شرف العلم




كتبها : فيصل الملوحي




هكذا فهمنا العلم :
عزّةً وشرفا ،
وترفّعاً عن عرضه
سلعة في سوق التّجار !
هكذا كان العلماء :
أغنياء بعلمهم ،
لا يقيسون منزلتهم
بما لديهم من مال ،
ولا يحرصون عليه
حرص البخيل الشّحيح .
يتبعون في هذا حديثه
– صلّى الله عليه وسلّم - :
العلماء ورثة الأنبياء .
...........................
وهكذا تربّى طلاّب العلم ،
يسارعون إلى تلقُّف العلم ،
ينظرون بلهفة إلى
تساقط الدّر من أفواه معلّميهم
لا يشغلهم غير الحرص
على كلّ معلومة تُلقى ،
يتسابقون إلى توقير المعلّمين
لأنّهم يعلمون أنّ في هذا
توقير العلم الذي يحملون ،
ورفع مكانتهم في المجتمع .
...........................
كان المعلّم وطالب العلم
كقطبي الرّحى
لا ينفصم أحدهما عن الآخر ،
متلازمين متعاونين ،
كلٌّ يعرف مكانته ،
ودوره الذي عُهد به إليه .
...........................
وهكذا كانت لدينا حضارة ،
ثمّ ضاعت ...
ولن تعود إلاّ إذا :
- ارتقى المعلّم بهمّته ،
واعتزّ بعلمه وحده ،
- وحرص طالب العلم على
تلقّي العلم حرص الصّديان
في البيداء إلى الماء !
...........................
فهل يُمكن لأملنا
أن يكون واقعاً حيّا ،
أم جرّنا خيال الأدب
بعيداً عن الواقع السّليم !