عذراءُ مثل باقي العذارى
أحلامها لا تختلفُ كثيراً عن أحلامهن

زوجٌ شاب, ولعلّها تفضلُهُ أشقراً, حسنَ الخلقِ ,ذا مكانةٍ اجتماعيةٍ وصاحبَ ثروة
منزلٌ عاجيٌّ يعيش فيهِ طفلان عابثان من صلبها

عليّها مسحة ٌ من جمال إلا أنها تجاوزت السبعين

ألتقيتُ بها ذاتَ شتاءٍ قربَ مدفأةٍ خشبيّةٍ عتيقة
سألتها عن السبب ...
فكان الجوابُ .. دمعتين

عانس ..!!؟

" أصعبُ ما في الأمر أن تبكي وأنتَ ابنُ سبعين "

هذا أولُ الكلام الذي قالتهُ وآخره ومن ثم تسنّدتْ على كتفي وغادرت فسحةَ الأحلام

منهكة ٌ أكلت السنونُ آخرَ ما تبقى من أنوثتها

عدتُ إلى المدفأةِ الخشبيّة بعد أيام ٍ قليلةٍ آملاً أن تمنحَ فضولي بعض الأجوبة وسبباً واحداً إلا أنّ سيدة ً أخرى كانت تجلسُ مكانها تماما ً قالت لي :

لقد رحلتْ تاركة ً خلفها رسالة ً تقولُ فيها :

" سلموا لي على حبيبي الأسمر "
حكمت الجاسم