الليلُ والبدرُ المنيرْ
كم يوقظان بظلمتي صوتا يناجي همسه ألم الضميرْ
كم يوقظان بخافقي من ذكرياتْ
كحكاية ثكلى تناقلها الرواةْ
عن عاشقينْ
لم يرشفا في الحب إلا دمعتينْ
الليل والبدر المنيرْ
وحكايتي صارت من الماضي الأثيرْ
لم أدر إن قلوبنا يوما سيدميها القراقْ
من بعد أيام تذوب صبابة عند العناقْ
ما كان أحلى عندنا طعم اللقاء الأولِ
عند المساءْ
كانت أميرة كوكب فرت مع النجمات شوقًا للسماءْ
أسطورةً ما صاغها بعد الرواةْ
ما مر مثل خيالها يومًا على بال الدواةْ
من أنت قالت كوثرٌ
هي ما أجابت يومها
لكنما نطق الضياءْ
شهرٌ بقافلة الزمان مضى بنا
لم يمنع الدمعات إلا الكبرياءْ
شهرٌ وبعد رحيله في الحقل كان لنا لقاءْ
من دون وعد أو قرارْ
هي هكذا جاءت كأجمل صدفةٍ قد خَطَّها ضوء القمرْ
يوماً بصفحاتِ القدرْ
أرسلتُ عيني كي تُقَبِّلَ عينها
والروح لاقت روحها قبل النظرْ
زيتونةَ البستانِ هل تتذكرين لقاءنا؟
وعيوننا
هل تتذكرين كلامها؟
وقلوبنا
هل تتذكرين هيامها ؟
وسلامها وجنونها وغرامها
زيتونة البستان هل ظَلَّلْتِنا
أَوَ تَذكرين حديثنا؟:
غزلٌ وعشقٌ وانفجارْ
شوق حنين مقلةٌ
قد أَمْسَكَتْ أجفانها
وَتَحدَّثْ أحداقها ذاك النهارْ
يا ليته لم ينتهِ
ذاك النهارْ
يا ليت أن كؤوسه ظَلَّتْ تُدَارْ
شهر مضى كمسافرٍ تعب المسيرْ
يخطو على الآلام والجرح الثقيلْ
في ليلةٍ لا شيء فيها غير مصباحٍ كئيبْ
الليل يعصر ضوءه
شوقا إلى الموت الرهيبْ
همس المسافر في الدجى:
قد أظلمت عيناي بعدك يا حبيبْ
من أين أهرب يا دجى
من أين والأشباح تعترض السبيلْ
وحدي سأكمل دربنا
من بعدما رحل الخليلْ
لن أرهب الأشباح في الليل الطويلْ
ما زال مصباحي ينيرْ
لن ينتهي حبي الكبير
ومضى المسافر هامسا:
ما زال مصباحي ينير
ما زال مصباحي ينير