من أدبيات الكتابة



كتبها: فيصل الملوحي




لهذه المنتديات فضل كبير علينا، فقد سمحت لنا جميعاً بالكتابة والنشر، فصرنا جميعاً أصحاب الحقّ في الكتابة مهما ارتفعنا أو انخفضنا، فلا استئثار اليوم لنخبة متميزة بالكتابة، ولا تحكّم لأحد بنشر ما تجود به أقلام الكتّاب.


ولكن: لكلّ شيء إذا تمّ نقصان،- طبعاً إذا تمّ، ولكن المنتديات لم تتمّ، أي لم تصل إلى الكمال المنشودّّ-.


فهل تتكرمون فتصغون إلى ما صاد الخاطر من ملحوظات، أردت أن تكون في محلها الصحيح، وإلا

فلا نجاة لمخلوق من الخطأ.

اليوم في زمن الحرية، وانتشار وسائل النشر، صار لكل منا الحق في التعبيرعن رأيه وفي الكتابة، وليس في هذه المنتديات أستاذ ولا طالب، ولا عالم ولا نصف عالم ولا جاهل، الكل سواسية كأسنان المشط!!

الأمرالملفت للنظر أن أكثرالباحثين في هذه المنتديات مثقفون أي مطّلعون على بعض العلم الذي لايؤهلهم للخوض في المسائل التي يبحثون فيها، والثقافة شيء، والعلم شيء آخر، العلم أن تجلس للدراسة على أيدي أساتذة قد أجازهم من قبل أساتذة في جامعة أو معهد أو ...وتتّخذ الدراسة لنفسها منهاجاً محدّدا، وتبدأ بأسس ضرورية، وتتابع إلى أن يبلغ الطالب مرحلة يحقّ له فيها أن يجيزه الأستاذ أو الأساتذة في علم كاللغة العربية والرياضيات والهندسة.. أما الثقافة فاطلاعات على مصادر في العلم تكون أشبه بالتحطيب في ليل!!


لا تفهموا أني أريد أن أحجر على أحد أن يكتب، إنما أريد فقط من الكتّاب المثقفين أن يكون عندهم بعض الأدبيات في الكتابة، وأن يتواضعوا وأن يصغوا إلى العلماء لتصحيح ما يكتبون، وليس في هذا ذل أو طأطأة رأس، إنما فيه إنقاذ للكاتب من المتاهات التي يقع فيها.

إنما الأخطر من ذلك أن يعدّ هؤلاء الذين تصيّدوا علومهم من مراجع متفرقة، فلم يتمكّنوا في العلم الذي يخوضون فيه، ويعلنوا إنكارهم لما تعفّن من فكر قديم! ويأتونا بنظريّات مبتكرة! والويل لكل من يعترض هذا التجديد الخلاق، فالله منحهم ألسنة لا تحسب حساباً لألفاظهم!!

نحن على يقين ألا عصمة لأحد، فكل بني آدم خطّاء، ولكن لاحق لأحد أن يخطّئ فكرة قبل أن يتمكّن فيها، ويتقن أساساتها وجوانبها ( علم شيئاً وغابت عنه أشياء )، ويضفي على عقله العصمة ، ويسلبها من عقول الآخرين!!

والمتعالمون أنواع تبعاً لأنواع العلوم والفنون والصناعات! فمنهم الأدباء والمهندسون وعلماء الشريعة

واللغويّون وعلماء العمران البشري ( الاجتماع )...!!

ولكن من حسن الحظ أن غير المؤهلين الذين يطبّبون، أو يبنون العمارات خاضعون للملاحقة القانونية، أما لو أتحفنا متعالم بنظريات في اللغة العربية فمن يحاسبه، وأنت تلمس في كتابته ما يحعلك على يقين ألا صلة له باللغة العربية، أي لا قدرة تمكّنه من خوض هذه ( المعامع )!!


أكرر القول: نحن لا نمنع أحداً من الكتابة، ولكن نرجوهم – وليس لنا إلا الرجاء – أن يلزموا أنفسهم بأدبيات، وألا يُحرموا من خلق التواضع.


فهل تقبلون ما كتب هذا العبد الفقير؟!