محمد مفتاح صاحب القرن الذهبي كما يسمونه .الطفل ذو الخمس
سنوات ،لا يبرح الكتاب مع والده الشيخ الحسين. والذي يقبل عليه
عشرات الصبية .يتوسطهم الفقيه الوقور، وبيده عصا طويلة
لاتستثني أحدا من الطلبة. الأصوات تتردد كطنين النحل،
والسي الحسين في شغل دائم وسط هذا المزيج من الاعمار.
وسرعان مايلتحق به مجموعة من تلاميذ مدرسة السلام،
والمعروفة بالسكويلا وهي نمط من التعليم الذي جاء به
الاستعمار ومخالف لتعليم الكتاب .
محمد مفتاح ابن الفقيه ،كان يسيل لعابه عندما يرى أطفال السكويلا
وبيدهم الخبز الأبيض والمربى ، الذي يقدمه لهم المطعم المدرسي
عوض خبز المحراش الأحمر والذي كرهه .فيتقرب من بعض
الاطفال لينال ولو جزءا يسيرا من هذا الخبز ،فمرة ينال ومرات
لايحصل على شيء.ويقرر الالتحاق بالسكويلا لا للدراسة ،
ولكن للحصول على وجبات لذيذة من المطعم المدرسي .
ويرافق أطفال السكويلا دون أن يغير لباسه ، ويصطف مع
الاطفال وتأخذه مدرسة أجنبية من قرنه والذي كانت أمه
تتركه له مخافة من العين والحسد ،وتعلق به قطعا نقدية نحاسية.
كانت تجره الأستاذة ،وتفهمه أنه يتوجب عليه قص قرنه اسوة
بأصدقائه.ويقصد الحلاق ويقدم له قطعة نقدية، ويطلب منه
أن يقص قرنه ويتقدم الحلاق ويخلصه من هذه الشوهة.
ويلتحق بالسكويلا، لكن يطلب منه المدير أن يحضر والده
ودفتر الحالة المدنية،ويعاقب محمد لأنه نزع قرنه ولأنه
انقطع عن الكتاب .ويتمرد محمد عن الكتاب، فتتدخل الأم
لارضاء وحيدها، ويلتحق أخيرا بالسكويلا وينال حظه
من المطعم وسرعان مايقبل على الدرس بجد واجتهاد.
وتنتهي القصة......