إن من حكمة الله ومشيئته أن أراد الخير للبشرية جمعاء في تحريم أكل لحم الخنزير .. والتحريم لم يكن زمن الإسلام فقد سبقه إلى ذلك الديانة اليهودية والمسيحية ، وما زال التحريم موجودا في أسفار العهد القديم ، وأسفار العهد الجديد ...
ويأتي العلماء بعد قرون عديدة ليبيّنوا للبشرية جمعاء سبب هذا التحريم من وجهة النظر الطبية والصحية ليعلنوا بأن الخنزير هو مرتعا للميكروبات والجراثيم الفتاكة ، كالدودة الشريطية وبويضاتها المتكيسة.....
واليوم نجد انفلونزا الخنزير الوباء الخطير يهدد ملايين البشر بالفناء ....
ألم يأن لهؤلاء أن يعلموا بأن نبينا الأميّ وخاتم الأنبياء والرسل أرسله الله ليكون رحمة للعالمين جمعاء !!!!؟؟؟؟؟...
فلنتأمل ونتدّبر معا قول الله تعالى في كتابه العزيز :
حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
(3) المائدة
ونسأل أنفسنا لم جلت مشيئة الله وحكمته أن ربطت آية التحريم بقوله تعالى :" ذَلِكُمْ فِسْقٌ " ومن ثم قوله تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" !!!!؟؟.....
ألم يكن الهدف هو أن الله تعالى بآية التحريم هذه أراد لنا الخير بما ينفعنا في ديننا ودنيانا ، والتحذير مما يضرّنا في ديننا ودنيانا !!!؟؟...

حتى إن بعض العلماء أدخلت تحريم أكل لحم الخنزير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ويقول عبد القادر عودة : " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يدخل فيه الأمر بكل ما أوجبت الشريعة عمله ، أو حببت للناس فعله من صلاة وصيام وحج وتوحيد وغير ذلك . والنهي عن المنكر النهي عن كل ما خالف الشريعة من أفعال وعقائد فيدخل فيه النهي عن التثليث وعن القول بصلب المسيح وقتله ، ويدخل فيه النهي عن شرب الخمر وعن أكل لحم الخنزير وغير ذلك مما تخالف فيه الشريعة الإسلامية الأديان الأخرى (1)
(1) التشريع الجنائي جـ 1 ص 497 .