حوار المربد الأول
ما يسمى شعر النثر
يرى بعض النقاد عقم الشعر الحر – شعر التفعيلة – في رسم الوجود الذي يحياه الشاعر الحديث واستنفاده المعطيات التي قام عليها وازدهر في الربع الثالث من القرن العشرين , وانه لا بد من قصيدة النثر لكي تقوم بترجمة رؤى العصر وأزمة الضمير
المضطرب الذي يمثله الشاعر الحديث خير تمثيل .
- وفي الوقت الذي نجد فيه ناقدا كمحمد النويهي يدعو إلى ثورة في شكل القصيدة العربية ومضمونها, نراه لا يتردد في سبيل دعم فكرته في رفض الشكل العمودي الموروث ناظرا إليه نظرة استثقال وتخلف , لا يرقى إليه الذوق ولا تستسيغه الأذن .
يقول النويهي :"فالبحر العربي المأثور ذو موسيقى حادة بارزة شديدة الجهر عنيفة الوقع على طبلة الأذن عظيمة الدرجة من التكرار والرتوب. وهذه طبيعية ينفر منها ذوقنا الحديث ولم تعد أذننا تحتملها وأصبحنا نراها شيئا بدائيا لا يعجب به إلا ذو الأذواق الفجة التي لم تنضج , وصرنا أميل إلى إيقاع أخف وقعا على الأذن وموسيقة اخف أثرا وأقل بروزا وحدةً وأحوج إلى الذكاء وإرهاف السمع لالتقطاها وتتبعها "
ومن جهة أخرى :
ينتقد الناقد امطانيوس الاتجاه الميتافيزيقي والوجودي والفني ( الفن للفن ) الذي تبته مجلة شعر اللبنانية وتعملق على يدها شعراء مثل أدونيس ويوسف الخال وأنس الحاج وشوقي أبو شقرا ويؤكد على شذوذ التوجه الذي غاص في اللامعقول وفي طيات المجهول هربا من الواقع وما النتائج التي وصل إليها إلى دليل على شذوذه يقول " وكثيرا ما اصطدمت تجارب أولئك الشعراء بالمطلق ......" ومن هؤلاء الشعراء توفيق حايق ويوسف الخال الذي وضعوا الحرية مقابل المطلق فأصبحوا عبيدا ً لكلمة اسمها الحرية فرغت من معناها وتحولت إلى معنى مناقض لها تماما ً.
نطرح هذا الكلام لنناقشه ونقول مقالنا فيه.