منذ رحل الرجال الرجال الرجال و لم يعقبوا ،
يشرق البدر كل ليلة على استحياء ،
تصطف النساء و الأطفال بين الحقول ،
تتسابق نظراتهن إلى حيث يقع ظله الممتد يلامس الأفق فوق الحقول ،
يحدوهن أمل القفز كأسلافه فوق حصانهم الأبيض ،
يمتشق سيفهم البتار ،
يرد عنهن جيوش التتار ،
تحاول النسوة بالغناء تارة ،
بأشعار عنترة أخرى ،
بالتودد ثالثة ،
ساعات تمر عليهن سنوات ،
و يغرب البدر حاملا خيبة الأمل ،
عندما تشرق الشمس على وجهه السلبي ،
تأتي الغربان لتقف على رأسه ،
لا تأبه به ،
تفض أغشية كيزان الذرة الغضة ،
تلتقط معسول حباتها الندية حبة حبة ،
تستصرخه النساء ،
و لكن ،
لا حياة لمن تنادي ،
ما تلبث أن تتوسط الشمس كبد السماء ،
تشتد الحرارة ،
يتمنين أن يتساقط العرق على جبينه و لو مرة ،
و لا فائدة ،
تودعهن الشمس حسرة بأشعتها البرتقالية ،
يهبط الظلام ،
يكفنهن بأشرطة الخوف السوداء ،
تنعق البومة الواقفة فوق أعمدة الهاتف الممزق الأسلاك ،
تتسلل ( السلعوة ) خلسة من بين الحشائش ،
تتساقط من أنيابها لعاب السعار ،
تخطف قلوب براءة أخواته النائمات إلى جواره ،
تستصرخه الرجولة ،
لا ترمش عينيه ،
تمر الأيام و الشهور ،
ينهش الخريف الأشجار المرتعدة بجواره ،
تتشبث به واجفة هلعة ،
يجردها من أوراقها ورقة ورقة ،
لا يتحرك ،
يأتي الشتاء ،
تلتف حوله النساء و الأطفال ،
يطلبون الدفء و الحماية ،
برق يخطف أبصارهن ،
رعد يغتصب أسماعهن ،
يلتصقن به ،
تهطل الأمطار بغزارة ،
ترتعد النسوة من شدة الصقيع ،
تخطف السيول الأطفال ،
تغرقهم بدواماتها المتلاحقة ،
و مازال يقف شامخا منتصبا دون حراك ،
أيتها النائحات ،
لا فائدة ،
هل صدقتن أنفسكن ؟
فما هو إلا بنطال و قميص من ( الجينز ) ،
حشوتهن بأيديكن ببقايا ملابسكن البالية ،
رأسه جورب قديم لإحداكن ،
فهل غرتكن قبعة ( الكاوبوي) التي توجتموه بها ؟
أم أنكن تنتظرن أن تدمع عيناه اللامعتان ؟
و ما هي إلا أزرار معطف إحداكن البلاستيكية ،
أم تنتظرن أن يلين قلبه و ما هو إلا كيس قطني ؟
أيتها المضيعات عمركن هباء منثورا ،




ما هو إلا ( خيال مآتة ) .