جلسة إلى الشاعر المغربي
الأستاذ: عبد اللطيف غسري
بقلم الأديب والناقد المغربي الأستاذ محمد داني
اللغة الشعرية في شعره
اللغة أداة التواصل .. والشعر يختلف لغة عن لغة الحديث اليومي..إذ إن لغة الشعر لغة انزياحية...غنية بدلالتها... فنية...إيقاعية... خاصة...والشاعر في لغته الشعرية يتخلص من لغته الأولى التي هي الحديث اليومي...
والشاعر عبد اللطيف غسري، شاعر شاب ، يعي اللغة الشعرية ودورها.. ويعمل على تطويرها.. ويسكب عليها من ذاته، وروحه.. ولذا جاءت لغته مرآة لذاته ،ونفسيته...
وعندما نتمعن في قصائده التي اعتمدناها ، نجده وظف لغة فصيحة، خالية من أي ابتذال... وإذا ما قمنا بعملية إحصائية لأن :"الطريقة الإحصائية تضع يدنا على بعض الترددات التي هي ذات مغزى. فلا أحد ينكر دورها في رصد المحاور التي يدور عليها الديوان أو القصيدة، ولا أحد يجادل في أن تلك الترددات تضمن انسجام النص مع نفسه،ومع النصوص الأخرى التي ينتمي إلى جنسها"[1]...
وفي قصائده العمودية، تظهر لنا المفردات جلية، والتي تشكل قاموسه الشعري. ويمكن ترتيبها على الشكل التالي:
1- السحاب- الضباب- الغيم- قطرات- رضاب- سراب- بخار- ماء- الثلج- موج- فجاج- شعاب- تراب- أدغل- البحر- شاهق- جبل- الخمائل- المطامير- الطوابير- الصخور- الهضاب- دمن- الروابي- الخراب- نوافير- اليباب- متاهات- قوارير-
2- ود- ولهان- عاشق- أحن- شفاف- تهيم- مهجتي- شاق- نشوة- الأشواق- الاغتباط-
3- غامق- محتقن- نور- الغروب- الليل- الفجر- القمر- مورد الخد- الدياجير- نوارا- بياض.
4- شجن- الهم- السقم- الحزْن- العزاء- الشجون- ألم- السعادة- البعد- العدم- الحزَن- المحن- الصمت- وصال- القهر- يرزح- نير- الزيف- ضعف- صرخة- جرح نازف- الرعب- تباكت- عجز- الدمع- جفن ذارف- أثقال- آهات- الحلم- الوهم- غصة- تيه- الجمر- واد- كدمات...
هذا بعض من قاموسه الموظف في قصائده، وهو يبين أنه لا يخرج عن القاموس اللغوي الشعري المعتمد عند الرومانسيين..به يعبر عن ذاتيته وغنائية شعره...
وهذاالقاموس نجده يعبر عن حالات نفسية، هي:
1- صورة الطبيعة ومكوناتها...
2- صورة المشاعر والحب، والعشق والسعادة.
3- صورة التيه والحيرة، والصراع النفسي.
4- صورة الحزن، والكآبة والألم.
إن قاموسه الشعري، يبين إقبال الشاعر على الحياة، وانشراحه، وشعوره بالحياة، وبالأمل... وربما وضعه الأسري، والاجتماعي يلعب دورا كبيرا في هذا الاستقرار العاطفي والوجداني، والنفسي...
والأبيات التالية ، تعبر عن هذه الحالة النفسية، التي تشعها الثقة ، والاستقرار النفسي:
ولكنني كل يوم مقيم+++++على قمة الهضبة العاليهْ
لأرشف من قدح المفردات+++++وآكل تفاحتي الغاليه
فظل الفراغات لا يحتويني+++++ولا يكسر الحوض والجابيه
وهذا لا ينفي وجود حالات من القلق، والتبرم، والشعور بالغم.. فهي لا تخرج عن المعتاد، والمألوف عند الشعراء... خاصة عندما يدق العشق بابه... فنحس نبضه ، وتوهج إحساسه.. وتصلب عينيه...واصطخاب دمعه...عندما يرى في معشوقته ما لا يراه غيره...يراها كالشفق المسافر، وفي الترقب يحس بثقل الوقت، وصلابة الزمان...فينتظر ، ويتطلع ، وفي الأخير ييمم شطر التباريح عله يجد راحة النفس، والبدن.. فيحس أمام لهفته وشوقه أنه أصبح تاريخا من الحشرجة.. وأنه من الوجع والألم أصبح يتساقط أجزاء و ذرات...
ورقي وهج خلفي أمم+++++وسفوح تباريحي قمم
أنا تاريخ من حشرجة+++++يتساقط من وجعي زخم
والشجو الصاعد من ورقي+++++ترف لم يألفه القلم
شرفاتي تصهل يا امرأة+++++يتدفق في يدها النغم
ويضيء العشب إذا برزت+++++كسراج تعشقه الظلم