبذلك فالقصة تمنح المتلقي قطعة أدبية فريدة، إضافة لمفاتيحها.
هنا سيكون الاستهلال كاللصاقة المرهصة عن المادة، ومن هنا يصبح الاستهلال منطقةً متفقاً عليها يلتقي فيها الكاتب بالمتلقي لسبر الأفق، وطرح الرهانات، لن تكون هذه المنطقة مكاناً رتيباً يعرفه الملتقي سلفاً، بل قد يأتي القاص بألوان من الاستهلال مجدداً أمكنته، مغيراً شكلها، مستفيداً من نمو حدس المتلقي، فمن الاستهلال ما هو خادع، ومنه ما هو محفز، ومنه ما هو ممانع وآخر مؤسس.
بذلك لربما نقولُ ونعترفُ بجمالِ التلقي قبل جمال العمل الأدبي، فذكاء المتلقي هو المتربصُ لدلالة الاستهلال، والمتوقعُ لأفقه وكما هو الجمال كامنٌ في الإحساس بالزهرة اليانعة، يصبحُ المتلقي عنصراً فاعلاً في إنتاج الجمال والدلالة عليه، كذلك العمل الأدبي مع متلق أكثر ذكاءً وأبرع توقعاً، ومن هنا سيكون المتلقي حاضراً دائماً أمامَ قلم القاص مشاركاً لكتابة العمل الإبداعي، وتصبح قصدية القاص وصنعته أكثر نضجاً وأقوى بناءً.