كنت كلما اصطحبت أبي إلى الضيعة , أقف مبهورا أمام ضخامة جسم الثور "مسعود" , كما كنت أعجب منه كما تعجب منه باقي حيوانات الحظيرة وهو يجر محراثا خشبيا عتيقا أو يجرعربة ثقيلة."مسعود" ثورهادئ وجميل , لكنه لما يجمح تحسبه بركانا ثائرا أو سيلا جارفا فيقلب الضيعة رأسا على عقب . لا زلت أذكر -وأنا طفل صغير- , كيف كانوا يضعون حدا لهيجانه بوضع نيافة في مدخل منخاريه , فينقاد المسكين كعجل وديع .