قال الله تعالى ( أم يحسدون الناس على ماآتاهم الله من فضله"
Click image for larger version. 

Name:	دعاء_عن_الحسد.jpg 
Views:	376 
Size:	21.0 KB 
ID:	1821


وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان فإن كل ذي نعمة محسود "

وقال علي رضي الله عنه : " الحاسد مغتاظ على من لا ذنب له"
وقيل : الحسود غضبان على القدر
ويقال : ثلاثة لا يهنأ لصاحبها عيش الحقد والحسد وسوء الخلق
وقيل بئس الشعار الحسد، وقيل لبعضهم ما بال فلان يبغضك قال لأنه شقيقي في النسب وجاري في البلد وشريكي في الصناعة فذكر جميع دواعي الحسد .
وقال أعرابي الحسد داء منصف يفعل في الحاسد أكثر من فعله في المحسود وهو مأخوذ من الحديث :" قاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله "
وقال الفقيه أبو الليث السمرقندي رحمة الله تعالى عليه: يصل إلى الحاسد خمس عقوبات قبل أن يصل حسده إلى المحسود
أولاها غم لا ينقطع الثانية مصيبة لا يؤجر عليها الثالثة مذمة لا يحمد عليها الرابعة سخط الرب الخامسة يغلق عنه باب التوفيق
- ومن ذلك ما حكي أن رجلاً من العرب دخل على المعتصم فقربه وأدناه وجعله نديمة وصار يدخل على حريمه من غير استئذان وكان له وزير حاسد فغار من البدوي وحسده وقال في نفسه إن لم أحتل على هذا البدوي في قتله أخذ بقلب أمير المؤمنين وأبعدني منه فصار يتلطف بالبدوي حتى أتى به الى منزله فطبخ له طعاماً وأكثر فيه من الثوم فلما أكل البدوي منه قال له احذر أن تقترب من امير المؤمنين فيشم منك فيتأذى من ذلك فإنه يكره رائحته ثم ذهب الوزير إلى أمير المؤمنين فخلا به وقال يا أمير المؤمنين إن البدوي يقول عنك للناس إن امير المؤمنين أبخر وهلكت من رائحة فمه فلما دخل البدوي على أمير المؤمنين جعل كمه على فمه مخافة أن يشم منه رائحة الثوم فلما رآه أمير المؤمنين وهو يستر فمه بكمه قال إن الذي قاله الوزير عن هذا البدوي صحيح فكتب أمير المؤمنين كتاباً إلى بعض عماله يقول فيه إذا وصل إليك كتابي هذا فاضرب رقبة حامله ثم دعا البدوي ودفع إليه الكتاب وقال له امض به إلى فلان واتني بالجواب فامتثل البدوي ما رسم به أمير المؤمنين وأخذ الكتاب وخرج به من عنده فبينما هو بالباب إذ لقيه الوزير فقال أين تريد قال اتوجه بكتاب أمير المؤمنين إلى عامله فلان فقال الوزير في نفسه إن هذا البدوي يحصل له من هذا التقليد مال جزيل فقال له يا بدوي ما تقول فيمن يريحك من هذا التعب الذي يلحقك في سفرك ويعطيك ألفي دينار فقال أنت الكبير وأنت الحاكم ومهما رأيته من الرأي أفعل قال أعطني الكتاب فدفعه إليه فأعطاه الوزير ألفي دينار وسار بالكتاب إلى المكان الذي هو قاصده فلما قرأ العامل الكتاب أمر بضرب رقبة الوزير فبعد أيام تذكر الخليفة في أمر البدوي وسأل عن الوزير فأخبر بأن له أياما ما ظهر وأن البدوي بالمدينة مقيم فتعجب من ذلك وأمر بإحضار البدوي في فحضر فسأله عن حاله فأخبره بالقصة التي اتفقت له مع الوزير من أولها إلى آخرها فقال له أنت قلت عني للناس إني أبخر فقال معاذ الله يا أمير المؤمنين أن اتحدث بما ليس لي به علم وإنما كان ذلك مكراً منه وحسدا وأعلمه كيف دخل به إلى بيته وأطعمه الثوم وما جرى له معه فقال أمير المؤمنين قاتل الله الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتله ثم خلع على البدوي واتخذه وزيراً وراح الوزير بحسده .
-
- وقال عمر رضي الله عنه:" يكفيك من الحاسد أنه يغتم وقت سرورك "
- وعن انس رضي الله تعالى عنه رفعه إن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب وقال منصور الفقيه
يقول الله عز و جل الحاسد عدو نعمتي متسخط لفعلي غير راض بقسمي التي قسمت لعبادي قال الشاعر
( أبا حاسدا لي على نعمتي ... أتدري على من أسات الادب )
( أسأت على الله في حكمه ... لأنك لم ترض لي ما وهب )
( فأخزاك ربي بأن زادني ... وسد عليك وجوه الطلب )
وقال الاصمعي رأيت أعرابياً قد بلغ عمره مائة وعشرين سنة فقلت له ما أطول عمرك فقال تركت الحسد فبقيت وقالوا لا يخلوا السيد من ودود يمدح وحسود يقدح .
وقال ابن مسعود رضي الله عنه: " ألا لا تعادوا نعم الله، قيل ومن يعادي نعم الل،ه قال الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله ."
وقيل لعبد الله بن عروة لم لزمت البدو وتركت قومك فقال وهل بقي إلا حاسد على نعمتي أو شامت على نكبة .
وقال الشاعر :
( يا طالب العيش في أمن وفي دعة ... رغدا بلا قتر صفوا بلا رنق )
( خلص فؤادك من غل ومن حسد ... فالغل في القلب مثل الغل في العنق )
وقال آخر
( اصبر على حسد الحسود ... فإن صبرك قاتله )
( كالنار تأكل بعضها ... إن لم تجد ما تأكله )
وفي نوابغ الحكم الحسد حسك من تعلق به هلك ولبعضهم:
( إني حسدت فزاد الله في حسدي ... لا عاش من عاش يوماً غير محسود )
وقال نصار بن سيار :
( إني نشأت وحسادي ذوو عدد ... يا ذا المعارج لاتنقص لهم عددا )
( إن يحسدوني على ما بي لما بهم ... فمثل ما بي مما يجلب الحسدا )
وكان عمر رضي الله عنه يقول نعوذ بالله من كل قدر وافق إرادة حاسد وقيل لأرسطاطاليس ما بال الحسود أشد غما قال لأنه أخذ بنصيبه من غموم الدنيا ويضاف إلى ذلك غمه لسرور الناس والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم


المستطرف من كل شيء مستظرف للأبشيني