عَذَّبني الحب ، شرَّد قلبي ، سَيْطَرَ على أفكاري و حياتي، أَسَرَنِي . ثُم رحَّلَ المحبوبَ إلى اللاعودة ليُقْحِمَنِي في آلام لا تنتهي. ضَيَعَنِي و ضَيَّعَ سنين من عمري لم أدر فيها ليْلِي من نهاري. أثقلَ حياتي ، أنْسَاني من أكون و ماذا يجب أن أكون. قطار الحياة يمضي و العمر يمضي و أنا مُسَمَرَةٌ في شرودي و ضياعي . قطار الحياة يمضي و العمر يمضي و أنا كيانٌ مفكك متثاقل عاجز عن الحياة ....عاجز عن العطاء.
فَكرتُ ...يا لها من ورطة عميقة تشُلُ القلب. أضناني التفكير...... و أي تفكير ...لا حل معه . لا حلَّ مع القلب الذي لا يَمَلُ الحب و لو شرَّدُهُ الحبُ.... وَ لوْ عذَّبَه ....وَ لَوْ ضَيَعَهَ... و لوْ أهْلكَه ......دوامة لا تنتهي و ترهقني
فكرتُ في خُلوة، علَّنِي أنسى ....
خُلوتي الأولى ما أنستني شيئا ، أقحمتني من جديد في شريط الماضي و الحنين و الشوق ....
و خُلوتي الثانية أقحمتني من جديد ثم الثالثة و الرابعة .......و يمر الوقت
و يمر الوقت ،...بَدأتُ أنسى ... أخيرا بدأتُ أنسى .... لكن ماذا بدأتُ أنسى لا أذكر ، في أي حنين كنتُ أفكر ، في أي شوق كنت أشرد ...لا أذكر لا أحِنّ لا أشتاق ...رحل كل شيء و لم يبق إلا الصمت و السكون و أنا و الوحْدَة و السماء و أشعة الشمس تتخلل السحاب.
نظرتُ إلى نفسي الكسيرة المظلمة و نظرتُ إلى الشمس الجميلة المنيرة.
شتَّان بين الثرى و الثُرَيَا .....
من أنا ؟ و ما حياتي ؟
حياتي ؟
هل عمري غال ؟ هل أنا غالية ؟
أضَعْتُ عمري في .......و في الشرود ....دون هدف ، هل كان غال ؟
شيء من الخوف يتسلل إلى قلبي
رويدك يا قلبي رويدك ، أنسيتني نفسي و الآن تحاول قتلي بشبح الخوف
أنت تعْبَثُ بي بين الخطأ و الضمير و الوقت
عَبثْتَ بي كثيرا يا قلبي و أقحمتني في صراع مع الضمير و مع الوقت ، لكن الضمير لا يعبث و الوقت لا يعبث
مهلا ، أنت تشغلني بأمور و أي أمور و تحرمني من أمور و أي أمور.....
تشدني إلى الأرض و جنون الأرض
و تحرمني من الشمس و التقدم نحو الشمس
رويدك ، سأزرع فيك بذرة حلم جميل ،
لستُ أدر كيف خرجت هذه الكلمات ، لكنها استمرت لتقول :
و أسأل الله سبحانه أن يسقيك ماءا عذبا يُحيي ذاك الحلم الجميل
علَّه يُخفف عنك وطأة العذاب و الجنون و الانفلات
يُحررُك من الأسر
أو يرشدك على الأقل إلى الاتزان و الرشاد
و من يدري
قد يَمُنُ عليك بفترات خلوة قُدسية
و لحظات خشوع قوية ، تُنسيك في الموت و النار
و لذَّة حبٍ قدسية ، لم تعرفها و لم تذقها ، تُطيب الخاطر و تُشفي الجراح و تبعثُ الأمل من جديد للتقدم نحو الشمس
لذَّة حبٍ قدسية تُشعِرُك بالحياة ، تشُدُكَ نحو الحضرة القدسية ، تُرغِّبُك في القرب

وجدتُ نفسي أخطُ هذه الكلمات ، في مكان خال إلا من بعض الحشائش البرية و سكة حديدية طويلة و كأنها الحياة
كنتُ منهمكة في التفكير و الكتابة و لم أشعر بأنفاسٍ ... بكيانٍ بقُرْبي
و إذا به يتكلم : عذبني الحبُ
قطع خُلوتي ، فاجأني ، رفعتُ رأسي ،
شيخ وقور بنظرات ثابتة و هادئة ، ينظر إلي
عذبني الحب يا بنية ، لم يتركني رغم مشيبي
انفتح فمي من شدة الدهشة ...مَالِِ هذا الحب لا يدع صغيرا و لا كبيرا إلا أهلكه
حَزَّ ذلك في نفسي
بدأ يتحدث ...دارت كلماته و انسجمت مع كلماتي انسجمتا في دوامة واحدة
هل يتحدثُ عن قلبه أم عن قلبي ؟!!!!!
حَزَّ ذلك في نفسي
فكرتُ في حُلمِي في كلماتي التي كتبتها منذ قليل
شيخي الحبيب، قلبي معذب أنا أيضا ، لكن فيه حلم جميل
أعطيك حلمي الجميل علّه يخفف عنك الآلام
أعطيك حلمي الجميل علّه يحررك
أعطيك حلمي الجميل علّه ينجينا من الضياع و يوصلنا إلى الشمس
أعطيك حلمي الجميل ...... عَله يوصلنا إلى الله