الأمن الإسباني يحتجز برلمانياً منهم لساعات آلاف المغاربة يحاولون اقتحام الحدود احتجاجاً على زيارة خوان كارلوس
الرباط عبد الصمد بن شريف:
شارك نحو ستة آلاف مغربي أمس في احتجاج أمام المركز الحدودي باب مليلية في شمال شرق المغرب، تنديداً بالزيارة التي قام بها العاهل الإسباني الملك خوان كارلوس لمدينة مليلية المحتلة، وشارك في الوقفة الاحتجاجية التي كانت قد دعا إليها برلمانيون وممثلو هيئات سياسية ونقابية وفاعلون، ورفع هؤلاء النشطاء العلم المغربي ورددوا شعارات تندد بقوة بالزيارة التي وصفوها بأنها “تمس بكرامة المغرب وبسيادته”. وهتف المتظاهرون “خوان كارلوس، ارحل، مليلية ليست لك”، و”سبتة ومليلية والصحراء مغربية”.
وحملت حالة الغضب ومشاعر الاستياء متظاهرين عديدين على التفكير في اقتحام الحدود التي يصفونها بالوهمية، ولم تتمكن الشرطة المغربية من التحكم في الموقف، أو الحيلولة دون اجتياز عشرات السيارات المركز الحدودي من الجانب المغربي، ولم يساعدهم إغلاق أجهزة الأمن الإسبانية الحدود قبيل وصول الملك خوان كارلوس إلى مليلية في تجاوز الباب إلى داخل المدينة.
وتعرض البرلماني المغربي يحيى يحيى، وهو عضو في مجلس المستشارين ورئيس مجموعة الصداقة بينه وبين مجلس الشيوخ الإسباني، للاعتقال على يد قوات الحرس المدني الإسباني في المركز الحدودي لمليلية، في الوقت الذي كان يهم فيه بالدخول إلى المدينة، وكان قد دعا إلى مؤتمر صحافي بهدف تسليط الأضواء على تداعيات زيارة العاهل الإسباني.
وأبلغ يحيى “الخليج” أنه حمل فوق ظهره العلم المغربي، الأمر الذي استفز الأمن الإسباني، فعمدت عناصره إلى نزع العلم منه، واقتادته إلى مركز للشرطة ليفرج عنه بعد ثلاث ساعات من الاعتقال، تعرض خلالها للشتم والتعنيف وتحقيره كمغربي بعبارات عنصرية، وذكر أنه تم وضع القيود في يديه لأزيد من ساعتين ونصف، وأهانه الحرس المدني الإسباني بعبارات عنصرية.
وهددت عناصر الأمن الإسباني البرلماني المغربي بإيداعه السجن في حالة عدم تفرق المتظاهرين، ووجه إليه استدعاء للحضور إلى محكمة مليلية اليوم. وقال يحيى يحيى الذي يحمل الجنسية الإسبانية إضافة إلى المغربية إنه سيتوجه فعلا إلى المحكمة، وأفاد أن اعتقاله يعود إلى مواقفه الرافضة لاحتلال سبتة ومليلية ودفاعه عن عودتهما للسيادة المغربية. وقال إن العدد الكبير للمشاركين في الوقفة الاحتجاجية قرب الحدود الوهمية “أدخل الفزع في نفوس عناصر الحرس الإسباني” الذين كانوا يتابعون من بعيد التظاهرة. ووصف زيارة العاهل الإسباني إلى سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين بأنها “تشكل إهانة لكل المغاربة ولا يجب قبولها”.
ويذكر أن مجموعة الصداقة بين مجلسي المستشارين المغربي والشيوخ الإسباني كانت قد عبرت عن استنكارها لزيارة الملك خوان كارلوس لسبتة ومليلية، لكونها “تفتح توتراً غير مسبوق بين قوات الاحتلال ومغاربة المدينتين”.
واستقبلت حشود في مليلية أمس الملك خوان كارلوس الذي كانت ترافقه قرينته الملكة صوفيا، وحمل متجمعون في أبرز ساحة في المدينة الأعلام الإسبانية، وألقى الملك كلمة له في المدينة التي زارها بعد يوم من زيارة قام بها إلى مدينة سبتة.
ودعا مجلس النواب المغربي أول أمس إسبانيا إلى “حوار جاد ومسؤول” حول ما وصفه باحتلال أراض مغربية.
وقد استنكر العاهل المغربي الملك محمد السادس زيارة الملك خوان كارلوس ملك اسبانيا مدينتي سبتة ومليلية المغربيتين المحتلتين.
واعتبر هذه الزيارة غير مجدية وتسيء للمشاعر الوطنية المتجذرة والراسخة لدى جميع مكونات وشرائح الشعب المغربي.
ودعا إلى حوار نزيه وصريح ومنفتح على المستقبل مع اسبانيا فيما يتعلق بالمدينتين.
نقل...
