يا موسم عاشوراء... أيها الوفي للذكرى الحزينة
من قال عنك أنك حدث خاص بل أنت جامع موحد لكل القلوب المخلصة
المحبة لسيدنا الحسبن
المتألمة بذكرى إستشهاده ، عطشا و الرماح تخترق جسده النوراني الطاهر في مطلع أول شهر من الأشهر الحرم التي حرمت فيها دماء المشركين
كم تحتاج القلوب الفقيرة أن تقف بصدق عند هذه الذكرى المؤلمة، أن تحييها بما يليق من الذكر و التدبر العميق و مراجعة النفس
بما يليق من الخوف و معنى الإنابة و الاسلام الى الله عز و جلّ
رويت كربلاء بدمائك الزكية الطاهرة سيدنا الحسين
و نلت الشهادة و أعلى جنان الله
هل يكفيها ذلك عزاء تلك القلوب
هل يغسلها الحزن إليك من العذاب
من النقيصة
هل يشفع لها ان تنظر حلما مثل الجنة
أمامك ما هي إلا ذرة ، و همومها ذرة تذوب في ذكراك إن هي إنتفضت
فليتها تنتفض مع كل دقة فينا لكي تنفض عنا الغبار الآخر، لكي تحوله في كل لحظة الى ذرات
فكم تغفلنا هذه الذرات و تكبر كلما جدف بنا التيه
تكبر دون أن ندرك حتى أنها تكبر
ترمينا في حقيقة كبيرة أو غشاوة كبيرة
فنتمنى قصر العمر مع أننا نخافه
و نكره طوله مع أننا لا نتماسك في تخيل النهاية
هل يزرع فينا استشهادك درسا و لو بدا قاس و مؤلم
أن الحياة عادلة؟
و أن عقولنا الصغيرة ظالمة ؟
و إن أخفقنا في إحتواء ذلك الإدراك ...فلا بأس أن نأمل أن إخفاقنا قد يشفع في أن يحتوينا الإدراك
و يغمض عينه أمام عقول صغيرة لم تكظم ألم شوكة
و لم تستطع بلع حقيقة كبيرة أو غشاوة كبيرة
أو ربما هي فقط أشياء صغيرة ... ذرات
إلهي خلقت عبدك الذي لم يكن إلا من أجلك
كم يحتاج قلبه أن يمتلئ حقا أنك خلقته من أجلك
و مهما نقص و قصر لكنه مجبول على التأمل بك و بلطفك و حفظك
فلا تكله سبحانك الى غيرك
اللهم صلي على سيدنا محمد و على آل سيدنا محمد و صحبه و التابعين الأطهار
و فرج على قلوب المؤمنين و الأمة الغمة