كأن عتابة من حسنها
دمية قس فتنت قسها
يا رب لو أنسيتها بما
في جنة الفردوس لم أنسها
أبو العتاهية

وطني لو شغلت بالخلد عنه
نازعتني إليه في الخلد نفسي
وهفا بالفؤاد في سلسبيل
ظمأ للسواد من عين شمس
أحمد شوقي

إن المليك رآك أحـ
ـسن خلقه ورأى جمالك
فحذا بقدرة نفسه
حور الجنان على مثالك
أبو العتاهية

ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحكم فأنت الواحد القهار
وكأنما أنت النبي محمد
وكأنما أنصارك الأنصار
ابن هانئ الأندلسي

إن شئت موتا فأنت الدهر مالكة
روحي وإن شئت أن أحيا فأحييني
يا عتب ما أنت إلا بدعة خلقت
من غير طين وخلق الناس من طين
أبو العتاهية
...إلخ من نماذج
****
هذه نماذج لأبيات تجاوز فيها الشعراء حدود اللياقة الدينية.قد يقول قائل إن الله قد قال:"وإنهم يقولون ما لا يفعلون"نعم لكن ليس في تجاوز الحد فليس لنا إلا ظاهر القول لا باطن الرجل.هي مبالغة ولا شك والمبالغة أنواع ولها مسميات عرفت بها قديما وحديثا،لكنها هنا مبالغة ممقوتة ومردية لصاحبها؛إذ الشعر كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح.ولننظر إلى آيات سورة الشعراء كاملة دون فصل لنعرف تجلية هذه القضية؛فليس لقائل أن يفصل آية عن سياقها.
الشاعر يحمل رسالة .والأدب الحق هو الذي يكون أدبا هادفا يجمع بين المتعة والمنفعة.الأديب إذا على ثغر من ثغور الإسلام ومهمته خطرة ؛إذ هو يتعامل بفن سريع الانتشار والتداول ؛ فإن خرج لن يستطيع إرجاعه ، وإن تفلت منه القول لن يمكنه كبح جماحه.وقد تصلح قصيدة أمة وتفسد أخرى آخرين.
قد أكون أبديت شيئا من رأيي في هذه القضية؛فالحديث فيها يطول ويتشعب فيدخل في أودية أخرى مثل:علاقة الأدب بالدين وعلاقته بالأخلاق،وأنواع المبالغة وحدودها،ومدى قبول النقاد وقبل ذلك المتلقين لها،وقضية الصدق والكذب إلى غير ذلك.
نثرت بعض ما لدي بل أقله،وأطمع في الوقوف على رؤاكم...