زهرة صفراء



يوم أن صعدت سطح المستشفى لأنشر بنفسي ملاءة السرير انخطف قلبي لرؤية تلك الزهرة.
كانت محشورة بين مربعات البلاط ، وحولها أعشاب خضراء صغيرة تقاوم الذبول.
زهرة رقيقة أنبتها المطر وقطرات الندى الصباحية المتذبذبة.
حبست خبرها عن كل المرضى في كافة العنابر . رأيت أن الله كافأني لصبري على الغلب وطول بالي فمنحني وحدي هذه الزهرة .
كنت أختلس أية دقائق كي أتسلل إلى الركن القصي فأجدها في انتظاري بنفس استقامتها وكبريائها الصامت . تميل مع هبات النسيم فتسري في قلبي أفراح لا نهاية لها . قبل أن أغادر بيوم واحد وجدتها ذابلة . عنقها مدلى وكأنها تعتذر لي .
لم أقو على معاتبتها فقط لامستها بباطن كفي فشعرت بارتعاد خفيف ينتقل من بتلاتها المذعنة الرقيقة إلى خلايا يدي .

مساء الأحد 4 /11/2007