من هو الأمير مصطفى الشهابي ؟
الأمير مصطفى الشهابي و إسهاماته المعجمية
هو الأمير مصطفى بن الأمير محمد سعيد بن الأمير جَهْجَاه بن الأمير حسين الشهابي، عالم زراعي، ولغويٌّ مُصطلحي، بذل الجهد لجَعلِ العربية لغة العلم، فأضاف إليها عددًا كبيرًا مِن المصطلحات العِلمية، وكاتب مفكِّر له أثره العظيم في النهضة العلمية والأدبية، ورجل دولة خدم سوريا في المناصب التي وليها، ووطنيٌّ في القضية العربية[1].ولد في غرة شهر تشرين الثاني 1311هـ / 1نوفمبر 1893م في قرية حاصبيا مقر بني شهاب في وادي التيم في سفح جبل حرمون (الشيخ) بلبنان[2]، وكان بنو شهاب قد دخلوا الشام في الفتح الإسلامي بقيادة أبي عبيدة بن الجراح، وعُرفوا بمُزاولتهم الأدب والسياسة، نشأ (م. الشهابي) في بلدة حاصبيا، وبها تلقى تعليمًا ابتدائيًّا، ثم انتقل إلى مدرسة المطران في بعلبك، ثم مدرسة المَوارنة في زحلة، ثم التحق بالمدرسة البطريركية الكاثوليكية؛ حيث تلقى دروسًا في العربية والفرنسية ومبادئ العلوم العصرية، وفي سنة 1907 سافر مع شقيقه عارف الشهابي إلى الآستانة، وفيها دخل مدرسةً إعداديةً فرنسيةً، ودرس في أثناء تلك الفترة اللغة العربية وآدابها وتاريخ العرب والإسلام على أخيه، وفي سنة 1910 عاد الشقيقان إلى دمشق، فالتحق مصطفى بالمدرسة السلطانية الثانوية لمدة سنة، أُرسل بعدها إلى فرنسا فحصل مِن مدرسة Chalon - sur - Saône على شهادة الدروس الابتدائية العليا، ثم دخل مدرسة Crignon لمتابعة تعليمه العالي، وحصل منها سنة 1914 على شهادة مهندس زراعي[3]، وعاد إلى الآستانة ونيران الحرب مُندلِعة، فدخل المدرسة الحربية ثم تخرج منها ليشغل عدة وظائف عسكرية، وبدايةً مِن 1918 تقلَّب الشهابي في المناصب التالية: مدير الزراعة والخراج (1918 - 1923)، ومدير أملاك الدولة (1923 - 1934)، ومدير الاقتصاد الوطني (1935)، ووزير المعارف (1936)، وكان أحد أعضاء الوفد السوري المفاوِض لوضع معاهدة بين سورية وفرنسة، ومحافظ حلب (1937 - 1939)، ووزير المالية، ثم وزير دولة للمالية والاقتصاد الوطني (1943)، ومحافظ اللاذقية (1943)، والأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء (1945)، ومحافظ حلب لمرة ثانية (1946 - 1947)، ومحافظ اللاذقية لمرة ثانية (1948 - 1949)، ووزير العدل (1949)، ووزير سورية المفوَّض في مصر (1951 - 1954)، وكان أول سفير لسورية في مصر[4].
غير أنه تميَّز - إلى جانب نشاطه السياسي - بإسهام بارز في نهضة المَشرِق العربي العِلمية، وخاصةً من خلال عمله في إطار أشغال المجامع العربية؛ فقد انتسب الشهابي إلى المجمع العلمي العربي بدمشق منذ سنة 1926، قبل أن يُصبِح عضوًا عاملاً فيه سنة 1936، ثم انتخب رئيسًا له سنة 1959، وتجدَّد انتخابه سنة 1963، ثم سنة 1967، وانتخب عضوًا مُراسلاً لمجمع اللغة العربية بالقاهرة سنة 1948، ثم عضوًا عاملاً فيه سنة 1954، وانتخب عضوًا مُراسلاً للمجمع العلمي العراقي سنة 1961 [5]، ثم انتخبته اللجنة التنفيذية لدائرة المعارف الإسلامية بلندن عضوًا مُشاركًا لمجلس هذه الدائرة سنة 1964.غير أن إسهاماته العلمية المَجمعية كادت تَنحصِر في مجمَع القاهرة؛ لأن لجانه مختلطة مِن مصريين وغير مصريين، وعملها منتظم، وتمثَّلت إسهاماته خاصةً في القرارات التي شارَك في وضعها، والمقترحات التي قدَّمها حول مسائل مختلفة في اللغة ترمي أساسًا إلى المحافظة على سلامتها، وقد تعلَّقت القرارات بالاشتقاق وبطرُق التعريب، ومنها تعريب أسماء المواليد، وبمنهج استعمال الشهور الرومية والسريانية، وبوضع المعاجم، وتعلقت مُقترحاته بمسائل لغوية مختلفة؛ كإصلاح أخطاء متفشية، وتأصيل بعض الكلمات، وتوليد بِنًى جديدة.وظل هاجِسَا اللغةِ العربية والوطن العربي يَشغلانه حتى وافاه الأجل متأثِّرًا بداء السكري[6]في 16 صفر سنة 1388هـ / 14 أيار (مايو) 1968م[7]، ودفن في مقبرة جبل قاسيون بدمشق، وكان قد أوصى أن يُكتَب على قبره:آثاره:أ - في السياسة:1 - الاستعمار، القاهرة، 1376هـ / 1956م.2 - القومية العربية، القاهرة 1378هـ / 1959م، ثم 1381هـ / 1961م.ب - في علم الزراعة:1 - الأشجار والأَنجُم المثمرة، دمشق 1343 هـ / 1924م.2 - البقول، دمشق 1346هـ / 1927م.3 - الدفاتر الزراعية، دمشق 1342هـ / 1923م.4 - الدواجن، دمشق 1349هـ / 1930م.5 - الزراعة العلمية الحديثة، دمشق 1341هـ / 1922م و1354هـ / 1935م.ج - في اللغة:1- مسائل لغوية عامة:1- أخطاء شائعة في ألفاظ العلوم الزراعية والنباتية وكلمات مولدة يُفيد إقرارها، دمشق 1383هـ / 1963م (نشر أولاً في مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، 38 / 3 (1383هـ / 1963م) (ص: 353 - 374)، و (529 - 588).2- مقالات منشورة على صفحات مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق في مسائل لغوية مختلفة:2- 1- أخطاء تنقلها محطات الإذاعة، 42 / 4 (1387هـ / 1967م) (ص: 649 - 656).2- 2- خواطر في القومية العربية واللغة الفصحى، 36 / 3 (1381هـ / 1961م) (ص: 353 - 365).2- 3- مشكلات العربية واقتراح المرحوم أحمد أمين 39 / 4 (1384هـ / 1964) (ص: 529 - 534).2- 4- ملاحظات لغوية على ألفاظ زراعية، 24 / 2 (1368 هـ / 1949م)، (ص: 244 - 249).2- 5- من مشاكل لغتنا العربية 42 / 1 (1387هـ / 1967م) (ص: 3 - 11).2- 6- النسب إلى "كيمياء" وأشباهها، أهو بالواو أم بالهمزة أم بكليهما؟ 43 / 3 (1388هـ / 1968) (ص: 477 - 481).2- 7- نهضة اللغة العربية للتعبير عن حاجات الحياة العصرية والتعليم العالي، 27 / 3 (1372هـ / 1952م) (ص: 369 - 382).2- 8- هل يجمع (فعل) الصحيح العين على (أفعال)؟ 26 / 2 (1371هـ / 1951م) (ص: 312 - 314).2 - المعجميَّة:اهتمَّ الشهابي - بحكم تكوينه العلمي - خاصة بالمجال المصطلحي، فكان من إنتاجه:2- 1- المصطلحات العِلمية في اللغة العربية في القديم والحديث، دمشق 1385هـ / 1965م، وهي طبعة ثانية معدلة، وقد ضمَّت المحاضرات العشر التي ألقاها الشهابي سنة 1955 بمعهد الدراسات العربية العالية، وضمت إلى جانبها بحوثًا في اللغة ووضع المصطلحات.2- 2- ألفاظ الآلات الزراعية، المقتطف،87 / 5 (1354هـ / 1935م) (ص: 587 – 588).2- 3- ألفاظ الغيوم، المقتطف، 86 / 1 (1354هـ / 1935م) (ص: 36 - 38.2- 4- انتخال الألفاظ المولَّدة وإقرار الصالح منها، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 40 / 4 (1385هـ / 1965) (ص: 537 - 545).2- 5- توحيد المصطلحات العلمية في البلاد العربية، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة 11 (1379هـ / 1959م) (ص: 157 - 162).2- 6- عيوب المعاجم العربية وحاجتنا إلى معجميِّين، المقتطف 97 / 3 (1359هـ / 1940 (ص: 252 - 257).2- 7- كتابة الأعلام الأعجمية بحروف عربية، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 39 / 3 (1384هـ / 1964م) (ص: 359 - 364).2- 8- كلمات مولَّدة مشهورة في كتاب قوانين الدواوين لابن مماتي، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 33 / 4 (1378هـ / 1958م) (ص: 556 - 567).2- 9- مدى التعريب في ألفاظ تصنيف المواليد، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 35 / 2 (1380هـ / 1960م) (ص: 167 - 175).2- 10- مدى النحت في اللغة العربية، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 34 / 4 (1379هـ / 1959م) (ص: 545 - 554).2- 11- ملاحظات على معجم مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق 23 / 2 (1367 هـ / 1948م) (ص: 219 - 229).2- 12- ملاحظات على وضع المصطلحات العلمية، مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة 12 (1380هـ / 1960م) (ص: 31 - 36).2- 13- المولد والعامي في علوم الزراعة والمواليد، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 32 / 2 (1377هـ / 1957م) (ص: 388 - 393)، ومجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة 13 (1381هـ / 1961م) (ص: 91 - 94).2- 14- اصطلاحات النباتات الدنيا، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 12 / 4 (1351هـ / 1932م) (ص: 398 - 402).2- 15- الأسماء العربية للثِّمار النباتية، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 12 / 2 (1351هـ / 1932م) (ص: 175 - 179).2- 16- أسماء الفصائل النباتيَّة، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 25 / 2 (1370هـ / 1950 (ص: 210 - 222).2- 17- أسماء نباتات زراعية مشهورة، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 18 / 6 (1363هـ / 1943م) (ص: 493 - 502)، و19 / 1 (1364هـ / 1944م) (ص: 25 - 31)، و19 / 2 (1364هـ / 1944م) (ص: 132 - 137)، و19 / 3 (1364هـ / 1944م) (ص: 214 - 220).2- 18- أسماء النباتات والحيوان في المُعجَمات العربية، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 24 / 4 (1369هـ / 1949م) (ص: 515 - 521).2- 19- ألفاظ الأنواع النباتيَّة، مجلة مجمع اللغة العربية بدِمَشق 36 / 1 (1381هـ / 1961م) (ص: 3 - 23).2- 20- ألفاظ زراعية وحَضاريَّة، مجلة مجمع اللغة العربيَّة بدمشق 35 / 3 (1380هـ / 1960م) (ص: 353 - 361).2- 21- جُملة مِن المُصطلحات النباتية، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 26 / 1 (1371هـ / 1951م) (ص: 27 - 43)، و26 / 2 (1371هـ / 1951م) (ص: 168 - 183).2- 22- كتُب الفِلاحة العربية وألفاظها المولدة، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 35 / 4 (1380هـ / 1960م) (ص: 353 - 361).2- 23- مُصطَلحات الاجتماعيات النباتيَّة، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 33 / 1 (1377هـ / 1957م) (ص: 21 - 35).2- 24- ألفاظ التصنيف في الحيوانات الدنيا، المقتطف 86 / 5 (1354هـ / 1935) (ص: 533 - 538 و87 / 1 (1354هـ / 1935م) (ص: 37 - 41).2- 25- ألفاظ التصنيف في الفقاريات، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 20 / 5 (1365هـ / 1945م) (ص: 399 - 406)، و20 / 6 (1365هـ / 1945م) (ص: 488 - 496).2- 26- ألوان الخيل وشياتها، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 5 / 5 (1344هـ / 1925م) (ص: 433 - 436).2- 27- أهمُّ الحشرات الزراعية في مصر والشام وأسماؤها، مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق 13 / 2 (1352هـ / 1933م - 1354هـ / 1935م) (ص: 114 - 119).2- 28- مُعجَم المُصطَلحات الجراحيَّة، دمشق 1383هـ / 1963م، وهو قاموس مختص نقله الشهابي مِن الفرنسية إلى العربية؛ تلبيةً لطلَب منظَّمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة.2- 29- مُعجَم الألفاظ الزراعية، ويعدُّ هذا القاموس أحد أبرز القواميس المختصَّة في المعجمية العربية الحديثة، إلى جانب معجم أسماء النبات لأحمد عيسى، ومُعجَم الحيوان لأمين معلوف، ومُعجَم العلوم الطبية والطبيعية لمُحمَّد شرف، وأهمُّ مؤلفات الشهابي التي تَجلو مَقدِرَته المعجمية من خلال توفره على أركان العمل القاموسي التي تتلخَّص في الجَمعِ والوضع، فالجَمع يشمل تكون المصطلحات (التعجيم Lexicalisation)، والمصادر والمستويات.ففيما يخصُّ تكون المُصطلحات، فقد اعتمد الشهابي في وضعه المصطلحات التي قابل بواسطتها المصطلحات الأعجمية وسائل التوليد المألوفة في المعجمية الاصطلاحية العربية، وهي المجاز كمقابلته المصطلح الفرنسي Quenouille - وهو شكل من أشكال الشجر المقلَّم -[8]بمصطلح "مغزل" الذي هو دالٌّ في الأصل على آلة تُدير بها المرأة الصوف وتَفتله، واعتمد الترجمة الحرفية كنقله لمُصطلَح Impatiente، وهو جنس زهر مِن الفصيلة الغرنوقية[9]بمصطلح " مجزاعة"، واعتمد الاشتقاق بحسب مختلف الأنماط الصيغية، ومثال ذلك مقابلته مصطلح Vinification، وهو دالٌّ على أعمال صنع الخمر وحفظها وتجويدها[10]بمصطلح نباذة.ولم يَعتمد النحت إلا عندما ألجأته إليه الضرورة كاستعماله لمُصطلح "تحتربة"مقابل [11]،Sous - sol أو "لبنوز" (بإضافة اللاحقة ose إلى الوحدة المعجمية العربية "لبن") مقابل مصطلح [12]، Lactose كذلك لم يلجأ الشهابي إلى الاقتراض لمُقابَلة المصطلحات الأوروبية إلا عند العجز عن إيجاد كلمة عربية سائغة بوسائل الاشتقاق أو المجاز.وقد اقترض من الألسن القديمة، وأساسًا مِن اليونانية والفارسية واللاتينية والسريانية، وما اقترضه من هذه الألسن لا يُعتدُّ بعجمته؛ إذ هو يعتمد لرفع العجمة عن تلك المصطلحات الأوروبية الحديثة، ومثال ذلك مقابلته لمصطلح Gentiane بالمصطلح المعرَّب ذي الأصل اليوناني "جنطيانا"[13]، واقترض كذلك من الألسن الحديثة - وخاصة الفرنسية - ومثال ذلك تعريبه Acétylène بـ"أسيتيلين"[14].ومن حيث درجة التركيب، فإن الوحدات المعجمية التي انتقاها الشهابي ليُقابِل بها المصطلحات الأوروبية بسيطةٌ ومركبة ومعقدة[15]؛ فمثال الوحدة البسيطة "حلزون"[16]، ومثال المركبة "ماء الجنين"[17]، ومثال المعقدة "أشباه عصبيات الأجنحة"[18]..ومن حيث مصادر مُصطلحاته، فإن المظانَّ التي عاد إليها الشهابي عديدة ومتنوعة، وهي عربية وأعجمية؛ فأما العربية، فقد استقرأ منها "المخصَّص"؛ لابن سِيده، و"لسان العرب"؛ لابن منظور، و"القاموس المحيط"؛ للفيروزآبادي، و"تاج العروس"؛ للزبيدي، وهي قواميس لغة عامة؛ واستقرأ "المقالات الخمس"؛ لديوسقوريديس، والكتاب الثاني من "قانون" ابن سينا، و"نزهة المشتاق"؛ للإدريسي، و"الجامع"؛ لابن البيطار، و"حياة الحيوان"؛ للدميري، والجزء الأول مِن تذكرة الأنطاكي، و"كشف الرموز"؛ لابن حمادوش الجزائري، و"شرح أسماء العقار"؛ لابن ميمون القرطبي، وهي قواميس علمية مختصَّة قديمة؛ واستقرأ مِن القواميس المختصة الحديثة: "عمدة المحتاج"؛ للرشيدي، و"معجم الحيوان" ومستدركه؛ لأمين معلوف، و"معجم أسماء النبات"؛ لأحمد عيسى، و"معجم العلوم"؛ لمحمد شرف، واستقرأ إلى جانب القواميس مؤلَّفات علمية قديمة، وهي "الفِلاحة اليونانية"؛ لقسطاين لوقا، و"الجماهر في معرفة الجواهر"؛ للبيروني، و"الفلاحة الأندلسية"؛ لابن العوام الإشبيلي، و"أزهار الأفكار"؛ للتيفاشي، و"كامل الصناعتين"؛ لابن مُنذر البيطار، واستقرأ أخرى حديثة، وهي: "حسن الزراعة"؛ لأحمد ندى، و"حسن البراعة"؛ لفيجري، وترجمة أحمد ندى، و"نظام الحلقات"؛ لجورج بوست، و"تعليق الكرملي على نخب الذخائر"؛ لابن الأكفاني، و"الجراثيم"؛ للخياط، ورجع إلى مصادر أدبية، وهي: "الحيوان"؛ للجاحظ، و"عجائب المخلوقات"؛ للقزويني، و"نفح الطِّيب"؛ للمقري، وأما المصادر الأعجمية، فمنها ما تُرجم مِن العربية؛ كترجمة ليكلرك Leclerc لمفردات ابن البيطار، ومنها مؤلفات الأعاجم كفورسكال P.Forskal ودوزي R.Dozy وغيرهما ممَّن لم يذكره الشهابي؛ لأنه لم يدقِّق في ذكر مصادره العربية والأعجمية.وفي باب المستويات اللغوية، فإن الوحدات المعجمية في قاموس الشهابي - وهي من نوع المُصطلَحات - تتضمَّن مستويات لغوية أربعة، وهي: الفصيح، والمولَّد، والعامي، والأعجمي؛ فمثال الفصيح:"تَحجيل" ويعني بياضًا في قوائم الفرس، وقد قابل بواسطته الشهابي مُصطلَح [19]، Balzane ومثال المولد "رؤيس"، ويعني شكلاً مِن نظام التنوير أو الازهرار، وقد قابل بواسطته مصطلح [20]Capitule ، ومثال العامي "شلب"، وهو حب الرز غير المقشور (عامية شامية)، وقد قابل بواسطته مصطلح [21]،Paddy ومثال الأعجمي - ونجده بنوعيه المعرب والدخيل - "باكانية"، وهي معربة، وتعني اسم إحدى القبائل الأمريكية، وقد قابل بواسطتها مصطلح [22]..Pacanier.
أمُّ اللغات قضيتُ العمرَ أَخدُمُها
فهي الشفيعةُ في غُفرانِ زلاَّتِي
وفي باب الوضع نجد الترتيب والتعريف؛ ففي الترتيب، حرَّر الشهابي قاموسه - وهو ثنائي اللغة؛ لسانه المصدر أوروبي، ولسانه المورد العربية - من الشمال إلى اليمين، ولم يرتِّب سوى مداخله الأوروبية؛ لأنها أصلية، بحسب حروف هجائها، أما المصطلحات العربية التي قابل بواسطتها تلك المداخل الأوروبية، فلم تخضَع لترتيب معيَّن سواء في بِنيَة القاموس العامة أو في نطاق النص المعجمي الواحد في حالة تعدُّدها، والتعريف تتكون بنيته مِن المُعرَّف، وهو المصطلح الأوروبي، ومن المعرِّف، وهو المصطلح العربي بجميع مستوياته؛ أي: الفصيح والمولد والعامي والمُقترض بالإضافة إلى عناصر التعريف الأخرى[23]، والمُطَّرد هو أن يذكر الشهابي إلى جانب المقابل العربي - وهو عنصر قار - الشرح الدلالي والمستوى اللغوي إن لم يكن المقابل العربي فصيحًا، ولكن بدون الالتزام بمنهج ثابت، فقد يقتصر على المقابل العربي في مثل "حبق سرنديب" وقد قابل به [24]،Basilic de Ceylan وقد يذكر المستوى اللغوي دون عنصر الشرح؛ ومثاله ما أورده في مقابل Balsamine ne me touche pas وهو: زهرة لا تمسني، مترجمة[25]، أما الشرح مِن حيث هو لغوي أو منطقي[26]، فإن الشهابي قد لجأ في تعريف المصطلح العربي إلى النوعين؛ فقد شرح بذكر الخصائص في مثل قوله في "كبريت" Soufre: جسم بسيط يوجد حول البراكين القديمة، ويستعمل في الزراعة دواءً لمرض الارمداد[27]، وهو تعريف لغوي، وقد شرح بحسب حلقة أو أكثر مِن هرم المقولات في مثل قوله في "بوهينية" Bauhinia: باسم أحد النباتيين، جنس شجر، وجنبة مُعترشة للتزيين، مِن فصيلة القرنيات[28]، فهذا شرح منطقي، وقد ذكر فيه حلقتين مِن هرم المقولات، وهما الجنس والفصيلة.المراجع:1 - الأمير مصطفى الشهابي؛ لعدنان الخطيب، دمشق 1388هـ / 1968م.2 - البحوث والمحاضرات لمجمع اللغة العربية بالقاهرة.3 - مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق: بداية من 1926 حتى 1969.4 - مجلة مجمع اللغة العربية بالقاهرة: بداية من 1948 حتى 1969.5 - مجمع اللغة العربية بدمشق والنهوض بالعربية؛ لمحمد رشاد الحمزاوي، دار التركي للنشر تونس 1409هـ - / 1966م.6 - مصطفى الشهابي: معجم الألفاظ الزراعية، ط 3، بيروت 1982.7 - مصطفى الشهابي علم من أعلام الأمة العربية؛ لعلي حيدر النجاري، العربي 138 / 5 (1390هـ / 1970م) (ص: 82 -0 86).
[1] مجلّة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، (24: 298).
[2] نفسه، (24: 292).
[3] عدنان الخطيب: الأمير مصطفى الشّهابي، (ص: 11).
[4] نفسه، (ص: 12 - 13).
[5] مجلّة مجمع اللغة العربية بالقاهرة، (24: 293).
[6] نفسه، (24: 302).
[7] عدنان الخطيب: الأمير مصطفى الشّهابي، (ص: 25).
[8] الأمير مصطفى الشّهابي: معجم الألفاظ الزّراعية، (ص: 547).
[9] نفسه، (ص: 353).
[10] نفسه، (ص: 678).
[11] نفسه، (ص: 611).
[12] نفسه، (ص: 378).
[13] نفسه، (ص: 303).
[14] نفسه، (ص: 10).
[15] يُنظر: إبراهيم بن مراد، مسائل في المعجم، دار الغرب الإسلامي بيروت، 1997، (ص: 34).
[16] الأمير مصطفى الشّهابي: معجم الألفاظ الزراعيَّة، (ص: 256).
[17] نفسه، (ص: 231).
[18] نفسه، (ص: 451).
[19] نفسه، (ص: 73).
[20] نفسه، (ص: 121).
[21] نفسه، (ص: 478).
[22] نفسه، (ص: 478).
[23] يُنظر: ابن مراد، تعريف أسماء المواليد في المعجم اللغوي العام، بحوث الندوة الدولية للمعاجم اللغوية المُختصَّة، 14 - 17 مارس 1420هـ / 1999م، الكويت 1421هـ / 2000م (ص 125 - 147).
[24] الأمير مصطفى الشّهابي: معجم الألفاظ الزراعية، (ص: 79).
[25] نفسه، (ص: 73).
[26] ابن مراد: تعريف أسماء المواليد (ص: 126).
[27] الأمير مصطفى الشهابي: معجم الألفاظ الزراعيَّة، (ص: 610).
[28] نفسه، (ص: 80).
عن الألوكة