نبَستْ مَفاتِنُها بما لم أنْبِــــــــــــــــــسِ
قالتْ هنا حُسْنُ التجَلِّي فاجْلِــــــــــــسِ
وَامْلأ قواريرَ المسَاءِ مُدامـــــــــــــــةً
واسْقِ الفؤادَ قصيدةً واسْتأنِِــــــــــــسِ
إن تاهَ صوتِي عن مسامِعِكَ اسْتمِـــــعْ
أو غابَ عنكَ هِلالُ وجْدِيَ فاحْـــــدِسِ
وانسُجْ على مِنوالِ همسيَ بُـــــــــردةً
واصرُخْ إليَّ بِمِلْءِ صوتِكَ واهْمِــــسِ
هذي حديقتيَ الصغيرةُ فانتسِـــــــــبْ
هذا غديري تحتَ رجْلِكَ فاغْْطِــــــسِ
نامتْ على كتِفيْكَ ذاكرتِي التــــــــــي
نظَّفتُها مِن ليلِيَ المُتكَـــــــــــــــــــدِّسِ
فتحَسَّسِ الوردَ الذي يعْتادُهــــــــــــــا
وعليهِ فَاحْنُ بكفِّكَ المُتحَسِّــــــــــــــسِ
أتُراكَ أرْخَيْتَ الستائرَ جُملــــــــــــــةً
ورَغِبْتَ يا صِنوَ الندى عن مَجلســــي
خبَرُ التمَنُّعِ في يَديْكَ جَريـــــــــــــــدةٌ
مشؤومةٌ كصحيفةِ المُتلمِّـــــــــــــــسِ
هل أشتكيكَ لبَعضِ أنسامِ الدُّجَــــــــى
أم للشذا أشكوكَ أم للنرجِـــــــــــــــس
قلتُ اسْتريحِي فوقَ ظِلِّيَ والْبَسِــــــي
أثوابَ قافيَتِي ولا تتوَجَّسِــــــــــــــــي
إنِّي إذا الشَّفقُ الْتَقَتْ أذيالُــــــــــــــــهُ
في وَجْنتيْكِ معَ الجَواري الكُنَّــــــــسِ
أهْفو وَتَشْتعِلُ القصيدَةُ بُرْهَـــــــــــــةً
في خَدِّ ناصِيَتي الأسيلِ المَلْمَـــــــــسِ
وأهُزُّنِي صَخَبًا فَتلْتَقِطُ الصَّـــــــــــدى
قِمَمُ الغَمائِمِ أوْ سفُوحُ الأطْلــــــــــــسِ
نامِي على أوتارِ عِشْقِيَ واسْبَحِـــــــي
كالطَّيْفِ في ملكوتِ صَمتِيَ وَانْعَسِــي
ما خَطبُ قلْبِكِ بينَ كفَّْيْكِ اسْتـــــــــوَى
مُتََضَرِّجًا بالقافِياتِ الخُنَّـــــــــــــــــَسِ
ودَمُ الكلامِ يسيلُ مِنْ شفَتَيْــــــــكِ .. لا
يَمْتارُ إلاَّ مِن غَمَامٍ أخْـــــــــــــــــرَسِ
ما خَطْبُهُ... تتَأجَّجُ الكَلِماتُ مِــــــــــنْ
جَمَرَاتِهِ في جَوْفِ لَيْلٍ أشْــــــــــــرَسِ
حَمِيَ الوَعيدُ على شِفَاهِ بَنَفْسَــــــــــــجٍ
وَاليَاسَمِينُ بِلَوْنِ حُزْنِكِ يَكْتَسِـــــــــــي
لا تشْتكي يا دُرَّةً تَحْتَلُّنِــــــــــــــــــــي
إنِّي لأبْحَثُ مِنكِ عَن مُتَنَفَّـــــــــــــــسِ
فيَضِيقُ أفْقٌ تمْكُثِينَ ببَابِــــــــــــــــــهِ
وتضيقُ أقْفاصُ الدجى بالنــــــــوْرَسِ
هل تَحْسَبينَ حَريرَ حُسْنِكِ آسِـــــــري
مَزَّقْتُ أشْرِطَةَ الحَريرِ بِمَلْبَسِــــــــــي
ما عادَ أنْسُكِ يَسْتبِدُّ بِوَحدتِـــــــــــــــي
فدعِي بَساتِينِي ولا تتَجَسَّسِــــــــــــــي
إن كانَ بَعْضُ شذاكِ قدْ بَلغَ المـــــــدى
فَتَطيَّبَتْ مِنهُ أنوفُ الجُلَّــــــــــــــــــسِ
فتذَكَّري أنِّي أجوسُ البحرَ فــــــــــــي
لغَتِي ... حُدودُ حِمايَ صوتُ الهَجْرَسِ
خَفَضَتْ جَناحَ الهَمسِ بعدَ تحَمُّـــــــسِ
وتنَهَّدتْ بتوَجُّعٍ وتوَجُّــــــــــــــــــــسِ
والليلُ مُعْتكِفٌ بمَعْبَدِ ثوْبِهــــــــــــــــا
والأقحوانُ يَغُطُّ فوقَ السُّنــــــــــــدُسِ
وأصَابِعُ الفَجْرِ الفَتِيِّ على المَــــــــدى
تدْنو فَتَرْقُبُ جَمْعَنا بِتَفَــــــــــــــــرُّسِ
وفَرَاشَةُ الشَّبَقِ القَريبَةُ تنتَشِــــــــــــي
فَتكادُ تَجْذِبُنا اشْتِهاءَ تَلَبُّــــــــــــــــــسِ
وَتكادُ تسْحَبُنا فَيَبْلَعُنَا الدُّجَـــــــــــــــى
والجُبُّ يَمْتلِئُ امْتِلاءَ تكَـــــــــــــــدُّسِ
قالتْ أراكَ تجُسُّ نَبْضَ قصيدتِــــــــي
وتجُوسُ أرضَ قَريحَتِي بتحَسُّـــــــسِ
وتدُوسُ أخْتامَ الهوى بِطَلاسِــــــــــــمٍ
وتدُسُّ أمْشاجَ الأسى في أكْؤُسِــــــــي
كيْمَا تُطِيلَ مَدى الكلامِ بِشُرْفَتِـــــــــي
فتُطِلَّ مِنهَا غَافِياتُ الأنفُـــــــــــــــــسِ
يا نَجْمِيَ السَّيَّارُ في فَلَكِ الهـــــــــــوى
لِمَ لا تسِيرُ إليَّ مِلْءَ تَنَفُّسِــــــــــــــــي
هل سَيَّرَتْكَ ريَاحُ ليْلٍ عَابِـــــــــــــــثٍ
شُهُبُ الحُروفِ بهِ رَمادُ تجَسُّـــــــــسِ
إنِّي أرى وثَنَ التجَنِّي يَرْتــــــــــــــدِي
عَيْنَيْكَ صِنْوَ تحَنُّطٍ وتَكَلُّـــــــــــــــــسِ
وأرى أكُفَّ النَّارِ تصْفَعُ أمْسَنـــــــــــا
فَامْنَحْ خُدودَ الشوقِ بَعْضَ تلَمُّــــــــسِ
والثلجَ مِن سحُبِ التمَنُّعِ والجَــــــــوى
يَجْتاحُ أفْنِيَةَ الأماني فاكْنُــــــــــــــــسِ
سَيَخُورُ جِسْمُ الشَّوقِ إنْ لم تَحْتــــرِسْ
ويَخِرُّ صَرْحُ العِشقِ إنْ لم تَحْــــــرُسِ