سليمان العيسى :كلام أدونيس مجاني ولن يحصل أبداً على جائزة نوبل
عبد الله الغذامي : تجربته أصابها العقم منذ 20 عاماً ومنتجه ليس سوى
لعبة لغوية
شوقي بزيع : تراجع نتاج أدونيس الأدبي وراء تصريحاته
علي الخليلي : أدونيس يشعر بالخذلان لعدم دعم العرب لنيله جائزة نوبل
للآداب
رئيس اتحاد أدباء اليمن: من يوم غدا شاعراً وهو ضد العرب والقومية
العربية!
رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين: تصريحات أدونيس " نفاق سياسي"
سهيل زكار :يفتعل ما يثير العواصف أثناء الهدوء خلال عيشه في فرنسا
عبد النبي حجازي : في سبيل نوبل من الممكن أن يتنازل عن كل شيء ويطأطئ
رأسه للغرب
رئيس اتحاد الناشرين العرب : أؤكد لأدونيس أن ثقافته المستعارة هي
المرشحة للانقراض
وكالة أنباء الشعر –زياد ميمان - أمجد التميمي - جاسم سلمان - محمد
السيد - عمر عناز
يحل هادئا وديعا بكل وقار الشيخوخة العمرية , ومبتسما لا يكاد يجرح
نسمة بوح , لكنه لا يلبث أن يلقي بحصى تأملاته وأفكاره في بركة الوعي ,
مشاكسا كل الاتفاقات التي ألفها المثقف العربي تجاه قضايا أمته ماضياً
وحاضراً ومستقبلاً، سابراً عمق أغوار الأدب والتاريخ والحضارة العربية
ومناقشاً إياها في أدق تفاصيل الإشكاليات والبديهيات غارسا بذور شك
يبحث عن يقين مفترض، فما بين الثابت والمتحول مازال أدونيس يجترح
مسافات الاختلاف في فهمه لماهية الثقافة العربية ودورها في بلورة العقل
العربي, وتعاطيه مع راهن المتغير الفكري والثقافي العالمي، أينما حل
عبق المكان برائحة الاختلاف والبحث عن جديد وانسرب دخان المعارضة التي
تتسع دوائرها باتساع فخاخ الطروحات التي لم يكن آخرها ما قاله في مدينة
السليمانية/ شمال العراق من أن العرب سائرون إلى اندثار لأنهم يتبنون
ثقافة مؤسساتية غير مستقلة , وأن فورة حضارتهم قد اكتملت دورتها , وهي
في طريقها إلى الفناء كما فنيت السومرية والبابلية والآكدية وغيرها بعد
أن أعطت ما لديها، هكذا يجتهد أدونيس في فتح ملفات التجاذب الفكري في
أوساط المثقفين الذين بدأ محور الاختلاف الأدونيسي يتجه بهم نحو رفض
متعدد الأبعاد اجتهدت وكالة أنباء الشعر في الإحاطة بتوصيفاته وتشعباته
عبر تسليطها الضوء على محاور مهمة من هذه الموضوعة حاورت فيها أسماء
مهمة وبارزة في الوسط الثقافي العربي والذين ربما كانوا أكثر صراحة من
أدونيس نفسه , وهنا نطرح تعليق المثقفين العرب على ما قاله أدونيس ..
سليمان العيسى :كلام أدونيس مجاني ولن يحصل أبداً على جائزة نوبل
الشاعر سليمان العيسى
الشاعر العربي الكبير سليمان العيسى تحدث للوكالة قائلاً : أدونيس رغم
انه أستاذ كبير ولكن عنده نزوات ويحب أن يثبت أنه يستطيع أن يتهم هذا
أو ذاك, ولكن هذا رأيه على كل حال وهذا كلام مجاني وكلام بدون ثمن ,
وأضاف العيسى قائلاً : هذه الأمة منذ آلاف السنين كانت أمة حضارية
وتصدر حضارتها للعالم, فإذا انحسرت في يوم من الأيام هذه الموجة ,
فلابد أن تعود والأمة في طريق العودة إلى دورها التاريخي ودورها
النهضوي , وهذه الأمة العربية ليست جامدة فكما أنها تغلي بعناصر الموت
فهي تغلي أيضا بعناصر البقاء, وقلتها أكثر من مرة وأنا في زمن التشاؤم
والخوف, لست خائفا ولا متشائماً فمائة سنة في حياة الأمة مثل سنة في
حياتي وحياتك فلننتظر قليلا ونشاهد و بقناعتي أن نهاية القرن الحادي
والعشرين ستكون لنا وليس لغيرنا مع بعض النهضات في العالم , واختتم
العيسى تعليقه قائلاً : أدونيس مثقف كبير ويستحق جائزة نوبل للآداب لكن
لن يحصل عليها أبداً , لأن لجنة الجائزة هم عشرة صهاينة وواحد سويدي
فلن يعطوها إلا لصهيوني أو من يمدح الصهاينة .
عبد الله الغذامي : تجربته أصابها العقم منذ 20 عاماً ومنتجه ليس سوى
لعبة لغوية
د. عبدالله الغذامي
الناقد السعودي المعروف د. عبدالله الغذامي قال لوكالة أنباء الشعر :
المشكلة بالضبط أن كل ما رأيته هو أخبار الندوة ولكنني أقول بشكل عام
أن التجربة الشعرية لأدونيس نفسه قد أصابها العقم منذ أكثر من عشرين
سنة وظل في هذه الفترة يدور حول نفسه, ومنتجه الإبداعي ليس سوى لعبة
لغوية انقطع رصيدها عن ما كان عليه من قبل ، ولو أردنا تصور الوضع
فيمكن أن نقارنه بتجربة محمود درويش تلك التجربة التي ظلت تعطي وتجدد
حتى أن وفاته كانت خسارة كبرى للإبداع الشعري العربي , في حين أن تجربة
أدونيس قد توفيت قبل عشرين سنة ، وإذا جاء الحديث عن نضوب القدرة
الإبداعية للغة فلا شك أن هذا هو ما جرى لأدونيس نفسه ، وأي متأمل في
الخطاب السردي سيرى أن السرديات أفرزت مستويات لغوية تفاجىء الحالة
الإبداعية مرة تلو أخرى بحيث تتنوع الأنساق وتتعدد الصيغ وتنشأ أنواع
من المجازات الجديدة والتورية الثقافية التي تفتح آفاقاً للتعبير لم
تستنهض من قبل ، ولكن يظل القول أن بعض التجارب قد أصيبت بالعقم
الإبداعي وليس الإبداعي العربي ، ومضمون كلام أدونيس بما يخص اللغة
العربية فإن مثال محمود درويش وأمثلة التجارب الإبداعية في الكتابة
الروائية وفي تجربة قصيدة النثر وفي التجارب الشعرية النسائية وفي
تجربة القصيدة الحرة منذ السياب ونازك الملائكة إلى اليوم كل هذه تشير
بأدلة عملية وحية وواقعية على القدرات الهائلة في اللغة ، فلا تموت
اللغة إلا إذا مات الإنسان ، فاللغة هي الإنسان ، وكل ما كان الإنسان
حياً وحيوياً فإن لغته تظل حية ، وكل إنسان تعامل مع اللغة إبداعياً
وتداولا يعلم بأن اللغة عالم غير منتهٍ ويظل الفرد يلهث وراء مكانات
اللغة وتحدياتها إلى آخر نفس ، وينتهي الفرد في حين تبقى اللغة لغزاً
ضخماً لا يفتحه سوى العقول النافذة والمخيلات الكبرى .
شوقي بزيع : تراجع نتاج أدونيس الأدبي وراء تصريحاته
شوقي بزيع
الشاعر اللبناني الكبير شوقي بزيع قال للوكالة : إجمالاً لا أميل لمثل
هذه التعميمات التي تتحدث عن الثقافة بوصفها كل لا يتجزأ , ولو أنني
أضعه في إطار جلد الذات , ولعلنا نذكر نزار قباني عندما قال " متى
يعلنون وفاة العرب " وكان يتحدث حينها عن الواقع السياسي العربي ,
أدونيس هو صديقي وكان أستاذي في الجامعة ولكن لم أعد أفهمه في الفترة
الأخيرة , لأنه يصر كل عام أو عامين على أن يفجر قنبلة نقدية أو تصريح
يثير من وراءه الكثير من الغبار , وقد حدث هذا كثيراً عندما صرّح عن
بيروت وقال أنها مدينة ميتة , وعندما ثار المثقفون على هذا التصريح ,
خاصة أن بيروت احتضنت أدونيس وكتب فيها كثير من انتاجاته عاد وحاول أن
يقلل من قيمة التصريح وأنه لم يقصد إلا نوعاً من تحفيز المدينة وأهلها
على استعادة دورهم , وعندما يسمي ثلاثة شعراء ويقول أنهم هم الأكثر
أهمية لديه في الشعر العربي وحين تثور ثائرة عدد من أصدقائه قبل خصومه
يعود للتوضيح وأنه لم يذكر سوى أمثلة بسيطة وعلى سبيل الذكر لا الحصر ,
ولكن يكون قد نجح في إثارة زوبعة , أنا أعتقد أن للتقدم في السن دور في
ذلك , ربما يكون هذا الكلام قاسياً مني ولكن في الفترة الأخيرة لم أعد
أفهمه كثيراً , وربما تراجع نتاجه الأدبي يعوّض عنه بإحداث مثل هذه
القنابل الصوتية والنقدية والفكرية و لكنه كان قادراً على الاستغناء عن
مثل هذه التصريحات .
علي الخليلي : أدونيس يشعر بالخذلان لعدم دعم العرب لنيله جائزة نوبل
للآداب
علي الخليلي
أما الشاعر الفلسطيني الكبير علي الخليلي، فقال في معرض تعقيبه على
تصريحات الشاعر العربي أدونيس، بحق الحضارة العربية :"غير صحيح أن
الحضارة العربية انقرضت ولا ينسى أدونيس أن تراثه عربي وتجربته الطويلة
وقراءاته عربية أيضاً".
ويرى الخليلي أن أدونيس يعيش حالة من الكآبة انعكست على إنتاجه الأخير,
ومرد هذه الكآبة أن أدونيس يشعر بخذلان العرب له وعدم دعمه لنيل جائزة
نوبل للآداب..كما أن أدونيس يعيش حالة من الغموض من حيث إنتاجه الأخير
وفقدانه لنسبة كبيرة من القراء خاصة من الشباب".
وقال الشاعر الفلسطيني :"لا أريد أن أفسر تصريحات أدونيس في سياق نظرية
المؤامرة..ولكن أدونيس لم يكن أبدا قومياً عربياً بل هو أقرب إلى
القومية السورية".
وأضاف :"أدونيس رجل إشكالي منذ أن أنشأ مجلة شعر في الستينيات
والمدعومة أميركيا ولقيت هجوماً قوياً من القوميين العرب الذين رأوا في
هذه المجلة تحطيماً للتراث العربي برمته، ثم أنشأ أدونيس مجلة مواقف،
وذلك في فترة الستينيات حيث كان المد القومي العربي في ذروته".
واعتبر الخليلي أن أدونيس "مأزوم" في مسألة القومية العربية، وهو طرح
سلسلة من الأسئلة التفكيكية المهمة في هذا الشأن إلا أنه لم يبني نظرية
متكاملة في الأدب العربي بل أسس لمفهوم الانقراض".
وأبدى الخليلي استغرابه وحيرته من أن الشاعر العربي أدونيس أطلق
تصريحاته هذه من منطقة كردستان في العراق، وهي المنطقة التي تشهد نزاعا
وصراعاً على الهوية
رئيس اتحاد أدباء اليمن: من يوم غدا شاعراً وهو ضد العرب والقومية
العربية!
عبد الله حسين البار
رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين الدكتور عبد الله حسين البار،
اعتبر تصريحات الشاعر السوري أدو نيس حول انقراض الحضارة العربية ، لا
تحمل أي جديد ، بل إنها تدخل ضمن مواقف أدونيس السياسية والاجتماعية من
الأمة والحضارة العربية .وقال البار"ماذا أقول عن رجل أصله وتاريخه
معروف للجميع ، فهو من يوم غدا شاعراً ومفكراً وهو ضد العرب والقومية
العربية ، فالناس الذين قرأوا تراث أدونيس وأدبه يدركون حقيقة هذا
الموقف المعادي للأمة، حتى وإن كان هو صاحب كتاب ديوان الشعر العربي ،
فهو في الأخير يحمل في نفسه هذه البذرة السيئة ، بغض النظر عن موقفه
الإبداعي ، والشاعر لم يكن مُصيباً بشكل دائم فيما يذهب أليه من آراء
وأطروحات"
رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين: تصريحات أدونيس " نفاق سياسي"
نبيل عبادي
من جانبه وصف رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين نبيل عبادي تصريحات الشاعر
أدونيس الأخيرة بـ"النفاق السياسي" وأوضح أن حكم الشاعر بدخول الحضارة
العربية طور الانقراض ، ليس حكماً صائباً ، بل إنه حكم متجنٍ ومجافٍ
للحقيقة والواقع ، مشيراً أن ذلك يدخل في إطار المواقف السابقة للشاعر
التي تعادي الحضارة والثقافة العربية ، وأكد نبيل عبادي أن الأمة
العربية تمتلك الكثير من الطاقات وأن حضارتها باقية ومتجددة ، رغم
الصعوبات والأخطار التي تعترضها ، لافتاً إلى أن هذه التصريحات هي
تصريحات تروج للإحباط، ورفض رئيس اتحاد الناشرين اليمنيين المواقف التي
تحكم على إيه ثقافة بالحياة والأخرى بالموت .
ودعا نبيل عبادي الشاعر أدونيس إلى العمل على دعم الثقافة والحضارة
العربية والإسلامية ،بدلاً من العمل على الترويج على اندثارها
وانقراضها!
سهيل زكار :يفتعل ما يثير العواصف أثناء الهدوء خلال عيشه في فرنسا
سهيل زكار
أما الأستاذ الدكتور سهيل زكار نائب رئيس اتحاد المؤرخين العرب فقال
:كنت اسمع عن الشاعر أدونيس ولأعوام خلت لقيته لدقائق وهو على باب
المرحوم الأستاذ الدكتور محمد الفاضل محاولاً الالتحاق بجامعة دمشق حيث
لم يوفق وبعد هذا كنت أقف على بعض نشاطاته ومواقفه المثيرة للفضول وفي
اجتماع احتفالي للقوميين السوريين في لبنان سمعت روايات كثيرة تلقى
ظلالاً على سلوكه ضمن هذا الحزب
وعرفت مثل غيري أنه يعيش في فرنسا وأن موجات من الدعاية تصدّر حوله من
هناك وفي أثناء هدوء الأمواج هو يفتعل ما يثير العاصفة ونشوء أمواج
جديدة وهذا ما أقدم عليه مؤخراً وقوله بأن الثقافة العربية إلى انقراض
وأنها تقف في منزلة دنيا بين الحضارات الأخرى فيحتاج إلى برهان ولابد
له تبيان ماهية الحضارات الأخرى وهل بينها واحدة "كردية " مثلاً
ولو تمعن وتفكر قليلاً لعرف بأن الأمة العربية تعيش في حالة انبعاث
حضاري وأنها تسير على طرق العطاء والتأثير العربي الإسلامي والعالمي
والحضارة ليست طفرة أو نزوة وليست موجة دعاية
عبد النبي حجازي : في سبيل نوبل من الممكن أن يتنازل عن كل شيء ويطأطئ
رأسه للغرب
عبد النبي حجازي
الكاتب السوري عبد النبي حجازي قال : عندما ذهب أدونيس إلى لبنان وقدم
نفسه على انه مسيحي احتفي به كثيراً وعندما حدثت الحرب في لبنان عاد
إلى سورية ليكون صحفيا عاديا يكتب بصحيفة الثورة وغيرها , وكلامه هذه
كله هراء وفارغ وأنا اعتبر أدونيس زاحفاً إلى الغرب ويحلم بجائزة نوبل
للآداب وفي سبيلها ممكن أن يتنازل عن كل شيء
وإن كان العالم كله معترف بالحضارة العربية فهل ينتظر العالم من أدونيس
أن يشطب هذه الحضارة والحضارة العربية هي حضارة مستمرة أخذت من غيرها
وطورت الكثير من الحضارات السابقة وتساهم إلى الآن بالحضارات الآخرة
فهل مات ما قدمه ابن حيان والفارابي وغيرهم من العلماء والباحثين هم
ماتوا لكن أعمالهم بقيت لتدلل على الحضارة العربية ومفاهيمها وعطائها ,
وأدونيس يطأطئ الرأس للغرب ومن اجل الغرب فنحن لا تهمنا نوبل ولا غيرها
ولا مكان لها عندنا نحن العرب ونجيب محفوظ حصل عليها بعد توقيع السلام
مع إسرائيل , وإن كان أدونيس همه الجوائز العالمية فسيدفع ثمنها الوطن
والأمة وهو أغلى ما نملك
رئيس اتحاد الناشرين العرب : أؤكد لأدونيس أن ثقافته المستعارة هي
المرشحة للانقراض
عدنان سالم
وبدوره قال الأستاذ عدنان سالم رئيس اتحاد الناشرين العرب في سوريه:
على الرغم من حالة الوهن والانكسار التي تعاني منها الحضارة العربية
الاسلامية ومن إخفاق محاولات النهوض وانتكاساتها المتتالية بفعل عوامل
داخلية وخارجية معطلة فإني أؤكد للسيد أدونيس: أن الطاقة الكامنة تحت
الرماد والأنقاض لهذه الحضارة العربية الإسلامية قابلة للتفجر
والانطلاق في أي لحظة بزخم أكبر مما يتصور , وأن منهجيتها المنطوية على
المواءمة بين المادة والروح والخاص والعام والقانون والأخلاق ورؤيتها
الإنسانية التي تعلو فوق كل نزعات التفرد والتعصب والتمييز العرقي
والديني تجعلها بحاجة ملحة للبشرية التي تعاني من هذه الويلات
وأن الحضارة الغربية المنغلقة على نفسها بمنطلقاتها المادية والأنانية
التي ألحقت بالإنسان والبيئة أفدح الأضرار واستنفذت لصالح بضعة أجيال
طاقات الأرض التي ادخرتها في باطنها ملايين السنين قد وصلت إلى الطريق
المسدود , وأن للحضارات الإنسانية أعماراً كعمر الإنسان تمر في دورات
شباب وكهولة فشيخوخة وأفول لتبدأ دورتها الجديدة في أمم وأجيال جديدة ,
وأن الظروف المهيأة للحضارة العربية الإسلامية أكثر من أي وقت مضى لكي
تدخل في دورة جديدة تنقذ الإنسانية في أزمتها الخانقة , وأؤكد للسيد
أدونيس أن ثقافته المستعارة هي المرشحة الآن للانقراض
سليمان ناطور : من حق المثقف أن يصرح ويحذر ويتنبأ بالكارثة
سلمان ناطور
الأديب الفلسطيني الكبير سلمان ناطور، اعتبر أن أدونيس بالغ في حديثه
عن انقراض الحضارة العربية، وفي المقابل يحق له أن يبالغ في الوصف.
وقال ناطور :"أدونيس شاعر ومفكر منشغل منذ أكثر من أربعين عاما
بالحضارة العربية، تراثها ولغتها وهو أحد المبدعين الذين أغنوا هذه
الحضارة، ولولا أنه يغار عليها ويحبها ويحترمها لما كرس لها هذا الجهد
ولما أطلق صرخته الموجعة: الحضارة العربية تنقرض".
وطرح الأديب الفلسطيني في هذا السياق تساؤلا مفاده "من هو المثقف
العربي الذي لا يتحدث عن وهن الحضارة العربية وعن التخلف الذي أصابها
وعن عجزها وعن محدوديتها؟ وكل من يتحدث عن هذه الحالة ألا يقصد ما
يقصده أدونيس ان هذه الحضارة في خطر؟".
وتابع ناطور قائلاً :"ان من حق المثقف لا بل من واجبه أن يصرخ ويحذر
ويتنبأ بالكارثة وهذا ما فعله أدونيس إزاء حالة البؤس التي ألمت بهذه
الحضارة".
وأضاف :"عندما نتحدث عن الحضارة العربية نعود إلى أمجادنا في الدولة
العباسية وأيام الأندلس ولكن هذا كان قبل ألف عام وأكثر، فماذا عن
الحضارة اليوم؟ كيف يمكن لحضارة أمة أن تتطور إذا كانت معايير الرقي هي
ما وضع قبل عشرة قرون، وإذا كانت مساحة الحرية المتاحة للمثقف أو
للمواطن العادي هي المساحة التي تحددها مظلة الزعيم؟ وكيف لا تصيب هذه
الحضارة حالة البؤس هذه إذا كانت الكلمة أسيرة الرقيب العسكري وتصادر
الكتب ويطوع المبدعون لولاءات سياسية واجتماعية وعقائدية؟ وكيف ستنهض
هذه الحضارة من بؤسها إذا كان التحديث لعنة والعصرنة شتيمة والرأي
الآخر انحراف وزندقة وخيانة؟".
وقال ناطور :"لن آخذ كلام أدونيس بحرفيته، فالحضارة العربية لا يمكن أن
تنقرض رغم كل ما أصابها ليس فقط بفضل تراثها العريق بل أيضا بفضل
العديد من المبدعين العرب في كافة أنحاء الوطن العربي ( ومن أبرزهم
أدونيس) الذين يعملون بالرغم من كل الظروف على النهوض بالحضارة
العربية، ولكنني سآخذ كلامه مجازا وأفسره على أنه صرخة تحذير من
استمرار الوضع القائم، وبدلا من التشكيك بهذا الشاعر الكبير بسبب
المبالغة (المشروعة) في كلامه أو مكان إطلاقه جملته في كردستان (أليست
جزء من الوطن العربي؟) أو الغوص في "نواياه ومآربه" (استمالة الغرب
والصهيونية للحصول على جائزة نوبل)، فبدلا من التشكيك والتخوين، لماذا
لا يناقش حضاريا؟".
وتابع الأديب الفلسطيني قول :"لا يعيب أدونيس أن يرشح للفوز بجائزة
نوبل مثلما لا يعيب أي مبدع عربي ولكن المعيب هو "القيل والقال" حول
هذا الترشيح، وتوجيه الاتهامات والغمز على استقامته ووطنيته، بدلا من
الاعتزاز بهذا الترشيح- هناك أسماء عديدة من الكتاب والشعراء العرب
الذين يستحقون جوائز عالمية أو على الأقل يمكن أن يرشحوا لها بشرف،
فلماذا لا يرشحون؟ لماذا لا تعمل اتحادات الكتاب العرب والمؤسسات
الأدبية العربية على ترشيح أدباء ودعمهم معنويا وإذا كانت لجان التحكيم
قابلة للتأثير الخارجي فلماذا لا نؤثر نحن من الخارج ليحصل عليها
أدباؤنا بدلا من شتم الأدباء والجوائز؟ أم سنظل نتصرف على طريقة:
أوسعتهم شتما وأودوا بالإبل!!".
وختم ناطور تعليقه قائلا :" أدونيس وغيره من المثقفين العرب الكبار
ليسوا مقدسين ولا هم أنبياء، يمكن الحوار معهم ويمكن مناقشتهم ويمكن
معارضتهم ولكن ليكن الجدال معهم حضاريا كي لا تصدق نبوءته"..
عن وكالة الشعر العربي