Results 1 to 4 of 4

Thread: المشروع التجديدي والتصحيحي في الفقه والسياسة - داود سلمان الشويلي

  1. #1 المشروع التجديدي والتصحيحي في الفقه والسياسة - داود سلمان الشويلي 
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    وصلت الرسالة التالية للمربد :

    المشروع التجديدي والتصحيحي في الفقه والسياسة مدرسة الامام الشيخ حسين المؤيد الفقهية انموذجا


    داود سلمان الشويلي

    مر الاجتهاد الشيعي الاثني عشري - ضمن المنظومة الفقهية الاسلامية - بمراحل عدة ، فضلا عن تعدد المدارس الفقهية الشيعية الاثني عشرية ، وتعدد الفقهاء والمجتهدين والمراجع الذين يتبعهم العامة من الشيعة ، واختلافهم ، ابتداء من سبعينات القرن الماضي (بعد وفاة مرجع المذهب السيد محسن الطباطبائي الحكيم) بصورة علنية بين العامة من الشيعة.
    وتوزعت المرجعيات المشهورة علنيا - على اقل تقدير – بين النجف ولبنان وقم ، فكان في مرجعية النجف السيد ابو القاسم الخوئي ( ت : 1992 /اذربيجاني – الاصل) ، وفي لبنان السيد محمد حسين فضل الله ( عربي الاصل) ، فالسيد الخوئي ومن بعده السيد السيستاني( فارسي الاصل ،والمرجع الشيعي الأول في النجف ، والمقبول به من مراجع التقليد في قم ) (1)لا يعترفان بنظرية الفقيه التي يمثلها الخميني ، وكذلك السيد فضل الله ، وفي تسعينات القرن الماضي ، وبوجود مرجعية السيد السيستاني ، والخامنئي ، قامت بعض المراجع في قم والنجف، بحملة شرسة كان سببها ان السيد فضل الله قد طرح نفسه كمرجع شيعي مستقل ، واغضبت ارائه التاريخية والفقهية مراجع النجف وقم ، ووصل الحال بهم الى اصدار فتوى بحرمة تقليده ، و اخراجه من المذهب وقع عليها (21) مرجعا ، ووصل الحال ببعض رجال الدين ان اصدروا كتبا تصف فضل الله بالضال والمفسد والخارج عن الملة ، لا لشيء سوى انه بحث عميقا في التاريخ بموضوعية وتجرد العالم ، وقال ما يخالف الموروث الشيعي في مسائل كثيرة تاريخية وفقهية .
    وإذ نشير الى هذه المرجعيات الثلاث ، فلا يعني ان ساحة المرجعية قد خلت من غيرهم ، ان كان ذلك في النجف او قم ، فحين برز الصدر في التسعينات من القرن الماضي ومن ثم قتله، برزت ظاهرة الاعلان عن المرجعية من طلابه وطلاب غيره ، كاليعقوبي والصرخي والمالكي والبغدادي والحائري، فضلا على وجود اربع مراجع زاملوا السيد الخوئي ومن بعده السيستاني في العراق كالفياض والحكيم والنجفي.
    في ذاك الوقت ، ظهر على ساحة المرجعية الامام الشيخ حسين المؤيد ، ليس كمرجع فقهي خاص بالشيعة فحسب ، بل كان يحمل مشروعا نهضويا على مستوى الفكر الاسلامي بصورة عامة ، والفكر الشيعي الامامي بصورة خاصة ، وفي الوقت نفسه على مستوى الفكر السياسي الانساني والعربي والعراقي.
    ***
    الامام الشيخ حسين المؤيد ( 1965 ) مرجع ديني ، من عائلة عراقية عربية، علمية ، اذ كان والده طبيبا من جهة ، ومن جهة اخرى ينحدر من عائلة دينية، وهو شخصية معتدلة منفتحة على الواقع ، وصاحب استقلالية، و له مشروع نهضوي ، في الحياة العامة و في الفقه.
    ادهشتني الكثير من ارائه (فتاويه) الدينية في الكثير من الامور ، وقد اختلف – في بعضها - مع جل علماء الاسلام من كافة المذاهب دون ان ينسى الاصول،لا لانها – تلك الاراء /الفتاوي - انطلقت من مبدأ فقه الواقع ، بل لانها تأتي من مرجعية بحثية علمية موضوعية دقيقة بعيدا عما هو سائد من بعض الاراء الفقهية السابقة والتي تحمل اشكالاتها بداخلها ، وذات الطابع الخرافي والاسطوري ، مما اعطى تلك الاراء / الفتاوى سمة الاجتهاد الذي ما زال بابه مفتوحا في الفقه الشيعي.
    وعلى المستوى السياسي ، وجد سماحة الامام الشيخ ارضه العربية مغتصبة وما زالت امريكا تقود العالم المستسلم (عالم القطبية الواحدة) من كارثة انسانية الى اخرى ، وبحجج واهية ، وما زالت ارض فلسطين الجريحة مستعمرة اسرائيلية بحماية امريكية ، وزاد الطين (فيضانا) احتلال وتدميرالعراق .
    فراح الامام الشيخ المؤيد بعقله النير، وفكره المنفتح، يقدم مشروعه النهضوي الذي يجمع مع اصالة تراثنا الاسلامي الانساني ، والعصر الذي نعيش فيه، وذلك من خلال دراسة ذلك التراث بعمق العالم المتجرد ،ومن ثم النظر فيه بصورة نقدية موضوعية، واعمال فكره تصحيحا وتجديدا ، ان كان ذلك على مستوى الفكر الشيعي ضمن منظومة الفكر الاسلامي ، او على مستوى الفكر السياسي ضمن منظومة الفكر السياسي الانساني.
    فعلى مستوى الفكر السياسي ،كان له مشروعه النهضوى الذي جسده من خلال مجموعة من الطروحات الفكرية والسياسية التي تتسم بالوضوح والمعالجة الدقيقة العقلانية ، وارتفع صوته في المؤتمرات والندوات ، وفي المحاضرات والخطب الدينية منددا بالاحتلال، واضعا ذلك المشروع لحل الاشكالات السياسية والمجتمعية التي جاء بها الاحتلال لبلده العراق ، وراح يناظر ويناقش ويبشر بهذا المشروع حتى تحول ذلك الرجل ذو العمامة البيضاء الى داعية نهضة للعرب وللانسانية، فاعاد لنا الوجه المشرق للنهضة العربية التي برزت بداية القرن الماضي على يد الامام محمد عبدة وزميله الافغاني - وغيرهما- ومشروعهم النهضوي.
    اما على مستوى الفكر الاسلامي ، فقد كانت ارائه التصحيحية والتجديدية تجد صداها بين المؤمنين ، ليس في عمليات استنباط الاحكام الشرعية الفقهية ضمن منظومة الاجتهاد الشيعية فحسب، بل تعدى ذلك الى تصحيح ما حمله لنا التاريخ من محطات كانت سببا في فرقة الامة الاسلامية ، فجاء مشروع سماحته التصحيحي والتجديدي في الزمن الذي بدأت الافكار المفرقة يتعالى صوتها على المنابر والفضائيات ، واعادتنا الى اجواء قانون الغاب ونحن نعيش زمن التقدم والتطور العلميين في الاتصالات (شبكة الانترنيت خاصة) الذي اصبح فيه عالمنا قرية صغيرة.
    ان الانفتاح الفكري ، والجدال العقلي ، والربط بين التراث الاسلامي بكل مدارسه وبين عصرنا ، كان من اهم ما يتصف به مشروعه النهضوي الذي جسده في مؤلفات كثيرة .
    واذا اقتربنا كثيرة الى خصوصيات مذهبي السنة والشيعة ، وهما المذهبان اللذان تصارعا على ارض العراق خاصة بعد الاحتلال (2003) ، نرى ان مشروع سماحته النهضوي (تصحيحا وتجديدا) كان عاملا في تهدأة ذلك الصراع ، من خلال محطات كثيرة كان اهمها مبدأ التقارب بين ذينيك المذهبين ، من خلال :
    - الدعوة النظرية والعملية الى التقارب بين المذاهب ، حتى وصل الحال بسماحة الامام الشيخ الى تقديم مشروع الفقه التقريبي ، أي الفقه الذي يعتمد الصحيح في المذاهب كافة، وهو ما زال سائرا عليه في مرجعيته، على اعتبار ان تلك المذاهب ما هي الا مدارس فقهية تختلف فيما بينها في المسائل الفرعية التي يمكن تحصيلها بالاجتهاد اعتمادا على القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة .
    - تصحيح اخطاء المصادر التاريخية التي كتبت بهدف الفرقة بين ابناء الامة الاسلامية ، وبدوافع شتى، ايديولوجية وسياسية.
    - اعادة النظر في الكثير من الفتاوى التي قيلت في زمن كانت المواجهة الايديولوجية والسياسية على اشدها بين المذاهب ، وتحت دوافع شتى ربما اهمها التدخل الخارجي للنيل من وحدة امة الاسلام ، ومن ثم الاسلام كدين سماوي.
    - اعادة العمل بالاجتهاد الشيعي الفعال بعد ان توقف عند البعض في عصرنا ،وبما يتصف به من اختلاف عن العصور التي سبقته لاسباب شتى ، فأصبح المتأخر يكرر ما قاله المتقدم في الكثير من المسائل الفقهية التي تبنى – عند بعض المتقدمين – على ما يتضارب مع القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة بسبب لافتة غير صحيحة مرفوعة عندهم ان ( ما خالف العامة فخذوا به) ، ولاسباب سياسية - ايديولوجية، ولتأثيرات خارجية.
    - توثيقه للحديث النبوي كدليل شرعي بعد القرآن الكريم يبني عليه رأيه الفقهي وفتواه ، آخذا بنظر الاعتبار الظروف الزمكانية، دون ان يخل ذلك بالاصول الاسلامية.
    كانت – وما زالت - ارائه الفكرية واجتهاداته الفقهية تصب في خدمة الوحدة الاسلامية ، فهو صاحب مشورع حلية الصلاة خلف الامام السني (2)، وعدم مشروعية سب الصحابة ، وحلية صلاة التراويح ،وغير ذلك من الاراء والفتاوى التي تهدف الى بناء وحدة اسلامية قوية.(3)
    ***
    ان السياسيين و المثقفين و الإصلاحيين، فضلا على المؤمنين في المجتمعين العربي والاسلامي، مدعوين الى الاقتراب كثيرة من طروحات هذا الامام، ومعرفة افاقها الواسعة للخروج من ازمات عديدة وقعت وستقع داخل الكيان العربي الاسلامي ، وفي اللحمة الاسلامية ، التي نحن مدعوين الى تجاوز كل ما لحق بالامة الاسلامية من اسقام لتبقى هي الهدف المنشود، كما اراد لها الله سبحانه ان تكون:
    (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) (آل عمران:110) واذا كان العالم الاسلامي قد فقد برحيل المرجع الديني السيد فضل الله فقيها ومصلحا ، فإن مدرسة الاجتهاد التي يقودها سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد هي من ضمن المدارس الاقدر على التواصل الانساني والاسلامي في عالم يتسع ليضيق ويضيق ليتسع.
    ***
    الهوامش:
    1 – هذا لا يعني عدم وجود مرجعيات اخرى في مدن المرجعيات والحوزات العلمية الشيعية.
    2 – لا ننكر ما قام به ابناء التيار الصدري من صلاة تجمع بين ابناء المذهبين في العراق بعد الاحتلال الامريكي للعراق.
    3 – من مؤلفاته:
    - الاسلام منهاج الحياة.
    - مقارنة بين مشروع الحداثة الاوربية ومشروع النهضة العربية الاسلامية.
    - المنظومة الفكرية.
    - نشوء الدولة في المجتمع البشري.
    - الاشراف الرباني على المسيرة البشرية.
    - الانسان بين المدرسة الربانية والمدرسة الوضعية.
    - دور النهضة الاسلامية بعد عصر الحداثة.
    - حوار الاديان.
    - عقبات حركة النهضة الاسلامية.
    - دور الدين في وضع الحضارة.
    Last edited by طارق شفيق حقي; 19/08/2010 at 09:55 PM.
    Reply With Quote  
     

  2. #2  
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    المقال الثاني:
    ---------------------




    من يأخذ من يده راية تحديث الفقه؟


    داود سلمان الشويلي

    انا افهم جيدا ان الكتابة عن موضوع ما ، تختلف كليا عن الكتابة في الموضوع ذاته .
    ان كتابة مقالة او دراسة عن موضوع ما ، يعني انك تدرس حالة هذا الموضوع من الخارج ، تصفه مثلا .
    اما كتابة مقالة او دراسة في الموضوع ، فمعناه انك تدخل في دقائقه ، وتفاصيله، لتستجلي علاقاته الداخلية ،على الاصعدة كافة.
    في مقالتي هذه اجابة عن سؤال طرحته مقالة الدكتور احمد الشعلان بعنوان(من يأخذ من يده راية تحديث الفقه ؟) نشرها بعد وفاة المرجع الديني العربي (اللبناني) السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله .
    كنت قد كتبت دراسة مطولة امتدت على مساحة ثلاثة كتب، درست فيها مظاهر تجديد وتصحيح الفكر الاجتهادي الشيعي ، متخذا من فكر المرجع الشيعي العربي (عراقي الجنسية) الامام الشيخ حسين المؤيد ميدانا لبيان حقيقة ذلك التجديد والتصحيح في ذلك الفكر الذي ما زال باب الاجتهاد فيه مفتوحا ، اسميتها ( التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا ).
    والامام الشيخ حسين المؤيد ( 1965 ) مرجع ديني ، من عائلة عراقية عربية، كان والده طبيبا من جهة ، ومن جهة اخرى ينحدر من عائلة دينية، وهو شخصية معتدلة منفتحة على الواقع ، وصاحب استقلالية، و له مشروع نهضوي ، في الحياة العامة و في الفقه.
    درست في الكتاب الاول التصحيح والتجديد في المذهب الشيعي عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد .
    اما الكتاب الثاني من هذه الدراسة فقد حمل عنوان : (التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد - نحو مشروع وطني وقومي واسلامي معاصر) .
    والكتاب الثالث كان عنوانه : (التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا- مقارنة بين الفكرالاجتهادي للامام الشيخ حسين المؤيد وبين الفكر الاجتهادي الاتباعي).
    اما هذه المقالة ، فهي عمن يأخذ من يد السيد فضل الله راية تحديث الفقه كما سأل الدكتور احمد الشعلان.
    ***
    لا نريد ان نغمض عيوننا عن الكثير من الفقهاء ورجال الدين من الشيعة ممن حملوا راية التجديد والتصحيح في الفكر الشيعي على امتداد تاريخه ،وقدموا مشاريعهم – مهما كان نوعها – الاصلاحية ، كالامين، والمظفر، وكاشف الغطاء، والصدرين الاول والثاني على سبيل المثال، الا ان تلك المشاريع اما جوبهت بالرفض لاسباب كثيرة ، وإما ظلت حبرا على ورق .
    الا انه ، ومنذ نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي ، بدأ تاريخ جديد في تجديد وتصحيح المنظومة الفكرية الاجتهادية عند الشيعة على يد احد الفقهاء المراجع العرب ، وهو سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد ، والذي – وان زامل رفيقه المرحوم السيد فضل الله لسنوات في حمل راية الاصلاح تجديدا وتصحيحا - سيبقى هو الحامل لتلك الراية ما دام لم يظهر شخص اخر – مهما كانت مؤهلاته العلمية في الفقه وسائر العلوم الساندة لهذا الفقه – يساند ويعاضد الامام المؤيد.
    ***
    ولكي نكون اكثر قربا مما قلناه في السطور السابقة ، فإننا نذكر ، ان سماحته قد حمل تلك الراية للاسباب التي وجدها في المنظومة الفكرية الاجتهادية ، او في الفهم الصحيح للحوزة العلمية (1)، او في السياسة، ومنها :
    - وجد ان الاجتهاد قد وصل الى حد اصبح بابه شبه مقفل ، إذ راح المتأخرون يكررون ما قاله الاولون دون فحص علمي للادلة التي بنيت عليها اقوال السلف.
    - ان الكثير من الروايات والاحاديث التي اعتمدتها المنظومة الاجتهادية الشيعية ما زالت غير مفحوصة فحصا دقيقا من ناحية السند والمتن.
    - ان الكثير من تلك الروايات والاحاديث تتضارب والقرآن الكريم.
    - ان الكثير من المؤثرات الخارجية – كالغلو والتفويض والخرافة والاسطرة مثلا – قد دخلت على فكر هذه المنظومة فأثرت فيه ، واخرجته من عقلانيته المعهودة في الاجتهاد الشيعي.
    - ومن خلال فكر اسلامي بحت ، ومن اجل بناء امة اسلامية واحدة ، وجد سماحته ان الامة الاسلامية في وقتنا الحاضر تمر بأزمة كبيرة تهددها في وحدتها ، فرفع سماحته راية الوحدة ، ان كان ذلك على صعيد الفكر او على صعيد الممارسة (بين السنة والشيعة على سبيل المثال).
    - اما على الصعيد السياسي ، وبعد الاحتلال الامريكي على العراق ، وقيام الاحتلال ببناء مشروع سياسي انخرط فيه من انخرط ، كانت لسماحته مشاريع نهضوية على صعيد العراق (الميثاق الوطني العراقي) الذي قال في مقدمته :
    ((ومن خلال نظرة موضوعية تدرس هذه الأزمة دراسة علمية، يمكننا تقديم تحليل منطقي يضع اليد على عوامل هذه الأزمة ومناشئها ، وهي ثلاثة عوامل رئيسة:- العامل الأول :- احتلال العراق,وما أوجده هذا الاحتلال من تداعيات خطيرة ، وما أدى اليه من واقع مقيت ابرز مفرداته باختصار:-
    1- سلب السيادة العراقية.
    2- تفكيك بنية الدولة العراقية.
    3- هندسة وبناء وضع سياسي جديد له مفاعيله المجتمعية بعيدا عن رأي وإرادة الشعب العراقي وفي مناخ غير طبيعي.
    4- الانتهاكات التي جرت وتجري على يد المحتل والتدخلات التي يقوم بها من خلال هيمنته الاحتلالية)) .
    ومن مفردات هذا المشروع ، كما يقول واضعه:
    ((1- رفض الوجود العسكري للقوات الاجنبية وعلى رأسها القوات العسكرية الامريكية والبريطانية واعتبار هــــذا الوجود في واقعه احتلالا عسكريا للعراق بغض النظر عن كل الصيغ التي تسبغ عليه.
    2- المطالبة والعمل على انهاء الاحتلال بكل الوسائل المشروعة والمجدية وتحرير العراق من الوجود العسكري للمحتل في أقصر فترة زمنية ممكنة .
    3- تحرير الارادة والقرار السياسي العراقي من كل اشكال التقييد والهيمنة والعمل على استعادة استقلال العــــراق وسيادته الكاملة غير المنقوصة على مختلف الاصعدة.
    4- رفض كل اشكال التدخل الاجنبي المعاكس لمصلحة الشعب العراقي وللمشروع الوطني العراقي دوليا كان أو اقليميا.
    5- الاعتراف بمشروعية مقاومة الاحتلال كحق انساني وقانوني كفلته الشرايع الدينية والقوانين الوضعية والاعراف الدولية.والتفريق بين المقاومة المشروعة والاعمال الاجرامية التي تستهدف الابرياء وتضرب أمن المجتمــــع العراقي والمدانة بمقتضى كل القيم والاعراف.
    6- ضرورة الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا ورفض كل المشاريع التقسيمية وكل ما من شأنه زعزعة الوحدة العراقية أو تمزيق النسيج الاجتماعي الواحد لأبناء الشعب العراقي.وبالتالي رفض الفدرالية سواء أقيمت علــــــــى أساس عرقي أو طائفي أو جغرافي، وتأمين الخصوصية الكردية من خلال الحكم الذاتي الذي يحافظ على وحـــــــدة العراق وإندماج الاخوة الاكراد في الشعب العراقي الواحد، وضمان خصوصية الاقليات الاثنية بما ينسجم ووحــــدة العراق ارضا وشعبا .
    7- ابراز الهوية العراقية الوطنية الجامعة لابناء الشعب العراقي، والانتماء العربي والاسلامي للدولة العراقــــــــية.
    8- الحفاظ على الهوية الحضارية الاسلامية للعراق والعراقيين مع التأكيد على حقوق كافة الأقليات الدينية والعرقية.
    9- اعتماد المواطنة العراقية كأساس في التعاطي مع مختلف الشؤون الحياتية.
    10- اتخاذ الكفاءة والنزاهة معيارا في تولي المناصب السياسية والادارية بغض النظر عن الانتماء الديني والمذهبي والعرقي ، ورفض الطائفية السياسية.
    11- ضرورة تلاحم وانسجام أبناء الشعب العراقي ومكوناته والحفاظ على النموذج التأريخي والفريد للتعايش بين العراقيين، ونبذ النعرات المفرّقة، والعمل على تمتين وتعميق أواصر الإخوة العراقية.
    12- كتابة دستور للعراق يجسد حالة الوفاق الوطني للأمة العراقية ليصلح إطارا سياسيا للدولة والمجتمع العراقي.
    13- حل كافة المليشيات والتأكيد على أن حفظ الأمن والاستقرار هو وظيفة أجهزة الدولة,ورفض دمج المليشيات في قوى الجيش والشرطة والأمن.
    14- بناء القوة العسكرية للعراق على أسس وطنية عقائدية تمثل المنظومة الوطنية العراقية،وأبعادها عن التجاذبات السياسية.
    15- بناء دولة المؤسسات والقانون، وان يكون الحكم للمؤسسات الدستورية لا لفرد أو حزب أو جهة أو تيار.
    16- ضمان التداول السلمي للسلطة في دائرة مفتوحة تعطي فرصا لازمة لكل الكيانات والشخصيات السياسية بما يضمن المشاركة الجماهيرية والتأثير الشعبي في صنع القرار، ورفض كل أشكال احتكار السلطة أو الاستئثار بها لقوة أو مجموعة قوى في دائرة مغلقة.
    17- إنهاء مشاكل ومعاناة الشعب العراقي ، والحفاظ على ثرواته ، وضمان تطبيق العدالة الاجتماعية، والعمل على تحقيق التنمية بالأساليب الصحيحة والبرامج الناضجة المفضية إلى ازدهار الشعب العراقي ونهضة العراق.
    18- التأكيد على الدور الفاعل والحيوي لكل مؤسسات المجتمع المدني والبنى الاجتماعية في العراق لا سيما الطبقة المثقفة والعشائر العراقية التي تلعب دورا فاعلا في حفظ وحدة العراق وصيانة الانتماء العربي والإسلامي له، وابراز الهوية الوطنية العراقية الجامعة)).
    وكذلك ، كان له مشروعه القومي والاسلامي الوحدوي على صعيد الامتين العربية و الاسلامية.
    ولاجل ذلك تحرك سماحته بين رجال العراق الوطنين وانشأ تجمعا سياسيا مناهضا للاحتلال وعمليته السياسية اسماه (التيار الوطني العراقي) بغية اخراج العراق من ازمته التي ادخله فيها الاحتلال ومشروعه السياسي.
    ففكراصلاحي ، تجديدي ، تصحيحي ،كالفكر الذي يحمله سماحته لهو جدير بأن ينهض بالامتينالعربية و الاسلامية من كبوتهما ، ولهو جدير بأن يخرج العراق – ابن هاتين الامتين – من عنق الزجاجة التي وضعها فيه الاحتلال ومشروعه السياسي ، وليعود العراق الى سابق عهده ، البلد الذي لا تنهض الامة العربية بدونه ، ولا الامة الاسلامية ، وليكمل مسيرته الحضارية على كافة الاصعدة .
    ان الراية التي خشي الدكتور احمد الشعلان ان تظل دون حامل لها ، هي راية ما زالت اكف الخيرين تحملها ، واذا كانت في يوم ما كف السيد فضل الله رحمه الله تحملها ، فقد حملتها ايضا اكف سماحة الامام المؤيد في الان نفسه ، وما زالت تحملها بعد انتقال السيد فضل الله الى جوار ربه.
    ان سماحة الامام المؤيد فرض نفسه بعلمه ووسطيته وانفتاحه داخل الكيان الاسلامي كواحد من كبار مراجع الشيعة الامامية (الجعفرية) في العالم، و أسس مشروعه الفكري – على نطاق الفقه الجعفري او على النطاق القومي والاسلامي – الذي اراد من خلاله تمتين الوحدة الاسلامية وان يكون الشيعة الجعفرية جزءًا فاعلا في المعادلة السياسية والاجتماعية في العراق و المنطقة العربية والامة الاسلامية.
    ومن طروحاته الفكرية على صعيد المذهب الشيعي الامامي/ الجعفري ، رفضه الغلو في الائمة ، ورفضه للكثير من الممارسات التي يقوم بها ابناء العامة من الشيعة في شهر محرم (عاشوراء) كالتطبير وضرب الظهر بالسلاسل، واللطم، وكذلك كان له رأي صريح وواضح في ما وصلت اليه الحوزات العلمية خاصة في النجف وحاجتها الى الاصلاح.
    كان رأيه في بعض القضايا التاريخية، انها – تلك القضايا – عارية من الصحة ، أي انها تفتقد الى دليل شرعي وتاريخي ، كقضية مثل قضية الهجوم على بيت الزهراء ، وكسر ضلعها، واسقاط جنينها ، وما تبع ذلك من امور اخرجت الامام علي بن ابي طالب من صفاته المعروفة عنه كبطل اسلامي لا يشق له غبار ، وكعربي شهم يحافظ على بيته.
    ان جرأة سماحة الامام المؤيد في فحص و نقد الكثير مما اعتبر من ثوابت المذهب الشيعي الاثني عشري ،وبالادلة الشرعية ، ورفضه اسطرة الائمة والواقع الشيعي الممتلئ بالخرافات والاساطير التي ادخلها فيه المفوضة القدامي والجدد على السواء ،جعلت منه مرجعا عربيا كبيرا له اتباع ومريدين ، او ما يسمون حسب تصنيفات الحوزة بالمقلدين.
    نقول : ان الطريق طويلة وصعبة امام تصحيح وتجديد المنظومة الاجتادية الشيعية ، والعودة بها الى صفائها الجعفري الاول ، وامام المشاريع الوطنية والقومية والاسلامية الموحِدة ، وكلنا امل في سماحته وفي من يريد ان يشارك في حمل تلك الراية .
    ‏الاربعاء‏، 18‏ آب‏، 2010
    -----------------------------
    1 – ما احوجنا اليوم الى شخص كالدكتور خالد محمد خالد الذي وجه رسائل عدة الى شيخ الازهر الجديد (وقتذاك) يطلب فيها منه ان يصحح ما وصل اليه الازهر من امور سلبية .
    Last edited by طارق شفيق حقي; 19/08/2010 at 09:50 PM.
    Reply With Quote  
     

  3. #3  
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    المقال الثاني:
    ---------------------




    من يأخذ من يده راية تحديث الفقه؟


    داود سلمان الشويلي

    انا افهم جيدا ان الكتابة عن موضوع ما ، تختلف كليا عن الكتابة في الموضوع ذاته .
    ان كتابة مقالة او دراسة عن موضوع ما ، يعني انك تدرس حالة هذا الموضوع من الخارج ، تصفه مثلا .
    اما كتابة مقالة او دراسة في الموضوع ، فمعناه انك تدخل في دقائقه ، وتفاصيله، لتستجلي علاقاته الداخلية ،على الاصعدة كافة.
    في مقالتي هذه اجابة عن سؤال طرحته مقالة الدكتور احمد الشعلان بعنوان(من يأخذ من يده راية تحديث الفقه ؟) نشرها بعد وفاة المرجع الديني العربي (اللبناني) السيد محمد حسين فضل الله رحمه الله .
    كنت قد كتبت دراسة مطولة امتدت على مساحة ثلاثة كتب، درست فيها مظاهر تجديد وتصحيح الفكر الاجتهادي الشيعي ، متخذا من فكر المرجع الشيعي العربي (عراقي الجنسية) الامام الشيخ حسين المؤيد ميدانا لبيان حقيقة ذلك التجديد والتصحيح في ذلك الفكر الذي ما زال باب الاجتهاد فيه مفتوحا ، اسميتها ( التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا ).
    والامام الشيخ حسين المؤيد ( 1965 ) مرجع ديني ، من عائلة عراقية عربية، كان والده طبيبا من جهة ، ومن جهة اخرى ينحدر من عائلة دينية، وهو شخصية معتدلة منفتحة على الواقع ، وصاحب استقلالية، و له مشروع نهضوي ، في الحياة العامة و في الفقه.
    درست في الكتاب الاول التصحيح والتجديد في المذهب الشيعي عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد .
    اما الكتاب الثاني من هذه الدراسة فقد حمل عنوان : (التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد - نحو مشروع وطني وقومي واسلامي معاصر) .
    والكتاب الثالث كان عنوانه : (التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا- مقارنة بين الفكرالاجتهادي للامام الشيخ حسين المؤيد وبين الفكر الاجتهادي الاتباعي).
    اما هذه المقالة ، فهي عمن يأخذ من يد السيد فضل الله راية تحديث الفقه كما سأل الدكتور احمد الشعلان.
    ***
    لا نريد ان نغمض عيوننا عن الكثير من الفقهاء ورجال الدين من الشيعة ممن حملوا راية التجديد والتصحيح في الفكر الشيعي على امتداد تاريخه ،وقدموا مشاريعهم – مهما كان نوعها – الاصلاحية ، كالامين، والمظفر، وكاشف الغطاء، والصدرين الاول والثاني على سبيل المثال، الا ان تلك المشاريع اما جوبهت بالرفض لاسباب كثيرة ، وإما ظلت حبرا على ورق .
    الا انه ، ومنذ نهاية القرن الماضي وبداية القرن الحالي ، بدأ تاريخ جديد في تجديد وتصحيح المنظومة الفكرية الاجتهادية عند الشيعة على يد احد الفقهاء المراجع العرب ، وهو سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد ، والذي – وان زامل رفيقه المرحوم السيد فضل الله لسنوات في حمل راية الاصلاح تجديدا وتصحيحا - سيبقى هو الحامل لتلك الراية ما دام لم يظهر شخص اخر – مهما كانت مؤهلاته العلمية في الفقه وسائر العلوم الساندة لهذا الفقه – يساند ويعاضد الامام المؤيد.
    ***
    ولكي نكون اكثر قربا مما قلناه في السطور السابقة ، فإننا نذكر ، ان سماحته قد حمل تلك الراية للاسباب التي وجدها في المنظومة الفكرية الاجتهادية ، او في الفهم الصحيح للحوزة العلمية (1)، او في السياسة، ومنها :
    - وجد ان الاجتهاد قد وصل الى حد اصبح بابه شبه مقفل ، إذ راح المتأخرون يكررون ما قاله الاولون دون فحص علمي للادلة التي بنيت عليها اقوال السلف.
    - ان الكثير من الروايات والاحاديث التي اعتمدتها المنظومة الاجتهادية الشيعية ما زالت غير مفحوصة فحصا دقيقا من ناحية السند والمتن.
    - ان الكثير من تلك الروايات والاحاديث تتضارب والقرآن الكريم.
    - ان الكثير من المؤثرات الخارجية – كالغلو والتفويض والخرافة والاسطرة مثلا – قد دخلت على فكر هذه المنظومة فأثرت فيه ، واخرجته من عقلانيته المعهودة في الاجتهاد الشيعي.
    - ومن خلال فكر اسلامي بحت ، ومن اجل بناء امة اسلامية واحدة ، وجد سماحته ان الامة الاسلامية في وقتنا الحاضر تمر بأزمة كبيرة تهددها في وحدتها ، فرفع سماحته راية الوحدة ، ان كان ذلك على صعيد الفكر او على صعيد الممارسة (بين السنة والشيعة على سبيل المثال).
    - اما على الصعيد السياسي ، وبعد الاحتلال الامريكي على العراق ، وقيام الاحتلال ببناء مشروع سياسي انخرط فيه من انخرط ، كانت لسماحته مشاريع نهضوية على صعيد العراق (الميثاق الوطني العراقي) الذي قال في مقدمته :
    ((ومن خلال نظرة موضوعية تدرس هذه الأزمة دراسة علمية، يمكننا تقديم تحليل منطقي يضع اليد على عوامل هذه الأزمة ومناشئها ، وهي ثلاثة عوامل رئيسة:- العامل الأول :- احتلال العراق,وما أوجده هذا الاحتلال من تداعيات خطيرة ، وما أدى اليه من واقع مقيت ابرز مفرداته باختصار:-
    1- سلب السيادة العراقية.
    2- تفكيك بنية الدولة العراقية.
    3- هندسة وبناء وضع سياسي جديد له مفاعيله المجتمعية بعيدا عن رأي وإرادة الشعب العراقي وفي مناخ غير طبيعي.
    4- الانتهاكات التي جرت وتجري على يد المحتل والتدخلات التي يقوم بها من خلال هيمنته الاحتلالية)) .
    ومن مفردات هذا المشروع ، كما يقول واضعه:
    ((1- رفض الوجود العسكري للقوات الاجنبية وعلى رأسها القوات العسكرية الامريكية والبريطانية واعتبار هــــذا الوجود في واقعه احتلالا عسكريا للعراق بغض النظر عن كل الصيغ التي تسبغ عليه.
    2- المطالبة والعمل على انهاء الاحتلال بكل الوسائل المشروعة والمجدية وتحرير العراق من الوجود العسكري للمحتل في أقصر فترة زمنية ممكنة .
    3- تحرير الارادة والقرار السياسي العراقي من كل اشكال التقييد والهيمنة والعمل على استعادة استقلال العــــراق وسيادته الكاملة غير المنقوصة على مختلف الاصعدة.
    4- رفض كل اشكال التدخل الاجنبي المعاكس لمصلحة الشعب العراقي وللمشروع الوطني العراقي دوليا كان أو اقليميا.
    5- الاعتراف بمشروعية مقاومة الاحتلال كحق انساني وقانوني كفلته الشرايع الدينية والقوانين الوضعية والاعراف الدولية.والتفريق بين المقاومة المشروعة والاعمال الاجرامية التي تستهدف الابرياء وتضرب أمن المجتمــــع العراقي والمدانة بمقتضى كل القيم والاعراف.
    6- ضرورة الحفاظ على وحدة العراق أرضا وشعبا ورفض كل المشاريع التقسيمية وكل ما من شأنه زعزعة الوحدة العراقية أو تمزيق النسيج الاجتماعي الواحد لأبناء الشعب العراقي.وبالتالي رفض الفدرالية سواء أقيمت علــــــــى أساس عرقي أو طائفي أو جغرافي، وتأمين الخصوصية الكردية من خلال الحكم الذاتي الذي يحافظ على وحـــــــدة العراق وإندماج الاخوة الاكراد في الشعب العراقي الواحد، وضمان خصوصية الاقليات الاثنية بما ينسجم ووحــــدة العراق ارضا وشعبا .
    7- ابراز الهوية العراقية الوطنية الجامعة لابناء الشعب العراقي، والانتماء العربي والاسلامي للدولة العراقــــــــية.
    8- الحفاظ على الهوية الحضارية الاسلامية للعراق والعراقيين مع التأكيد على حقوق كافة الأقليات الدينية والعرقية.
    9- اعتماد المواطنة العراقية كأساس في التعاطي مع مختلف الشؤون الحياتية.
    10- اتخاذ الكفاءة والنزاهة معيارا في تولي المناصب السياسية والادارية بغض النظر عن الانتماء الديني والمذهبي والعرقي ، ورفض الطائفية السياسية.
    11- ضرورة تلاحم وانسجام أبناء الشعب العراقي ومكوناته والحفاظ على النموذج التأريخي والفريد للتعايش بين العراقيين، ونبذ النعرات المفرّقة، والعمل على تمتين وتعميق أواصر الإخوة العراقية.
    12- كتابة دستور للعراق يجسد حالة الوفاق الوطني للأمة العراقية ليصلح إطارا سياسيا للدولة والمجتمع العراقي.
    13- حل كافة المليشيات والتأكيد على أن حفظ الأمن والاستقرار هو وظيفة أجهزة الدولة,ورفض دمج المليشيات في قوى الجيش والشرطة والأمن.
    14- بناء القوة العسكرية للعراق على أسس وطنية عقائدية تمثل المنظومة الوطنية العراقية،وأبعادها عن التجاذبات السياسية.
    15- بناء دولة المؤسسات والقانون، وان يكون الحكم للمؤسسات الدستورية لا لفرد أو حزب أو جهة أو تيار.
    16- ضمان التداول السلمي للسلطة في دائرة مفتوحة تعطي فرصا لازمة لكل الكيانات والشخصيات السياسية بما يضمن المشاركة الجماهيرية والتأثير الشعبي في صنع القرار، ورفض كل أشكال احتكار السلطة أو الاستئثار بها لقوة أو مجموعة قوى في دائرة مغلقة.
    17- إنهاء مشاكل ومعاناة الشعب العراقي ، والحفاظ على ثرواته ، وضمان تطبيق العدالة الاجتماعية، والعمل على تحقيق التنمية بالأساليب الصحيحة والبرامج الناضجة المفضية إلى ازدهار الشعب العراقي ونهضة العراق.
    18- التأكيد على الدور الفاعل والحيوي لكل مؤسسات المجتمع المدني والبنى الاجتماعية في العراق لا سيما الطبقة المثقفة والعشائر العراقية التي تلعب دورا فاعلا في حفظ وحدة العراق وصيانة الانتماء العربي والإسلامي له، وابراز الهوية الوطنية العراقية الجامعة)).
    وكذلك ، كان له مشروعه القومي والاسلامي الوحدوي على صعيد الامتين العربية و الاسلامية.
    ولاجل ذلك تحرك سماحته بين رجال العراق الوطنين وانشأ تجمعا سياسيا مناهضا للاحتلال وعمليته السياسية اسماه (التيار الوطني العراقي) بغية اخراج العراق من ازمته التي ادخله فيها الاحتلال ومشروعه السياسي.
    ففكراصلاحي ، تجديدي ، تصحيحي ،كالفكر الذي يحمله سماحته لهو جدير بأن ينهض بالامتينالعربية و الاسلامية من كبوتهما ، ولهو جدير بأن يخرج العراق – ابن هاتين الامتين – من عنق الزجاجة التي وضعها فيه الاحتلال ومشروعه السياسي ، وليعود العراق الى سابق عهده ، البلد الذي لا تنهض الامة العربية بدونه ، ولا الامة الاسلامية ، وليكمل مسيرته الحضارية على كافة الاصعدة .
    ان الراية التي خشي الدكتور احمد الشعلان ان تظل دون حامل لها ، هي راية ما زالت اكف الخيرين تحملها ، واذا كانت في يوم ما كف السيد فضل الله رحمه الله تحملها ، فقد حملتها ايضا اكف سماحة الامام المؤيد في الان نفسه ، وما زالت تحملها بعد انتقال السيد فضل الله الى جوار ربه.
    ان سماحة الامام المؤيد فرض نفسه بعلمه ووسطيته وانفتاحه داخل الكيان الاسلامي كواحد من كبار مراجع الشيعة الامامية (الجعفرية) في العالم، و أسس مشروعه الفكري – على نطاق الفقه الجعفري او على النطاق القومي والاسلامي – الذي اراد من خلاله تمتين الوحدة الاسلامية وان يكون الشيعة الجعفرية جزءًا فاعلا في المعادلة السياسية والاجتماعية في العراق و المنطقة العربية والامة الاسلامية.
    ومن طروحاته الفكرية على صعيد المذهب الشيعي الامامي/ الجعفري ، رفضه الغلو في الائمة ، ورفضه للكثير من الممارسات التي يقوم بها ابناء العامة من الشيعة في شهر محرم (عاشوراء) كالتطبير وضرب الظهر بالسلاسل، واللطم، وكذلك كان له رأي صريح وواضح في ما وصلت اليه الحوزات العلمية خاصة في النجف وحاجتها الى الاصلاح.
    كان رأيه في بعض القضايا التاريخية، انها – تلك القضايا – عارية من الصحة ، أي انها تفتقد الى دليل شرعي وتاريخي ، كقضية مثل قضية الهجوم على بيت الزهراء ، وكسر ضلعها، واسقاط جنينها ، وما تبع ذلك من امور اخرجت الامام علي بن ابي طالب من صفاته المعروفة عنه كبطل اسلامي لا يشق له غبار ، وكعربي شهم يحافظ على بيته.
    ان جرأة سماحة الامام المؤيد في فحص و نقد الكثير مما اعتبر من ثوابت المذهب الشيعي الاثني عشري ،وبالادلة الشرعية ، ورفضه اسطرة الائمة والواقع الشيعي الممتلئ بالخرافات والاساطير التي ادخلها فيه المفوضة القدامي والجدد على السواء ،جعلت منه مرجعا عربيا كبيرا له اتباع ومريدين ، او ما يسمون حسب تصنيفات الحوزة بالمقلدين.
    نقول : ان الطريق طويلة وصعبة امام تصحيح وتجديد المنظومة الاجتادية الشيعية ، والعودة بها الى صفائها الجعفري الاول ، وامام المشاريع الوطنية والقومية والاسلامية الموحِدة ، وكلنا امل في سماحته وفي من يريد ان يشارك في حمل تلك الراية .
    ‏الاربعاء‏، 18‏ آب‏، 2010
    -----------------------------
    1 – ما احوجنا اليوم الى شخص كالدكتور خالد محمد خالد الذي وجه رسائل عدة الى شيخ الازهر الجديد (وقتذاك) يطلب فيها منه ان يصحح ما وصل اليه الازهر من امور سلبية .
    Reply With Quote  
     

  4. #4  
    المدير العام طارق شفيق حقي's Avatar
    Join Date
    Dec 2003
    Location
    سورية
    Posts
    13,621
    Blog Entries
    174
    Rep Power
    10
    المقال الثالث:
    -------------------------

    التصحيح والتجديد في الفكر الشيعي الجعفري العودة الى الجذور داود سلمان الشويلي

    * (سيهلك في صنفان محب مفرط يذهب به الحب إلى غير الحق ومبغض مفرط يذهب به البغض إلى غير الحق )- الإمام علي-
    * (يأيها الناس أحبونا حب الإسلام فما برح بنا حبكم حتى صار علينا عارا) – علي بن الحسين-
    * (والله مابيننا وبين الله قرابة ولا لنا على الله حجه ولا نتقرب إليه إلا بالطاعة) – الباقر-

    عندما نقول بهذين المصطلحين ومفهومهما ، فإننا نريد من قولنا ما هو عملي في الواقع، ولا يعني هذا تغير في الفكر من لا شيء ، أي انقلاب جذري (راديكالي) على ما تعارف عليه دون اساس له.
    ان ما نريده هو العودة الى الاصول ، اصول الفكر الشيعي (لا اقصد كتب الاصول مهما كان عددها) التي جاء بها اساطين التشيع اعتمادا على المنبع الاصلي لها عند الائمة من ال البيت.
    اما ما دخل على تلك الاصول من امور جاءت من خارجه ، فهذا ما نقصده عند الحديث عن تصحيحه وتجديد النظر فيه.
    ان الكثير من المصلحين الشيعة – في القرن الماضي والقرن الحاضر – حاولوا ذلك ، الا انهم اصطدموا بجدار التقاليد الارثذوكسية البغيضة ، فراحت اراءهم ادراج الرياح ، نذكر من اؤلئك المصلحين ان على مستوى الحوزة العلمية ، وان على مستوى افكار المذهب ، الشيخ كاشف الغطاء ، والشيخ المظفر ، والسيد الامين ، والسيدين الصدريين ، والسيد فضل الله ، والسي محمد حسين فضل الله ، والشيخ المؤيد ، وهناك اسماء فاتني ذكرها لا لسبب ما وانما لمقتضيات الذاكرة البشرية التي تنسى.
    ***
    مقومات التصحيح والتجديد:
    ان أية حركة تصحيحية وتجديدية يجب ان تبنى على اسس منطقية موضوعية علمية ، ومن خلال استقراء تاريخي فكري لهذا الفكر .
    يمكن ان نضع بعض الاسس التي من شأنها ان تكون هي المعيار الامثل لبناء الحركة، ومن هذه الاسس:
    1 – اعادة النظر بكل ما وصلنا من احاديث وروايات ، بعد عرضها على القرآن الكريم ، والعقل السوي ،وفحصها من ناحية السند والمتن ، دون تقديس لاي شخص قالها ، او رواها ، او نقلها ، او دونها في كتاب.(1) ولنأخذ مثالا على ذلك .
    ان كتاب الكافي الذي يحتوي على اكثر من ستة عشر الف حديث (2) ، وهو من اهم مصادر الحديث عند الشيعة ، قيل عنه الكثير من علماء ومفكري الشيعة على انه يحوي الغث والسمين من الاحاديث والروايات ، وفي الوقت نفسه ، قيل عنه انه عرض على الامام المهدي وقال انه كاف لشيعتنا.(3) ان الكثير من اقوال اساطين علماء المذهب قد انتقدته :
    آ/ يقول محمد جواد مغنية في الشيعة في الميزان - ص 271:
    (( وعند الشيعة الإمامية كتب أربعة للمحمدين الثلاثة : محمد الكليني ، ومحمد الصدوق ، ومحمد الطوسي ، وهي : الاستبصار ، ومن لا يحصره الفقيه ، والكافي ، والتهذيب ، وهذه الكتب عند الشيعة تشبه الصحاح عند السنة ، ومع ذلك يقول الشيخ جعفر كاشف الغطاء في كتابه \" كشف الغطاء \" صفحة 40 \" المحمدون الثلاثة رضوان الله عليهم كيف يعول في تحصيل العلم عليهم ، وبعضهم يكذب رواية بعض بتكذيب بعض الرواة . . وما استندوا إليه مما ذكروا في أوائل الكتب الأربعة من أنهم لا يروون إلا ما هو حجة بينهم وبين الله ، أو ما يكون من القسم المعلوم دون المظنون ، فبناء على ظاهره لا يقتضي حصول العلم بالنسبة إلينا ، لأن علمهم لا يؤثر في علمنا . . . . \" وإذا كانت هذه الكتب الأربعة لا يعول عليها إلا بعد نقدها حديثا حديثا وفحصها دلالة وسندا ، فكيف ينسب إلى الشيعة ما لم يؤمن به الكل أو الجل ؟ !)).
    ب / يقول هاشم معروف الحسني في كتابه : (دراسات في الحديث والمحدثين - ص 130 وما بعدها):
    (( لقد وقف علماء الشيعة من الكافي موقفا يمكن ان يكون بالقياس إلى موقف السنة من صحيح البخاري سليما وبعيدا عن المغالاة والاسراف فلم يتنكروا لحسناته ولم يتجاهلوا ما فيه من السيئات والنقص الذي لا يخلو منه كتاب مهما اتخذ المؤلف الحيطة لاخراجه كما يريد ويحب . ومع أنهم لم يغالوا فيه غلو محدثي السنة وفقهائهم في صحيح البخاري ، فلقد وضعه فريق من المحدثين القدامى فوق مستواه وأحاطه الأخباريون بهالة من التقديس والاكبار ، ولكن من جاء بعدهم من اعلام الطائفة قضى على تلك الهائلة وألفتوا الأنظار إلى ما فيه من نقص وعيوب .
    ومع كل ذلك فلقد عده الكثير من العلماء والمحدثين مجددا بالنسبة إلى من تقدمه من المؤلفين في الحديث ، بالرغم من أن الذين تقدموه من المحدثين والمؤلفين قد تحروا جهدهم لتصفية الأحاديث من المكذوب والمشبوه ، وتشدد القيمون في أحاديث المتهمين بالغلو والوقف وغيرهما من المنحرفين عن المذهب الاثني عشري ، ولكنهم كما اعتقد لم يوفقوا إلى اخراج جامع للمواضيع المختلفة التي اشتمل عليها الكافي ، ولا أظن أنهم صنفوا الأحاديث حسب المواضيع ووزعوها على الأبواب ، وفي المحل الذي يناسبها كما صنع الكليني ، ولم يجمع أحد قبله الأصول والمرويات التي يترجح لديه صدورها عن المعصوم ، ولو من جهة القرائن التي تحيط بها ، حتى ولو كان الراوي لها يعتنق الغلو والوقف ، أو اي مذهب آخر ، كما جمعها هو في كتابه ووضعها في المحل المناسب ، فان الذين باشروا عملية التصفية من قبله ، كانوا ينظرون إلى الراوي قبل اي شئ ، فإذا وجدوا فيه مغمزا أو انحرافا تركوا مروياته مهما كان حالها ولو أحيطت بعشرات القرائن ، بينما درس الكليني الرواية من ناحية السند والمتن والملابسات التي تحيط بها ، واعتبر الوثوق بالصدور مهما كان مصدره شرطا أساسيا للاع

    تماد على الرواية ، ولذلك احتاج إلى عشرين عاما لانهاء هذه الدراسة التي أعطت هذه النتائج الغنية بالفوائد في مختلف المواضيع . (...) ولم يدع أحد بأنه صحيح بجميع مروياته لا يقبل المراجعة والمناقشة سوى جماعة من المتقدمين تعرضوا للنقد اللاذع من بعض من تأخر عنهم من الفقهاء والمحدثين ، ولم يقل أحد : بان من روى عنه الكليني فقد جاز القنطرة كما قال الكثيرون من محدثي السنة في البخاري ، بل وقف منه بعضهم موقف الناقد لمروياته من ناحية ضعف رجالها ، وارسال بعضها ، وتقطيعها ، وغير ذلك من الطعون ، التي تخفف من حدة الحماس له ، والتعصب لمروياته ، وحتى ان الذين لم يقروا تلك الاتهامات الموجهة إليه ، ووصفوه بأنه أفيد كتب الحديث واجلها ، وقالوا : بأنه لم يصنف مثله ، واخذوا بجميع مروياته ، هؤلاء لم يدعوا بان جميع ما فيه مروي بواسطة العدول في جميع مراتب السند ، والذي يستفاد من نصوصهم انه جامع للمرويات التي تثق النفس بصدورها عن المعصوم من حيث إن مؤلفه بقي زمنا طويلا يبحث وينقب ويقطع المسافات البعيدة من بلد إلى بلد فنى جمعه من الصدور والمجاميع بعد الوثوق بصدور مروياته عن الأئمة ( ع ) ولو بواسطة القرائن و

    الامارات الخارجة عن متونها ، ولو لم يكن الراوي مستوفيا للشروط المطلوبة في الرواة . (...) ويؤيد ذلك أن الكليني نفسه لم يدع ان مرويات كتابه كلها من الصحيح المتصل سنده بالمعصوم بواسطة العدول ، فإنه قال في جواب من سأله ، تأليف كتاب جامع يصح العمل به والاعتماد عليه قال : وقد يسر لي الله تأليف ما سئلت وأرجو ان يكون بحيث توخيت . وهذا الكلام منه كالصريح في أنه قد بذل جهده في جمعه واتقانه معتمدا على اجتهاده وثقته بتلك المجاميع والأصول الأربعمائة ، التي كانت مرجعا لأكثر المتقدمين عليه ومصدرا لأكثر مرويات كتابه . ومهما كان الحال فالكافي مع أنه كان من أوثق المجاميع في الحديث منذ تأليفه إلى عصر العلامة الحلي وأستاذه أحمد بن طاووس أكثر من ثلاثة قرون من الزمن مع أنه كان بهذه المنزلة عند المتقدمين ، فان جماعة منهم كالمفيد وابن إدريس ، وابن زهرة ، والصدوق لم يثقوا بكل مروياته ووصفوا بعضها بالضعف كغيرها من المرويات التي لم تتوفر فيها شروط الاعتماد على الرواية . ومن ذلك تبين ان المتقدمين لم يجمعوا على الاعتماد على جميع مروياته جملة وتفصيلا ، فان شهادتهم له بأنه من أوثق كتب الحديث وأفيدها واعتب

    اره مرجعا لهم ، لا تعني ان كل ما فيه حجة شرعية يجوز الاعتماد عليه في الفروع والأصول كما يدعي أكثر الأخباريين . ويمكن تحديد موقف العلماء والمحدثين من مرويات الكافي بالبيان التالي ، وهو ان تصحيح الكليني لمروياته واعتباره لها حجة فيما بينه وبين ربه ، هل هو شهادة منه بتزكية رواة تلك الأحاديث ، وبوجود قسم منها في الكتب المعتبرة التي عرضت على الأئمة ( ع ) وأقروا العمل بها من اعتبر تصحيحه لا واعتماده عليها من باب الشهادة لا بد وان يعتمد عليها لجواز الاكتفاء بالشاهد الواحد في مقام التزكية وفي الموضوعات كما لو شهد الثقة بأن هذا الكتاب لزيد مثلا وهذا الحديث موجود في الكتاب الفلاني ، أو في المحل الفلاني مثلا )).
    2 - اعادة النظر الفقهي فيما صدر من فتاو على مر العصور تحت تأثيرات مختلفة ، سياسية وايديولوجية ومذهبية . (4)
    3 - اعادة النظر في الكثير مما اصبح عند البعض عقيدة او بدرجة العقيدة في الفكر الشيعي الجعفري ، من مثل :
    - قول البعض بتحريف القرآن الكريم .
    - اعادة النظر في اعتقاد البعض بالولاية التكوينية، وتقديس الائمة ، و الغلو فيهم ، و العمل بنظرية التفويض من جديد عند البعض.
    - النظر الموضوعي لزواج المتعة، على الاقل من الناحية الاجتماعية والاسرية.
    - النظر في الشهادة الثالثة في الاذان .
    - النظر في تقديس السجود على التربة الحسينية ، وليس حلية السجود عليها.
    - النظر فيما سمي بالشعائر الحسينية ، من تطبير الرؤوس وضرب الظهور بالسلاسل والزحف لزيارة مراقد الائمة، وغيرها .
    - اقامة صلاة الجمعة والنظر اليها من وجهة نظر اسلامية لا تتطلب وجود معصوم ، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9) إذ لم يربط الله سبحانه اتيانها بوجود المعصوم نبيا او اماما .
    4 – اعادة النظر في مسائل تاريخية بروح موضوعية استنادا على الادلة الصحيحة بعيدا عن العاطفة ، مثل حادثة الهجوم على بيت الزهراء.
    5 – النظر الى قضية الامامة من وجهة نظر القرن الحادي والعشرين ، وليس بمنظار الاعوام الاولى للقرن الاول الهجري ، خدمة للوحدة الاسلامية ، وترك تبعات هذا الامر الى الله سبحانه.
    ان قول الشيعة بالنص الالهي في موضوعة الامامة، وقول المذاهب الاسلامية الاخرى بالشورى ، وبعضها بالشورى مع اعطاء افضلية للامام علي ، لهو نزاع مرت عليه القرون دون الوصول الى حل ، مما اثر على وحدة الكلمة داخل الامة الاسلامية.
    6 - اعادة النظر في العلاقة بين السنة والشيعة على اسس اسلامية ، لتمتين اللحمة الاسلامية ، والوصول الى الوحدة الاسلامية المرجوة ، من ناحية :
    آ/ ان التعدد المذهبي ليس معناه اختلاف مذهبي ، اعتمادا على الحديث النبوي الشريف : (اختلاف امتي رحمة) ، انه تعدد اراء في مسألة فقهية معينة ، وليس تصادم فقهي.
    ب / التفريق بين مصطلح ومفهوم السنة والجماعة ومصطلح ومفهوم الناصبي القديم، خاصة على مستوى العامة من الشيعة ، إذ انهم لا يرون فرقا واضحا بينهما ، وعلى فقهاء ومراجع التشيع افهامهم ذلك.
    ج / عدم التعميم في اصدار الاحكام الشرعية – الفتاوى خاصة - ، فقول صادر من رجل من هذا المذهب او تلك المدرسة الفقهية ليس معناه انه صادر من ذلك المذهب او تلك المدرسة .
    7 – ان المذهب الشيعي مذهب قديم قدم الاسلام – اذا اخذنا بالروايات التي تؤكد على ان اصحاب الامام علي اسماهم النبي (ص) بشيعته – اذن، هو مذهب اسلامي عربي المنشأ والجذور.
    اما ما دخله من خارجه من امور ابعدته عن منزعه الاسلامي العربي لاسباب كثيرة ، فهي امور على فقهاء ومراجع ومفكري الشيعة يقع عاتق ازالتها، للعودة بالمذهب الشيعي الى نقائه الاول ، وليس في ذلك نعرة عنصرية ، لان من قال بهذه النعرة حري به ان ينعت الاسلام ايضا بهذا النعت ، الاسلام الذي نزل قرآنه باللغة العربية ، على نبي عربي ، في مجتمع عربي ، اريد به ان يكون دينا للشعوب والمجتمعات كافة ، ويكون العرب هم ناشروه بين الامم.
    (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103) (لِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195) (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ) (الرعد:37) (وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً) (طـه:113) (قُرْآناً عَرَبِيّاً غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ) (الزمر:28) (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) (الشورى:7) (إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (الزخرف:3) (وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَاماً وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَاناً عَرَبِيّاً لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ) (الاحقاف:12) (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ

    إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (ابراهيم:4) وعند الحديث عن المذهب الشيعي الجعفري ، فإن اغلب فقهاء ومفكري الشيعة يفرق بين التشيع العلوي (الجعفري ،العربي) والتشيع الصفوي ، وليس في ذلك مسبة للتشيع بصورة عامة ، إذ اختلاف المدارس ضمن مذهب واحد ليس قدحا في ذلك المذهب ، وانما يكون القدح بما تقوله وتعتقد به تلك المدارس.
    ان التشيع الصفوي ليس مصطلحا عربيا فقط ، وانما هو مصطلح قال به الكثير من الايرانيين ، ومنهم المفكر الشيعي الدكتورعلي شريعتي ، الذي اغتيل عام 1977.
    إذ يقول : (إن الفرق بين التشيع العلوي والتشيع الصفوي كالفرق بين الحسن المطلق والقبح المطلق ) .
    ويقول كذلك : (إن كل المذاهب الإسلامية توجد بينها نقاط تشابه إلا التشيع الجعفري والتشيع الصفوي فلا يوجد بينهما أية نقاط تشابه ) .
    وايضا قوله: (إن التشيع الصفوي عمل أكثر من أي شيء أخر للقضاء على روح التشيع وثقافته ).
    ومن يعود تاريخيا الى الاسباب التي دعت الى انشاء الدولة الصفوية (العوامل السياسية خاصة) وتكوّن مذهبها اعتمادا على ذلك ، يرى مصداق ذلك ، ولا نريد – هنا – ان نخوض في تلك الاسباب فالمصادر الكثيرة تحدثت عنها .(5)
    8 – ان من حسنات المذهب الشيعي الجعفري هو ان باب الاجتهاد ما زال مفتوحا لغاية يومنا هذا ، مما يسهل على فقهائه ومراجعه اعادة النظر من جديد دون الاخلال بواحد من اصول المذهب الجعفري الحقيقية ، او الخروج من ثوابت الاسلام.
    ***
    من خلال هذه الافكار التي حملها هذا المقال ، يحدونا الامل في الكثير من رجال المذهب الشيعي الجعفري الذين رفعوا راية التجديد والتصحيح في فكره ، لاعادته من جديد – المذهب – الى المدرسة الاولى التي امتاح منها اسسه ومقوماته وهي مدرسة الامام جعفر الصادق التي هي اساسا المنهل الاسلامي لكل المذاهب الاسلامية الاولى.
    ونحن على يقين تام ان المرجع الديني الكبير سماحة الامام الشيخ حسين المؤيد سيقوم مع بعض رجال الاصلاح في المذهب بدور فعال و كبير في التجديد والتصحيح .


    ---------------------------------
    1 – يقول عالم الاجتماع الدكتور علي الوردي : ((إن المجلسي كان يحتاج إلى ثلاثة أضعاف عمره حتى ينجزها واستنتج أن هناك من كان يؤلف تلك الكتب ويضع اسم المجلسي عليها وأضاف إن تلك الكتب هي المسئولة عن انتشار الفكر المنحرف بين الشيعة )). لمحات اجتماعية علي الوردي ص77.
    2 - هناك اختلاف في عدد متون الاحاديث او الروايات في نسخه المخطوطة بين نسخة واخرى من نسخ هذا الكتاب، راجع :الكليني والكافي – الشيخ عبد الرسول الغفار – ص 398.
    3 - هناك شك في ذلك ، راجع :الكليني والكافي – الشيخ عبد الرسول الغفار – ص 395.
    4 – انظر الى قضية الحلية وعدمها في امور كثيرة بين مراجع الافتاء . وكمثال على ذلك : حلية اكل لحم الارنب ، واللعب بالشطرنج ، وسماع الموسيقى الطربية ، وغيرها . (راجع كتابنا : التصحيح والتجديد في الفكر العربي الاسلامي - الفكر الاجتهادي الشيعي نموذجا - الكتاب الاول - التصحيح والتجديد الاجتهادي في المذهب الشيعي - عند المرجع الديني سماحة اية الله الامام الشيخ حسين المؤيد).
    5 – تقول ليلى دشتي، التي قدمت عرضا لكتاب التشيع العلوي والتشيع الصفوي لمؤلفه شريعتي :
    ((إذن للتشيع حقبتان تاريخيتان ، بينهما تمام الاختلاف تبدأ الأولى من القرن الأول الهجري حيث كان التشيع معبراً عن الإسلام الحركي في مقابل الإسلام الرسمي والحكومي الذي كان يتمثل في المذهب السني ، وتمتد هذه الحقبة إلى أوائل العهد الصفوي، حيث تبدأ الحقبة الثانية والتي تحول فيها المذهب الشيعي من تشيع حركة ونهضة إلى تشيع حكومة ونظام)).
    - راجع كذلك كتاب الدكتور علي الوردي : لمحات اجتماعية من تاريخ العراق، وكتاب : التشيع العلوي والتحريف الصفوي محمد البنداري ، وكتاب : تطور الفكر السياسي الشيعي من الشورى إلى ولاية الفقيه لاحمد الكاتب، وكتاب الدكتور موسى الموسوي (الشيعة والتصحيح) وكتاب (ياشيعة العالم استيقظوا)للمؤلف نفسه.
    Reply With Quote  
     

Similar Threads

  1. Replies: 1
    Last Post: 14/11/2016, 08:21 PM
  2. Replies: 3
    Last Post: 14/06/2012, 06:02 PM
  3. أثر التخصص والسياسة في التقدم
    By د. تيسير الناشف in forum قبة المربد
    Replies: 0
    Last Post: 09/12/2009, 12:43 PM
  4. المأساة- داود سلمان الشويلي
    By طارق شفيق حقي in forum القصة القصيرة
    Replies: 2
    Last Post: 06/07/2009, 11:04 PM
  5. في الفن والسياسة وأشياء اخرى
    By محمد سرحان in forum فسيفساء المربد
    Replies: 11
    Last Post: 25/04/2008, 07:51 PM
Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •