أسس تحقيق التراث العربي ومناهجه .. القسم الثاني :
19- د. محيي هلال السرحان : تحقيق مخطوطات العلوم الشرعية ، بغداد 1984م .
20- د. رشيد عبد الرحمن العبيدي : التطبيق العملي لمنهج البحث الأدبي والتحقيق العلمي ، مراكش 1984م ، وأعاد نشره عام 1987م ، بعنوان :
التطبيق العملي لمنهج البحث الأدبي ، وتحقيق النصّ .
21- د. أحمد محمد الخراط : محاضرات في تحقيق النصوص ، جدة 1988م .
22- د. حسام النعيمي : تحقيق النصوص بين المنهج والاجتهاد ، الموصل 1990م .
23- د. أكرم ضياء العمري : تعليقة في منهج البحث وتحقيق المخطوطات المدينة المنورة 1992م .
24- د. يحيى الجبوري : منهج البحث وتحقيق النصوص ، بيروت 1993م
25- د. عبد الله بن عبد الرحيم عسيلان : تحقيق المخطوطات بين الواقع والنهج الأمثل ، الرياض 1994م .
وكان للمستشرقين فضل السبق في نشر تراثنا ، فوضعوا منهجاً في تحقيق المخطوطات ساروا عليه .
وبدأ العرب بتحقيق النصوص ، فصدرت كتب نفيسة ، وقوي هذا الاجتهاد ، بعد أن فتحت الجامعات أبوابها ؛ لتحقيق التراث حصولاً على شهاداتها العليا ، وكان لي الشرف في إدخال مادة تحقيق النصوص ، في الماجستير ، والدكتوراة ، بجامعة بغداد ، وما يزال يُدَّرسُ نظرياً وعملياً . ولم يقف أمام هذا الاتجاه ، إلا مَنْ كان في قلبه دَغـَلٌ ، وهُم بحمد الله قليل .
ومن خلال اطلاعي على مناهج علمائنا الأقدمين - رحمة الله عليهم- ومناهج المُحدثين ، طوال أكثر من ربع قرن ، اتسمت تحقيقاتنا بسمات خاصة اختلفت عن سائر البلدان ، وأصبحت المدرسة السورية ، بل والشامية ، متميزة بها ، ومن هذه السمات :
1- التسلسل الزمني في ذكر مصادر التخريج ، لأن الفضل للمتقدم ، والمتأخر إنما اعتمد في أخباره على المتقدم ، وثمة كتاب لأحد المحققين المشهورين ، خرَّج بيتا من الشعر على الوجه الآتي :
خزانة الأدب ، الأغاني ، طبقات فحول الشعراء ، فلم يراع المحقق التسلسل الزمني ، وكان حقــُّها أن تكون :
طبقات فحول الشعراء ، الأغاني ، خزانة الأدب ؛ لأن ابن سلا م توفي سنة 232هـ ، وأبو الفرج الأصبهاني ، توفي نحو سنة 362هـ ، وعبد القادر البغدادي ، توفي سنة 1093هـ .
2- الاكتفاء بالتخريج من الدواوين الشعرية المطبوعة المحققة ، أو المجموعة ، والإشارة إلى الخلاف في الرواية ، إن وجد ، إذ لا حاجة لسرد المصادر التي جاء فيها هذا البيت أو ذاك ، فهي كثيرة ، ولا يمكن حصرها
ويخالفنا في هذا كثير من إخواننا وأساتذتنا المحققين ، ولكننا التزمنا هذا النهج ، ولن نحيد عنه ، وهو بعدُ يؤكد رجوع المحقق إلى الدواوين ، للوقوف على الرواية الصحيحة أولاً ، وعلى مصادر تخريج البيت في الديوان ثانياً .
وقد بارك المحقق الثبت محمود محمد شاكر - رحمة الله عليه – هذا النهج ، ونعت الذين يكثرون من التخريج بـ (جهلة المحققين) ، وأشار إلى بيت من الشعر ، جاء في رسالة صغيرة خرّجه المحقق من نحو سبعين كتابا ، ثم قال : والبيت في ديوانه .
ولسنا بصدد اسم الكتاب ، واسم محققه ، فما إلى هذا قصدنا .
3- الرجوع إلى المصادر القديمة المتخصصة في التراجم :
فثمة من يكتفي بالإشارة إلى الأعلام ، لخير الدين الزركلي ، المتوفى سنة 1976م ، أو إلى معجم المؤلفين ، لعمر رضا كحالة ، المتوفى سنة 1987م ، وهو منهج لقسم من المحققين ، الذين يطلبون الأسهل والأمكن .
وثمة قسم آخر يخبط خبط عشواء ، فيشير إلى الأعلام مرة ، وإلى كشف الظنون أخرى ، وإلى ميزان الاعتدال ثالثة ، وإلى خزانة الأدب رابعة ، وهلـُم جّرا ....... وهذا منهج ليس بسليم .
ومنهجنا الذي أحسب أننا تفردنا به ، هو :
- الرجوع في تراجم الصحابة إلى الكتب ، التي أفردت لتراجمهم ، مثل :
الاستيعاب ، لابن عبد البر القرطبي ، والاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار ، لابن قدامة المقدسي ، وأسد الغابة ، لابن الأثير ، والإصابة ، لابن حجر العسقلاني ......
- الرجوع في تراجم المفسرين إلى الكتب ، التي اختصت بتراجمهم ، ككتاب طبقات المفسرين ، للسيوطي (وهو صغير) ، وللداودي تلميذ السيوطي (وهو كبير في مجلدين) ، وللأدنه وي ، أحمد بن محمد .
- الرجوع في تراجم المُحَدثين ، ورواة الحديث إلى الكتب الخاصة بهم ، وهي كثيرة والحمد لله ، على سبيل المثال ، لا الحصر ، التاريخ الكبير للبخاري ، وتهذيب الكمال للمزي ، وتذكرة الحفاظ للذهبي ، وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني .
- الرجوع في تراجم الضعفاء من المحدثين إلى كتب الضعفاء للبخاري ، والنسائي ، والدارَقـُطني ، والذهبي ، وإلى كتب المجروحين ، لابن جبان ، وغيره .....
- الرجوع في تراجم أصحاب المذاهب الأربعة إلى كتب الطبقات الخاصة بالشافعية ، والحنفية ، والمالكية ، والحنابلة ، وهي كثيرة بحمد الله .
- الرجوع في تراجم الشيعة إلى الكتب التي ترجمت لهم ، منها :
الرجال للكشي ، والرجال للنجاشي ، والرجال للطوسي ، ومعالم العلماء لابن شهراشوب ، وأعيان الشيعة للعاملي ، وغيرها .
- الرجوع في تراجم القراء إلى الكتب التي ترجمت لهم ، منها : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار للذهبي (وهي طبعة ناقصة) ، وغاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري ، وهو أوسع كتاب في هذا الباب ، وانفرد بترجمة كثير من أعلام القراء .
- الرجوع في تراجم النحاة واللغويين إلى الكتب التي اختصت بتراجمهم ، كمراتب النحويين لأبي الطبي اللغوي ، وأخبار النحويين البصريين لأبي سعيد السيرافي ، وطبقات النحويين واللغويين لأبي بكر الزبيدي ، وإنباه الرواة على أنباه النحاة ، للقفطي ، وبغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة للسيوطي ، وغيرها .......
- الرجوع في تراجم أهل التصوف إلى كتب الطبقات الصوفية للسلمي ، ولابن الملقن ، فضلاً عن كتاب صفة الصفوة لابن الجوزي .
- الرجوع في تراجم الشعراء إلى الكتب التي ترجمت لهم ، ككتاب طبقات فحول الشعراء لابن سلام ، وطبقات الشعراء المحدثين لابن المعتز ، والمؤتلف والمختلف للآمدي ، ومعجم الشعراء للمرزباني ، والأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ، وغيرها .
- الرجوع لمعرفة نسب ما ، إلى كتب الأنساب ، كالمؤتلف والمختلف ، لابن حبيب والإكمال لابن ماكولا ، والأنساب للسمعاني ، وغيرها .
يتبع - بمشيئة الله-