الأخ ......
شاب ريفي نشأ نشأة بسيطة مثلي ومثل الكثير منا تخرج من الجامعة وجعبته ممتلئة بالأحلام البعيدة عن الطموحات المشروعة .
الأخ ....
ورث عن أبيه صفحة من الأرض لابأس بها الخارج من باطنها فيه الخير له كفرد ولنا كجمـــــع أوصاه والده بها خير الرعاية وحسن المتابعة وأن لا يبخل عليها بجهده أو علمه وخاصة وقتـه
حتى لا تبخل هي عليه بخير حصادها .
وهكذا هي ؟ سنة الله في خلقه فمن زرع حصد ومن جد وجد هكذا هي الحياة ( خد .. وهات )...
أنها حكمة الخالق الحق تبارك وتعالى الذي يسر لنا سبل العمل لأنفسنا وهدانا للإبداع وكيف
نعمل بجد واجتهاد أنها حكمته لنعلم ونتعلم كيفية الحصول على قوتنا وقوت أبناءنا من عملنا
لذلك ؟ فالأرض التي ورثها عن أبيه ونبتها الصــغير في حاجة لجـــهده وعلمه ووقتـــه ليكبر ويترعرع ويكون فيه الخير فالحصاد يسكب في وعاء ( الجمع )
الأخ ....
من الحضر تطاير إليه عبر رياح الوهم خبر عن قيام مجموعة بتأسيس مدرسة لفن الفروسية
مدرسة وضع مؤسسيها للالتحاق بها نظم وأسس غريبة وعجيبة كذلك ؟
من يستطع البقاء أطول فترة ممكنة داخل أســوارها فهو الأفضل ويحظى بالبركــات والتبريكات
وتناسوا أن خارج أسوارهم حياة أخرى .. حياة تحتاج للكثير من الوقت لمقارعة أمواج الحيــاة
فأبناءنا وأطفالنا الصغار في حاجة لوقتنا واهتمامنا لننتفع بهم فهم حلمنا القادم وأملنا المرتقب
الأخ ......
ترك الأهل والبيت والأرض ونبتها الصغير منتعلا حذاء الوهم ورحل مستقلا قطار ؟؟ الســقوط
لتلك المدرسة كانت وجهته .
وهنــــــــــــــــــــاك ...
وقع على استمارة التحاقه بالمدرسة بعد موافقته على ما جاء ببنودها .
تسلم من الإدارة ؟ مفتاح غرفته .. دخل غرفته سعيدا مســـرورا فقد أبهرته معلقـــات جــدرانها
وزخرفها وأريج عطرها الفائح في أرجائها .. دخل حمام غرفته ..خــــلع ثيابه .. وأخـــذ حمامه ليذيل غبار الأرض العالق بجسده وريح طينها ثم خـرج ؟ ليفتح نوافذ غرفته وأخذ بمفتاحـــــــه ومن أحدى نوافذ غرفته طوح به خارج أسوار المدرسة هذا بعدما أغلق على نفسه من الداخــل
وعاش أيامه ولياليه مستيقظا للنوم كان هاجرا فكان ينام بعين وعين نعم كان هــو كذلك فـدائما نور غرفته مضاء طوال اليوم ! حتى جـــاء يومه المرتقب ؟
فهناك خطوات قادمة نحو باب غرفته .. نعم هناك من يدق باب غرفته وينادى عليه مبشرا إياه
أن إدارة المدرسة ستقيم اليوم حفل أعد خصيصا لك ســتتقلد فيه الأوســـمة وتمنــــح النياشين
فسكنه السرور ورسمه الفرح .. أفتح الباب لتتسلم دعوتك ؟؟؟
بحث عن المفتاح فلم يجده ثم تذكر أنه هو وبنفسه من طوح بمفتاح حياته. سكنه الصمت حتــى
مل من بالخارج من دق الباب وغادر دون وعد بالرجوع !!!!!
ليظل الأخ .....
سجين غرفته أو سميها أن طاب لك سجين أوهامه وأسير أحلامه !!
وهناك .. هناك .. هناك ؟
الأرض .. أظمأت فبارت
والنبت .. سقم فمات
وسكان أرضه منتظرون مترقبون فارسهم أن يعود !!
ولكنه .. ولكنه ؟؟ لم ولن يعـــــــــــــــــــــــــــــود
فهو كان ؟؟ فارس بغير جواد .. بغير سيف .. بغير درع لذلك فهو لن يعود
وبعد ذلك .. بغرابة وبغير استحياء
نتساءل لماذا كانت كهوف الهجر والنسيان لنا سكنا ؟!
تحياتـــــــــــــــــــــي .....