الله في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينوزا
«
الله في فكر الفيلسوف الهولندي باروك سبينوزا
بقلم يوحنا بيداويد
ملبورن- استراليا
20/9/2010
ينحدر اصل الفيلسوف الهولندي باروك سبينوزا (1632 – 1677) من عائلة يهودية مهاجرة من اسبانيا في القرن السابع ميلادي. في بداية دراسته انكب على دراسة الكتب التاريخية والدينية لبني قومه واظهر نباغة عالية في فهم مواضيعها، مما جعل كبار الكنيست اليهودي ان يعلقوا امالا كبيرة عليه، حيث توقعوا ان يصبح علامة كبيرة في تاريخ الشعب اليهودي المضطهد والمهاجر بين دول العالم في حينها. لكن بعد ان هضم الكتب الدينية اليهودية وتاريخها واطلع على افكار الفلاسفة اليهود الكبار من امثال ابن ميمون وليفي بن جيرسن وابن عزرا وكتب ابن جبريل الصوفية، تأثر اخيرا بفكرة الحلولية التي كانت عند موسى القرطبي، الذي ادعى وحدة الله والكون المادي، فرشقه مجمع الكنيست اليهودي بالحرم بعد ان فشلت كل المحاولات معه ان يعود عن ضلاله (1). طرده والده من البيت وصلى الجموع المؤمنة في الكنيست وطلبوا من الله انزال الللعنات عليه، ومقته المسيحيون من البروتستانت والكاثوليك على الرغم من ان معظم فلسفته كانت حول الله، اما ارثذوكس اعتبره هرطوقي. اما صديقه الفيلسوف الالماني لبينتز الذي كان مدين الكثير، ابعد نفسه منه ولم يذكره بكلمة من مدح له.
لكن هذا الفيلسوف لقد اظهر قوة تحمل منقطعة النظير، حيث تحمل الانسلاخ من بين قومه ومقاطعتهم له تماما، فعاش وحدة قاتلة بلا رحمة حينما وجد نفسه مطرودا حتى من بيت ابيه وعائلته، لقد لاقى ضربتين متتاليتين في وقت واحد، وهي فصله عن بني قوميه ومجتمعه وخسارته لعقيدته الدينية. فشبه الكاتب والمؤرخ الكبير الامريكي ول ديورانت حالته كمن تُجرى له عمليتين جراحيتين في ان واحد.
قضى ثلاثة وخمسين سنة من عمره في حياة بسيطة جداً، حياة متقشفة في طعامه وملبسه. يقال ان بعد رفض التراجع عن افكاره الفلسفية تمت محاولة القضاء عليه، لكنها فشلت فاضطر الى تغير اسمه من باروك الى بندكت والتنقل من امستردام الى هوكو، والعيش بقرب من عائلة مسيحية التي كانت تساعده وتعد له الطعام. اثبت طوال عمره ان المال لا يؤثر عليه على الرغم من فقره وملابسه المهلهلة احيانا.
في احدى المرات زاره احد اعضاء مجلس الشورى حينما وجد ملابسه مهلهلة، لامََهُ كثيرا على ذلك وعرض عليه ثوبا جديداً، فاجبه سبينوزا: " ان الثوب الجميل لا يزيد من قدر الرجل، ثم اضاف من غير معقول ان نلف الاشياء الزاهدة بغلاف ثمين". وقد زاره ورساله الكثير من المشاهير والشخصيات السياسية ، ففي احد المرات عرض عليه التاجر الهولندي الغني انذاك ( سيمون دير فري) مبلغ الف جنيه كهدية منه، لكن سبينوزا رفضها واقنعه ان يترك ثروته لاخيه الفقير عوضاً ان يعطيها لشخص غريب مثله.
كل من عرفه عن قرب احبه على الرغم من فكره الهرطوقي الملحد،اما الحكومة الهولندية كانت متساهلة مع ارائه اللاهوتية الحديثة.
كتبه هي :-
1- كتاب تحسين العقل 1665
2- الاخلاق مؤيدة بالدليل الهندسي 1665 لكن نشر عام 1977
3- مباديء الفلسف الديكارتية 1667
4- رسالة في الدين والدولة 1667
تم نشر الكتاب الثالث والرابع في عام 1970 بعد مماته بثلاث سنوات ووضعت في قائمة السوداء فورا. مما استدعى ان يتم نشرهما تحت اسماء مختلفة او مستعارة.
يقول الكثيرون، لقد بالغ البعض في مدحه، لكن في الحقيقة هو فيلسوف نادر يستحق التقدير بكل جدارة، حينما كان يعيش البعض اعتبروه ممارس السحر. من خلال كتبه الاربعة تطرق سبينوزا الى اللاهوت والله والميتافيزيقية ثم عرج الى السياسية وعلم النفس واخيرا صب فكره في القيم الاخلاقية التي عدها مهمة جدا للمجتمع الانساني.
في النظام السياسي:
كتب رسالته في الاعوام الاخيرة من حياته. اتبع نظام الذي وضعه الفيلسوف الانكليزي توماس هوبز على الرغم من التناقض الكبير بينهما، والذي يعتمد على القانون الذي تشرعه سلطة البلاد المنتخب ديمقراطياً، فكل ما هو مخالفا لهذا القانون هو شرا وكل ما هو مطابقا له فهو مفيدا. ففي افكاره انتعشت امال الديمقراطيين والاحرار في هولندا في ذلك الوقت، يُقال منها استقى جان جاك روسو الفرنسي افكاره التي تغذى بها شباب الثورة الفرنسية في بداية القرن التاسع عشر.
بالنسبة لسبينوزا يرى الفلسفة السياسية تنبع من الاختلاف في النظام المولود من الطبيعة العمياء وبين الاخلاق النابعة من الشعور بالمسؤولية بعد انتظام المجتمع. فيقارن بين المجتمعات البدائية ويقول : " لم يكن هناك خير وشر ويشك بوجود مفهوم الفضيلة عندهم ، فالقانون السائد كان قانون االقوة او الغابة" .
في تعليق جميل له حول دور قانون الطبيعة في الحياة الاجتماعية يقول : " ان قانون الطبيعة وشريعتها لا يقيد رغبات الانسان ولا يعارض الصراع بين الناس، ولا يمانع الخيانة والبغض والغضب او اي شيء ترغب النفس فيه"
الفلسفة الميتافيزيكية وهوية الله :
ربما يكون اكبر اثر تركه سبينوزا هو في فلسفته الميتافيزيقية، فالكثير من المعلقين والمفكرين يدرجونه في قائمة الملحدين و من مدرسة الحلولية. فهو يتفق مع الفيلسوف الاغريقي بارمنداس بان الوجود واحد، وانه هناك مادة واحدة في الكون التي هي الله او الطبيعة. لايوجد اي مواد دقيقة حسب النظرية الذرية لديمقريطس تملء الفراغ. وهو عكس ديكارت الذي قسم الوجود الى ثلاثة طبيعات المادة والروح والله. كان اهتمامه منصب في مفهوم الله اكثر من العقل والمادة، مادام الله هو خالق كل الاشياء وكذلك له القدرة على ازالتها الى العدم، لكن تفسيره يختلف كليا عن تفسير الفلاسفة الاخرين عن تدخل الله في الطبيعة بحيث يجعلك ان تفهم بان الله و الطبيعة شيء واحد كما هي الفلسفة الحلولية. فمن هنا نبعت الفكرة بأنه من المدرسة الحلولية.
هناك ثلاث مصطلحات مهمة في فلسفة سبينوزا هي:-
الجوهر : يعني به الحقيقة الثابتة التي يرتكز عليها بناء العالم والمتمثلة بالقوانين التي تُسير الطبيعة.
الصفة : يعني بها مظهر من مظاهر الحقيقة او الجوهر غير المتناهية كالامتداد او الفكر.
العرض: يعني بها الشيء المجسم او اي فكرة او حادث ، وجوده وقتي لكنه زائل وغير ثابت. فأنت وجسمك وفصيلتك ونوعك كواكبك وكل الاشياء المحيطة بك هي صور واشكال وهيئات زائلة (اعراض) لحقيقة ابدية خالدة، ثابتة، غير متغيرة تقع وراء هذه الاشياء وتحتها. (يشبه تصوره هذا ما ذكره افلاطون في نظريته المثل ).
كيف يفسر سبينوزا الحقيقية التي تقع تحتها كل الاشياء؟.
إن جواب هذا السؤال يشكل قلب الفلسفة باروك سبينوزا. الحقيقية عنده تعني الجوهر كما قلنا، ولكن لا تعني فقط المادة التي لها الكتلة او الجسم الذي يكون الشيء منه ، كأن نقول الخشب مادة الكرسي. من خلال شروحاته يصل القاريء الى نقطة يفهم ما يعنيه سبينوزا بالجوهر هو النظام الشمولي الابدي المعروف وغير المعروف لهذا الوجود.
يعني سبينوزا دائما بكلمة الجوهر الطبيعة والله معاً. فهو يتصور ان الطبيعة والله هما وجهان لنفس الصفحة. فيرى هناك طبيعة فعالة لها القابلية للخلق والابداع وهناك الطبيعة المخلوقة التي تشكل عالم المادة وما تحتوي من المخلوقات مثل الغابات والهواء والماء والنهر والنبات كل الاشياء الموجودة في الطبيعة. هكذا يصل الى المرحلة النهائية ليرى الكون والطبيعة ( الطبيعة هنا لا يقصد بها الطبيعة المادية فقط وانما كل شيء له وجود من جوهر وعرض وصفة) كلها تشكل الجزء الفعال (اي قوة فاعلة) التي يسميها الله وفيها اشياء مخلوقة وهي اعراض الاشياء او المواد الموجود في العالم.
فإذن سبينوزا ايضا كالافلاطون يرى ان في الوجود شيئان هما الجوهر والعرض، الجوهر يمثل الحقيقية الابدية، والعرض هي الاشياء الطارئة الزائلة ولكنهما في ارتباط شديد مع بعضها بحيث كل جزء من العرض هو نتيجة لارادة او خلق الجوهر.
لكن سبينوزا في شروحاته رفض الاتهام الذي وجه اليه من كل الجهات بأنه حلولي، لا سيما من رجال الدين اليهودي لانه يقول ان الطبيعة المادية والله شيء واحد. وانما يعني ان كل الاشياء تتألف من طبيعة الله الخالدة اللانهائية كما ينشأ من طبيعة المثلث ان زوايا الثلاثة تساوي 180 درجة. إذا الله هو السلسلة السببية الكامنة وراء كل شيء ، وهو القانون الذي يركب العالم والاشياء. ويضرب سبينوزا مثالاً اخر فيقول : " فتشبه العلاقة بين هذا الكون المتماسك من الاعراض والاشياء مع الجوهر(الله) بمثابة الجسر الذي يعتمد وجوده على تصميمه وبنائه وتركيبه والقوانين الرياضية والميكانيكة التي اعتمد عليها مصممه" ؟؟؟
اذا الاستنتاج الاخير من فلسفة سبينوزا هي ان القوانين الموجودة في الكون وارادة الله هما شيء واحد.
المادة والعقل ليس شيء واحد عند سبينوزا. فهو لم يتبنى فكرة ديكارت (2) الذي فصل المادة عن العقل في الطبيعة ووضع سلطة الله فوق الاثنين ولا عن ما يربط الفكر والامتداد؟
بالنسبة له الفكر والامتداد هما صفتان لله . وإن الله غير محدد، لا متناهي، وكذلك صفاته غير منتهية، لانعرف عنها اي شيء، كل الذي نعرفه عن الله هو طريق الارواح المنفردة والقطع المادية المنفصلة التي ليست اشياء وانما مواضيع عن الله نفسه، لايوجد خلود للروح الانسان كما هي في المسيحة وبقية الاديان، لكن هناك هناك رغبة للاندماج والاتحاد اكثر فأكثر مع الله. الاشياء المحددة معروفة عن طريق حدودها المنتهية او عن طريق الظواهر الطبيعية او عن طريق المنطق .
سبينوزا لا يرى الله شخصا كما تصوره لنا الكتب الدينية، كما شرح موضوع الخير والشر والجمال والقبح ووضح انها تعابير انسانية نسبية لا تمت للحقيقة باي شيء لذلك ان شخصية الله ليست كما يتصور الانسان انها تسمع او تتكلم او ترى.
ويضرب مثلا مرة اخرى فقال: " لو كان بمستطاع المثلث ان يتحدث لقال ان الله مثلث الاضلاع مثله ، وقالت الدائرة ان الله دائري الشكل مثلي !) هكذا يريد سبينوزا ان يرجع كل الصفات الحقيقية الى الله نفسه
الحرية:
يظن سبينوزا كل شيء في هذا الكون يجري تحت نظام منطقي دقيق، لذلك لا يوجد مجال لوجود حرية الفرد (الاختيارية) كما يبدو لعقلنا، كل شيء يحدث في الطبيعة هو اتي من احدى طرق تدخل الله الخفية في الطبيعة ولهذا من المستحيل منطقيا حدوثها بطريقة مغايرة. من هنا يكون موضوع الخطئية والخير والشر هو موضع الشك.
الخير والشر:
سبينوزا لا يتفق مع تعاليم الدين اليهودي او اي ديانة اخرى في تفسير مفهوم الخير والشر، ويرى ان ما تظنه شرا لنفسك قد يكون خيرا لشخص او مجموعة اشخاص اخرى، فإذن الخير والشر هي قيم نسبية اعطاها الانسان للمواضيع العامة حسب فائدته او مضرته منها.
القدرية:
بما ان كل شيء يحدث هو نتيجة لتدخل الله بصيغة او اخرى، اذن العالم جبري وليس
مقصودا، اي ان العالم مجبر على ان يسير في طريقه، لانه هناك قانون تسوقه ، ولاننا نفهم الامور بغايات ونفسر كل الامور تجري كأنها تتأثر بنا او بمصلحتنا لكن في الحقيقة هذه النظرة قاصرة عن معرفة الحقيقية، فالعالم كله متكامل متحرك بصورة شمولية لهذا فإذا مصطلح الخطئية يفقد معناه ويصبح غير موجود اصلاً، لانه كل الاجزاء تتحد بقانون او الارادة الشاملة من النظام الكلي.
كتاب الاخلاق:
كان شرحه معتمد على المنهج الهندسي في الشرح والبرهان، فكانه يتحدث عن السطوح والمساحات والخطوط والاجسام الهندسية والبديهيات الاقليدية. فكل مقطع تراه يضع تعاريف وبديهيات و جمل تعليمية مع براهين ثم يخلص الى النتائج واحكام مساعدة وملاحظات واخيرا المسلمات. اراد سبينوزا التخلص من النظام الغائي (ما يجلب النفع) للانسان ( اي كل شيء في الطبيعة هو خلق كي يخدمهم ويجلب لهم نفعاً) وايجاد معيار اخر للحقيقة .
قسم كتابه في الاخلاق الى خمسة مواضيع مهمة هي ( الله، النفس وطبيعتها واصلها، الانفعالات، عبودية الانسان واخيرا قوة العقل وحرية الانسان)
في الموضوع الاول خلص الى نتيجة مفادها : " اذا كان تصور الله خاطئاً، فإن صورة الانسان لا يمكن ان تكون صحيحة" فالله بحسب تعريفه " هو الجوهر الذي لا يحتاج الى جوهر اخر مشتق منه " وكان تعريفه هنا مشتق المبدأ الاول في تثليث الفيلسوف الكبير افلوطين.
العقل والاخلاق :
انواع القيم او الاخلاق هي ثلاثة حسب طريقة او اسلوب تطبيقها والغاية من منها.
اولا- الاخلاق الانسانية اللينة التي هي التواضع والتسامح والتضحية من اجل القريب هي اخلاق الموجودة في الديانة المسيحية والبوذية وتميل الى النظرة الديمقراطية في ادارة الحياة.
ثانياُ – الاخلاق التي تعتبر الفضلية تنبع من استخدام القوة، (المبدأ الذي اتى به فيما بعد نيشته وقبله ميكافيلي ). وهي عكس المجموعة الاولى وفيرى ان المبدعين والعباقرة يخسرون فرصتهم في الوصول الى هدفهم.
ثالثاً- الاخلاق المستمدة من المعرفة الحقة التي نادى بها فلاسفة العظام للاغريق من ارسطو وافلاطون وسقراط وغيرهم. لان من خلال المعرفة يمكن اتخاذ القرار الصائب حسب الحاجة.
لكن سبينوزا حاول ايجاد حل توفيقي بين النظريات الثلاثة في الاخلاق. فهو لايريد معارضة الطبيعة التي هو مؤمن بانها حقة لان منبعها من الجوهر، ولانه يجري فيها القانون الشمولي الاعم الذي يمثل الله او الجوهر نفسه، لذلك يكرز جهوده على الدفاع عن الذات وعدم التضحية بها من اجل الاخرين، فهو يراها كقانون طبيعي بان الذات تدافع عن ذاتها بصورة غريزية دوما. لكنه لا يبتعد كثيرا عن تعاليم المسيح ، فهو يجعل من الفهم مفتاح لحل كل المشاكل كما في لدى فلاسفة الاغريق، لكن في نفس الوقت يتفق مع نيشته بأن التواضع لا يخلق الا الضعف والتشاؤوم الشقاء وانحطاط الذات . فهو يؤمن يجب العيش بحسب الرغبة او الانانية المزروعة طبيعيا في الانسان، يجب ان يدافع عن ذاته والا لن يكن هناك من يدافع عنه.
نظريته في المعرفة:
بما ان الصفات الحقة هي حالات من صفات الله، لذلك ان افكار النفس الانسانية تكون صحيحة اذا ما تم تنسيبها الى الله، لان كل فكرة حقة ( افكار الحقة هي الافكار التي لا تحتاج الى البرهان بل واضحة ويقينية بموجب الواقع) هي عائدة الى الله.
هناك ثلاث انواع من المعرفة وهي :
1 - المعرفة الحسية الناتجة من الانفعالات التي تعطي صورة لمفهوم النوعي غير المنظم ، لذلك يمكن ان تكون خاطئة وغيركاملة او حقيقية.
2- المعرفة العقلية وهي معرفة ناتجة من استدلالات تتعامل مع مفاهيم العامة.
3- المعرفة الحدسية تقوم على معرفة العلاقة القائمة مع المطلق.
انفعالات الانسان:
تطرق سبينوزا الى هذا الموضوع باسهاب في الفصل الثالث من كتاب ( الاخلاق) ،
فخلص الى وضع مبدأ رئيسي مهم وعده المبدا الاول او الرئيسي " كل شيء فيه نزعة قوية للحفاظ على كينونته الذاتية"
اما الانفعالات فميز ثلاثة ثلاثة رئيسة منها وهي الشهوة او الغزيزة في حب البقاء ثم الفرح والحزن.
نقده
من يقرا تاريخ الفلسفة بلا شك سوف يرى ان المعرفة الانسان هي كالسلم الذي اول من يضع اقدامه على درجاتها هم الفلاسفة والمفكرين والانبياء والمصلحين والعلماء. سبينوزا رغم عمره القصير لكن كان مثالا اخر لسقراط الذي قبل التضحية من اجل كشف الحقيقة او قولها في وجه اصحاب السلطة في زمانه. محاولاته كانت قريبة من المعرفة الانسانية في عصره لكن بالتأكيد حاول دفع غشاء هذه المعرفة درجة اخرى الى اعماق الحقيقة لكشف معنى الجوهر وعلاقته المباشرة بالوجود وظواهره. يصف المؤرخ والفيلسوف الامريكي ول ديورانت موته بخسارة كبيرة منيت بها البشرية عندم توفى هو في الثالثة والخمسين من العمر حينما وصل الى اوج عطائه الفكري للانسانية.
...........
1- عرض الكنيست اليهودي مبلغ الف فلوراس (عملة نقدية في ذلك الزمان) مقابل تخليه عن توجيه فكره الفلسفي الناقد للديانة اليهودية في بداية حياته لكنه رفضها.
2- تفسير ديكارت لوجود كله: ديكارت فسر وجود العالم كله بطريقة ميكانيكية الية ورياضية. حسب ديكارت ان الله دفع العالم دفعة واحدة كما قال اناكسجوراس قبله بالف سنة، فكل الاجسام عبارة عن الة، ولكن خارج هذه الة يوجد الله، كما يوجد خارج الجسم الروح .
المصادر:-
1- د. هادي فضل الله ، مدخل الى الفلسفة، دار المواسم، الطبعة الاولى، بيروت ،2002.
2- 4 - المطران كوركيس كرمو، الانسان وااله ،الجزء الاول، مؤسسة اورنيت للطباعة والنشر، مشيكان،1987
3- د. حسن حنفي، نصوص من الفلسفة المسيحية في القرون الوسطى، 2005، دار التنوير للطباعة والنشر، بيروت.
4- المطران سليم بسترس، اللاهوت المسيحي والانسان المعاصر،الجزء الاول، منشورات المكتبة البولسية، بيروت،1989
5- د. حربي عباس عطيتو، ملامح الفكر الفلسفي والديني في مدرسة الاسكندرية القديمة، دار العلوم العربية، بيروت، 1992
6- عبد القادر صالح، العقائد والاديان، دار المعارف، بيروت،2006 ، ص248
7- - S.E. Ffrost, Jr Basic Teaching of the Great Philosophers, Doubledy, New York,1962
8- بيتر كونزمان واخرون، اطلس الفلسفة، ترجمة د جورج كتورة، المطبعة الشرقية، الطبعة الاولى،1999 .
9- 1961 Bettrand Russel, History of western Philosophy, ninth edtition,George Allen & unwin ltd
10- ول ديورانت، قصة الفلسفة،مكتبة المعارف،الطبعة الرابعة،بيروت، 1979 .