في أفق الزمان المولود تحاصرني أزمان وأزمان ميتة , ساحة التفكير تضيق وأشعر بالتعب والكسل والعجز , أزمان الماضي تحاصرني , وتسحبني إليها فأقدم رجلاً و أرجع أخرى , أغوص في عمق الماضي فيأخذني ويأخذني لساعات لأيام , لأحداث , أعيش مرة أخرى ... لماذا ؟ أهو ضعفي البشري , كلمة أسلي نفسي بها ,كان سراب المستقبل يدفعني للسير نحوه وإن كان سراباً , سراب آخر وأهرب من الحاضر ..تحديد القطب
من المؤكد أن على الإنسان أن يعيش حاضره لحظة بلحظة ويشغله سراب من هنا أو هناك ويضغط عليه الماضي , دقات الساعات , كل ذلك الوقت المهدور , لكن لحظات العمل تعيد للإنسان الثقة فيبدأ من جديد ناسياً الماضي غير آبه به بالسراب .
جاب ذلك العقل كل أنواع السراب التي ظهرت له , اشتقها , عرف كنها , وما كان ينبغي ذلك له كان عليه أن يبقى السراب سراباً , وأن يبقى الإنسان متعلقاً به لكن لا يبحث عنه فقط هي عملية البحث وراءه لا عنه , وحين تفرغ جميع قوارير السراب فإن المشكلة تتفاقم وأن يعمل الإنسان عملاً ما آن أوانه وأن يعجل بالأمور ( خلق الإنسان عجولاً) لكن عمل الحاضر يبقى مراً والإنسان يهرب منه , هل يحتاج لإيمان به , الإرادة إلى ماذا .. إلى ماذا ... ماذا يفعل .. ماذا
يطرح على نفسه جميع تساؤلات الدنيا , وينسى سؤالاً واحداً يندفع للعمل من أجل جميع الأمور ولا يندفع من أجل أمر واحد صراع نفسي بين المادة والروح لتحديد البوصلة فهل تهتدي البوصلة إلى القطب .
2001