Results 1 to 8 of 8

Thread: الفلسفة والعلم

  1. #1 الفلسفة والعلم 
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    الفلسفة و العلم..



    الفلسفة والعلم سيظلان دوما مصدرين أساسيين للمعرفة، كل بطبيعته وطريقته ومجاله، وتكمن أهمية طرح هذه المسألة من خلط الكثير من المثقفين وطلاب العلم بين هذين المجالين، وبالتالي ربما يخلطون بين الأمر المحسوم والأمر غير المحسوم، بين الثابت والمتغير، بين ما يقبل النزاع والجدال والاختلاف، وبين ما لا يقبل النزاع والاختلاف، ونحن نعني بالعلم ما هو قطعي لا خلاف عليه، ونعني بالفلسفة كل موضوع وقضية مازالت موضعا للرد والقبول، ومن هنا كان لابد من بيان مساحات الاتصال والانفصال بينهما.

    التناول الفلسفي يختلف عن التناول العلمي، وإذا كان الأمر كذلك فلا شك أن طبيعة المعرفة الفلسفية النابعة من تلك المعالجة تكون مختلفة عن تلك التي تنبع من معالجة أخرى.
    وباختصار فقد حدد الفلاسفة مجموعة من المواصفات تتسم بها المعرفة الفلسفية وهي بمنزلة مميزات لها عن غيرها، وأبرزها:

    1ـ الكلية: ومعنى ذلك أنها معرفة بكليات القضايا والأشياء وأمهات مسائلها وقواعدها وعللها، والجزئيات تقصد وتطلب في البحث الفلسفي بمقدار ما تخدم في توضيح قضية كلية أو البرهنة عليها.
    2ـ الشمول: يقول دومينيك بارودي الفيلسوف الفرنسي: «المهم في الفلسفة هو الجهد المبذول في سبيل الوصول إلى تأليف شامل أو مركب كلي، فالفلسفة معرفة تأملية وتوحيدية معا»(1) .
    3ـ العقلية: لأن العقل أداة المعرفة الوحيدة في الفلسفة، كما أن الوحي هو الوسيلة في المعرفة الدينية، والاختبارات هي الوسيلة في المعرفة العلمية، وكما أن الخيال والعاطفة هما الوسيلة في المعرفة الفنية وإبداعاتها، فإن الفلسفة تستند إلى العقل والتأمل.


    العلم ربيب الفلسفة

    العلوم نشأت في أحضان الفلسفة وترافقا دهرا طويلا من الزمن، ومازال هناك من يصر على الخلط بينهما في محاولة لتغيير طبيعة الفلسفة على نحو يتوافق مع العلم وقواعده ومسلماته ومعادلاته.
    لقد حاول فعلا بعض الفلاسفة تحويل الفلسفة إلى علم، ومن هؤلاء هيجل الذي قال:«إن الأمر الذي عقدت عليه العزم هو المشاركة بجهدي في أن تقترب الفلسفة من هدفها وتتمكن من طرح الاسم الذي توصف به وهو حب العلم من أجل أن تصبح علما حقيقيا»(2) ويشارك هيجل هذا الأمل قديما وحديثا فلاسفة آخرون: (أفلاطون، هوسرل(3)، بعض المناطقة الوضعيين... )، ولكن هذا الأمل يبدو مستحيل التحقيق، ولا ينتج من هذه الجهود إلا رأي فلسفي آخر دون أن يكون له أثر يذكر في إحداث تغيير حقيقي قابل للذكر في هيكل وبنيان الفلسفة، ولأن طبيعة الفلسفة أنها تناقش قضايا غير محسومة فكيف يمكن أن تكون علما؟! ولأن هناك فروقا جوهرية بين العلم والفلسفة على نحو ما نذكره.
    ولا يعني هذا الكلام أن العلاقة بين الطرفين مقطوعة أبدا، أو أن هناك حالة تناقض بين الطرفين، بل إن هناك الكثير من نقاط التلاقي، والاعتماد والتعاون والتكامل، والتاريخ المشترك، وكل ما في الأمر أن الطبيعة مختلفة بسبب اختلاف الوظائف والأدوات والمجالات والاهتمامات، وخطأ اعتقد بعض الناس أن العلم قد يكون بديلا عن الفلسفة (4)، وأن الفلسفة لم يعد لها مجال في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي، وتعدى هذا الاعتقاد التقديسي الخاطئ بالعلم حتى على الدين، حيث ظن البعض أن التطور العلمي والاكتشافات الحديثة يمكن أن تجيب على الأسئلة الرئيسية للوجود، وتخلق نظاما اجتماعيا بديلا عن تشريعات الدين التي نزلت في أزمنة مختلفة(5)!!

    يقول د. عرفان عبد الحميد: «ومع مجيء القرن السابع عشر دخل حلبة الصراع، وبرز على مسرح التدافع والخصام مولود جديد، بمنهج مستحدث نقيض ومخالف للدين والفلسفة على حد سواء وحاول هذا القادم الجديد بكل ما أوتي من سحر العقل المتوثب إلى التجديد وفتنة العلم الوضعي المتبجح بأبهة إنجازاته المدهشة، التي قلبت المفاهيم السائدة جملة وتفصيلاً، إقصاء الدين والفلسفة معاً عن دائرة مناهج البحث وطرائق اكتساب المعرفة الحقة، فكان ذلك إيذاناً بولادة العلم الوضعي الطبيعي الذي اندفع بقوة متسارعة للاستحواذ على كامل النشاط الإنساني والاستئثار بكل مجالاته، وادعاء احتكار الحقيقة والمعرفة الحقة (true knowledge) بدعوى أن الدين مجرد خرافات مبتدعة مختلقة (Myth or Superstitions)، وأن الفلسفة جهد عبثي ضائع لا طائل من ورائه (Mere Futile Effort) وهكذا أصبح العلم والمعرفة الحقة في القرن التاسع عشر عنواناً لما يعرف بالفلسفة الوضعية (Positivism) التي صاغ قواعدها المنهجية مشاهير الوضعيين أمثال أوجست كونت (ت1857م) (6).
    لو نظرنا إلى العلاقة التاريخية بين العلم والفلسفة نلاحظ أنهما نشآ مع بعض، وكأنهما موضوع واحد لا حدود بينهما ولا فواصل، «ولا عجب أن ظل العلم غير متميز عن الفلسفة، ولا الفلسفة عن العلم طوال قرون متعددة، والواقع أن العلوم *** خاصة الفيزياء، والفلك، والرياضيات، وعلم النفس*** كانت كلها منضوية تحت لواء الفلسفة، وهذا هو السر في أن الفلاسفة القدامى كانوا علماء كذلك، فكانت كتاباتهم تشتمل على مباحث فلسفية ومباحث علمية على حد سواء»(7).


    التلازم في التطور

    «ولا شك أن من جملة العلاقات المهمة بين العلم والفلسفة أن تطور كل منهما يعتمد على تطور الآخر، فتطور الفكر الفلسفي ارتبط إلى حد كبير بتطور العلم، ولو أننا رجعنا إلى بعض محاورات أفلاطون لتحققنا من أن اكتشاف الفيثاغورثيين لبعض الحقائق الرياضية قد كان أصلا من الأصول الهامة التي صدرت عنها نظرية (أفلاطون) في (المثل)، ولا نرى أننا في حاجة إلى القول بأن فلسفة ديكارت (ت1650م) مدينة بالكثير من أصولها لما وصل إليه العلم على يد (غاليلو) وبعض معاصريه»(8)، والأمر بالنسبة للعلم واستناده على الفلسفة أوضح من ذلك بكثير؟ لأن جميع العلوم نشأت في أحضان الفلسفة، ومن أهم وظائف الفلسفة رعايتها للعلوم في أطوارها الجنينية.


    اختلاف في المنهجية

    بين العلم والفلسفة هذا عن علاقات الوصل والتشابه وأوجه التكامل، أما الفروق والاختلافات الجوهرية التي بينهما فهي كثيرة متنوعة، وقد قام د. علي عبد المعطي بتلخيصها على النحو التالي(9).
    1ـ يستهدف العلم وصف الظواهر وكيفية حدوثها، أما الفلسفة فهي تحاول تفسير ما وصل إليه العلم، إذ العلم وصفي والفلسفة تفسيرية.
    2ـ العلم موضوعي وتجريبي والفلسفة ذاتية شخصية أو تأملية ونظرية ـ مقارنة بالعلم ـ وهناك مقدار معتبر من الموضوعية في الفلسفة أيضا، ولكن سبقت الإشارة إلى عدم إمكانية تجرد العقل تماما عن الشخص وميوله ونزواته، وخلفيته الثقافية في الفكر الفلسفي، في الوقت الذي بالإمكان إخضاع الأبحاث العلمية لقياسات ثابتة وتجارب معملية يمكن تكرارها للوصول إلى النتيجة نفسها في كل مرة، مما يدل على انفصال معطياتها عن الشخص الذي يقوم بتلك الأبحاث والتجارب، والعلم لا يعتمد مثل الفلسفة على العقل فقط وإنما على التجربة والملاحظة وغير ذلك.
    3ـ العلم إمبريقي، حدوده حدود العالم المحسوس، أما الفلسفة فهي تتجاوز تلك الحدود إلى ما فوقها، وهي التفكير الثاني على حد تعبير بعض الفلاسفة، وليس معنى الحس في هذا الكلام الحس البشري المباشر لأن هناك حقائق كثيرة في هذا العالم المحسوس لا تتحول إلى محسوسة إلا بواسطة أجهزة وتحليلات كالأصوات والصور الموجودة في الأثير ولكنها تحتاج لأجهزة استقبال مثل التليفزيون.
    4ـ الأحكام العلمية أحكام تقريرية، بمعنى أنها لا تقرر أكثر مما هو موجود في الواقع الخارجي، أما الأحكام الفلسفية فبعضها معياري، وبعضها فردي لا يعبأ بما عليه الواقع، وبما أن العلم يقف في حدود ما هو كائن ولا يتطرق إلى ما ينبغي أن يكون فإنه عاجز عن استخلاص (قيم) من هذا الواقع الذي يقرره ويدرسه، ولهذا لا يرجى منه أن يعالج موضوع السلوك البشري، والذي هو من أهم موضوعات الفلسفة، لأن الفلسفة تتناول ما وراء الواقع، وما وراء المحسوس والفيزيقيا، وتتصدى لقضية الأخلاق والقيم، وتعالج الواقع ليس لتقريره على ما هو عليه، بل لتغييره إلى الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه في ضوء قيم الحق والخير والجمال.
    5ـ العلم يبحث عن العلل القريبة المباشرة، والفلسفة تبحث عن العلل البعيدة التي هي وراء تلك العلل القريبة أو فوقها، وهذه الخاصية نابعة من تجريبية وتقريرية العلم لأن العلة القريبة هي التي تخضع للاختبار والتجربة، وأما البعيدة فلا ينفع معها ذلك.
    6ـ العلم جزئي والفلسفة كلية، لأن الفلسفة تدرس الوجود من حيث هو وجود كلي عام، ولا تهتم بالجزئيات والتفاصيل، أما العلم فله في كل فرع وموضوع تخصص جزئي محدود، وكلما تطورت العلوم كلما تحدد موضوع البحث وسار نحو الجزئية والدقة والانحسار .

    7ـ إن العلم يتبنى في أي مجال مجموعة مسلمات لا جدال فيها، ولكن الفلسفة لا تعترف بالمسلمات إلا إذا ثبتت بالبرهان العقلي، وذلك محدود جداً فيها، والعقل دون الحس هو الأساس في الفلسفة.
    8ـ العلم منفصل عن تاريخه أو لا يشكل تاريخه جزءاً من حاضره، بخلاف الفلسفة فإنه لا يمكن تجاهل تاريخها، لأن تاريخها جزء منها.


    نقول: من الخطأ الفادح الاعتقاد بأن العلم يغني عن الفلسفة أو أن الفلسفة تغني عن العلم، بل سيظل كل منهما مسارا منفصلا عن الآخر، ومصدرا للمعرفة والوعي العميق بالعالم، وسيظلان آليتين للبحث والتناول لا يمكن للبشرية أن تستغني عنهما.



    عن مجلة الوعي الاسلامي
    Reply With Quote  
     

  2. #2  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    برأيي لا يعتبر العلم منفصلا عن الفلسفة ، الفلسفة مثل روح للعلم ،
    العلم يطرح تساؤلات ..و يندفع في دراسة المادة، لفهمها و فهم الآليات التي تكونها و الظواهر التي تتحكم فيها ، بهذا الدافع يلجأ العلم الى أدوات مثل التجربة و استخلاص النتائج ، و كذلك لمحاولات وضع تفاسير و استنتاجات و خلاصات و تطلعات و هذا السلوك العلمي الذي يبدأ بوضع تساؤلات و ينتهي بمحاولة الاجابة و ثم التقدم أكثر في مجال التساؤل و الاجابة ، يعتبر سلوكا منتهجا لمنطق ما او فلسفة ما
    و بذلك الفلسفة ليست حاضرة فقط فيما يسمى 'بـعلوم الفلسفة'
    الفلسفة أكثر من ذلك ، هي روح و سلوك طبيعي حاضر في كل العلوم و الميادين
    هي أمر حاضر بالطبيعية الانسانية التي تحاول فهم ما هو حولها و ما هو بداخلها ، سواء أتعلق الأمر بالظواهر المادية او تعداها الى غير المادية
    و حيث ان الانسان لم يدرك بعلمه و تجاربه إلا فهما لبعض الظواهر و مازال الكثير منها محط تساؤل و اكتشاف
    و حتى التي تم التطرق الى دراستها منذ عقود مازالت تكشف عن سلوكات جديدة تحض النظريات السابقة ،
    فلا شك سيكون على الانسان توظيف الكثير من التفكير و الفلسفة و المنطق في طريق البحث
    و بالتوازي في ميادين كل العلوم نظرا للتشابك العميق الذي بات واضحا بين ما هو مادي و غير مادي
    مجال المادة ليس منفصلا عن المجال اللامادي
    Reply With Quote  
     

  3. #3  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    مداخلة الدكتور يوسف عبد الإله

    "الفيلسوف ( كارل بوبر ) ، يرى بأنّ الفارق بين الفلسفة والعلم هو معيار القابليّة للتكذيب falsifiability ، فنحن نصف الشيء بالعلمي عندما يمكننا الإثبات بواسطة التجربة والملاحظة قابليته للتفنيد ، أتصوّر أنّ هذا المعيار ملائم جدّا للفصل بين ماهو علمي وماهو فلسفي ."
    Reply With Quote  
     

  4. #4  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    مشاركات على الانترنيت في هذا الموضوع


    "يُقال أن لكل علم فلسفته ... وبالنتيجة طالما أنها كلها " نتاج تفكير " فهذا اهم قاسم مشترك

    الاختلاف بين العلم و الفلسفة قديم جدا ... و بدء مع نشات ما عرف بالمنهج التجريبي ...

    الفلسفة هي النظر العقلي المجرد ...

    اي قائمة علي التامل المجرد ....


    و الوصول لحلول مجردة ....

    العلم قائم علي التجربة ... و الاهتمام بالواقع ....

    الفلسفة تبحث في الكليات ....

    العلم يبحث في الجزئيات ....
    الفلسفة تبحث عن الماهيات ...

    العلم يبحث عن الكيفيات ....

    الفلسفة غائية ....

    العلم وصفي ....

    الفلسفة تقوم علي الاستنباط ...

    العلم يقوم علي الاستقراء ...

    و الاختلافات عديدة ..."


    - - -

    Reply With Quote  
     

  5. #5  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    مما قرأت أيضا ..

    "العلم و الفلسفة هما نمطين فكريين متلازمين من حيث النشأة .حيث كان نمو و تطور أحدهما مواكبا لتطور الاخر.الشيئ الذي يجعل هدفهما متشابها . حيث أن كليهم يهتمان بالبحث و يعتمدان على التأمل و المعرفة.
    و يكمن وجه الاختلاف بينهما في كون العلم ينطلق من وضعية ليتوصل الى شيئ موجود .كما تكون له حاجة مباشرة و يتقيد بحدود.في حين أن الفلسفة فكر مطلق ينطق من ما هو موجود ليتوصل الى ما هو غير موجود . و هي في هذه الحالة تنتقد كل ما وصل اليه العلم وتششكك فيه في بعض الاحيان.
    و هذا ما يجعل العلاقة بين العلم و الفلسفة علاقة نقدية."
    Reply With Quote  
     

  6. #6  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    "علاقة الفلسفة بالعلم"

    "ولكن العلوم والنظريات العلمية مع كونها منفصلة منذ قرون عن الفلسفة إلا أنها تعد -كما ذكرنا- أهم عامل وموجّه لجميع المدارس الفلسفية، بل سبباً في نشوء مدارس فلسفية عديدة؛ فمثلاً نرى أن القوانين التي اكتشفها "نيوتن" أثّرت في جميع فلاسفة عهده وفيمن جاء من بعدهم بقرون، حيث أصبحت صورة العالم بعد اكتشاف هذه القوانين كأنها آلة ضخمة في كون ساكن ولانهائي بثلاثة أبعاد تسير حسب قوانين محددة ومعلومة، وتَرسَّخ مبدأ "السبب – النتيجة" ترسخاً كاملاً،
    وبعد اكتشاف "النظرية النسبية" من قِبل "أنشتاين"، و"النظرية الكمية" من قبل "ماكس بلانك" و "هايزنبرغ" وغيرهما من العلماء، اضمحلت تلك المدارس الفلسفية وظهرت مدارس فلسفية أخرى حسب المنظور الجديد لكون ذي أبعاد أربعة (بُعده الرابع هو الزمان)، وتزلزل المبدأ السابق في "الحتمية" واختلفت النظرة إلى العالم في مقياسه الصغير (أي الذرة) وفي مقياسه الكبير أيضاً (أي الكون)؛ أي إن العلم أصبح يقود الفلسفة ويوجهها.
    ومن هنا تأتي الأهمية الفائقة للنظريات وللقوانين العلمية من الناحية الفكرية والفلسفية إضافة إلى أهميتها في التقدم التكنولوجي الذي يساهم في زيادة رفاهية الإنسان وتقدمه في مضمار المدنية"
    Reply With Quote  
     

  7. #7  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    "الحضارة بين الفلسفة والعلم"


    "مقدمة :
    لقد أتت كلمة فلسفة من الكلمة اللاتينية Philosophy وهي مركبة من كلمتين :
    Philos وتعني محب و Sophia وتعني الحكمة .
    وهذا ما يقودنا بشكل أو بآخر لتعريف معنى الحكمة ... لقد بدأ الحديث عند الثقافة الغربية في هذا الموضوع ، في القرن السادس قبل الميلاد بين مجموعة من المفكرين عرفت فيما بعد باسم (ما قبل سقراط) .
    ومن أهم أولئك المفكرين فيثاغورث ، الذي ركز اهتمامه إلى جانب مفكرين آخرين ، على معرفة كيفية تطور نظام الكون وعلى استكشاف مكوناته ، فكانت الحكمة بالنسبة لأولئك المفكرين هي فهم الطبيعة.
    أما بالنسبة لسقراط الذي عاش في آثينا بعد حوالي القرن ، فقد كانت الحكمة بالنسبة له معرفة أنه لا يعرف .
    أما بالنسبة للهنود ، فكانت الحكمة تعني الوصول إلى معرفة الذات .
    وهنا يظهر بشكل واضح اتجاهات ثلاثة رئيسية برزت لبحث الإنسان عن إجابات للتساؤلات التي يثيرها عقله باتجاهه تارة لفهم الكون والطبيعة من حوله وتارة للغوص في أعماقه وفهم ذاته وتارة أخرى لتثبيت مبدأ عدم الوثوق بأحكام العقل البديهية (1) .
    وإذا نظرنا بعين التاريخ الفلسفي تارة وبعين الفلسفة الحديثة (الغربية) تارة أخرى أصبحنا ملزمين بالبحث عن تعريف للفلسفة جامع يصف هذا المنهج بشكل لا لبس فيه ويصف شتى المذاهب والطرائق المتبعة داخل هذا المنهج في وضع النظريات والطروحات المختلفة ، سيما أن العلم منذ عصر النهضة في أوروبا (2) ، قد انفصل وخرج من تحت عباءة الفلسفة بعد أن كان ملازماً لها ، ومن هنا نرى أن الفلسفة كانت الأساس البنائي للعلم في العصور القديمة كون الفلاسفة كانوا نفسهم من يهتم بالفلك والرياضيات ...إلخ ، ولكن يبقى السؤال مطروحاً بعد أن أصبح للتفكير العلمي أسسه ومنهجه هل بقيت الفلسفة على ارتباط ولو بشكل ما مع العلم وهل هذا الارتباط يشبه الرباط القديم أم أنه أصبح له شكل آخر يتوافق مع طبيعة دور كل منهما ؟
    هذا ما سنحاول الإجابة عليه في السطور القادمة ..

    تعريف الفلسفة (3):
    الحقيقة يوجد إشكالية في تعريف الفلسفة فهناك عدة تعريفات لكننا نميل إلى تبني التعريف الذي يقول أن الفلسفة محاولة عقلانية لفهم الوجود وصياغته ، وللإجابة على الأسئلة المتعلقة به .
    وتتصف الفلسفة بأنها نشاط أكثر منها مجموعة تعاليم ، والفلاسفة معنيون بصياغة الأسئلة وفهمها قبل محاولة الإجابة عليها .
    طبعاً لو نظرنا نظرة سريعة على الفروع الرئيسية في الفلسفة التي صاغتها التساؤلات الرئيسية لعرفنا لماذا من الصعب وضع تعريف واحد للفلسفة ، وهنا تبرز بعض الفروع مثل الميتافيزيقيا (Metaphysics ) التي تحاول الإجابة عن سؤال "ما هو حقيقي ؟" وهي دراسة الماورائيات أو ما وراء الطبيعة ، ويوجد لدينا أيضاً الابستومولجيا (Epistemology) وتحاول الإجابة عن سؤال "ما هي المعرفة وما الحقيقة ؟" وتعرف أيضاً بنظرية المعرفة ، ولدينا الأكسولوجيا (Axiology) وتعنى بدراسة القيم والتمييز بين القيم والحقائق وتعرف أيضاً بعلم القيم ويستند هذا الفرع إلى علمين رئيسيين هما علم الأخلاق(ethics) وعلم الجمال (aesthetics) .
    هذا بالنسبة للفروع أما إذا تكلمنا عن تشعب المذاهب الفلسفية وتبني الفلاسفة كلٌ لمذهب يراه مناسباً فسنقع في حيرة من أمرنا فلدينا الواقعية والمثالية والتجريبية والعقلانية ودون كبير شرح عن كل مذهب سوف نستنتج أن الواقعية والمثالية مختلفتان اختلافاً جذرياً ، فمثلاً الواقعية تتكلم عن أن بعض الأشياء مستقلة عن عقولنا والمثالية تذهب في أن كل شيء يعتمد على العقل ، وكذلك العقلانية والتجريبية هناك اختلاف بينهما في منهج التفكير وطرح المشكلات ، طبعاً لن ننسى أن ضمن المذهب الواحد ممكن أن نجد مدارس عدة ....
    إذا من كل مما سبق نرى أن وضع تعريف جامع للفلسفة بما تتحتويه من مذاهبها ومدارسها ... أمر صعب لذلك تبنينا التعريف الذي يقول أن الفلسفة هي المحاولة العقلانية لفهم الوجود وصياغته ...

    ميزات التفكير الفلسفي :
    إن أهم ميزات الفكر الفلسفي ثلاثة : الشك – النقد – محاولة وضع وصياغة الإجابات المناسبة .

    الشك : ينقسم الشك إلى ثلاثة أقسام :
    شك الحس السليم : الشك في بعض الأمور في وقت ما أو في وقت آخر .
    الشك المنهجي : هو نوع الشك الذي يظهر لدى بعض الفلاسفة والعلماء خلال بحثهم عن الحقيقة .
    الشك المطلق : الشك في إمكانية المعرفة بحد ذاتها .
    إن أهم خطوة للبدء بطريق الحقيقة هو الشك ... الشك فيما هو موجود بين يدينا من معارف وخبرات ومعلومات ، ولأن التسليم بما هو موجود بين يدينا كمطلق أو صحيح يثنينا عن محاولة البحث عن أجوبة للأسئلة المستعصية التي قد تواجهنا (4) كان لا بد من انتهاج الشك كخطوة أولى على طريق المعرفة ، وهنا تقفز إلى الذهن بعض التساؤلات التي لا بد من البحث عن إجابات لها من مثل هل ثمة معتقدات أو معارف مطلقة خارج حدود الشك؟
    هل يمكن أن يكون الشك منهجية منسجمة للمعرفة ؟
    هل يمكن التمييز حقيقة وبشكل أصيل بين المظهر والواقع ؟
    هل هناك أي معتقدات يمكن أن تكون أساس لمعتقدات أو استنتاجات أخرى ؟
    هل يمكن التخلي عن الشك بعد الاعتراف بامكانيته ؟
    ما هي نوع المعرفة التي يمكن أن نأسسها بناء على الشك كمنهج مستمر وهل يمكن وصفها بالمعرفة حقاً ؟ (5)
    يعد رينيه ديكارت (1596-1650) من رواد مدرسة الشك المنهجي وقد عرف على أنه أبو الفلسفة الحديثة .
    كان أحد أهم المبادئ التي نادى بها ديكارت واستند إليها في تفكيره الفلسفي هو "أننا يجب أن نشك ونتساءل وأن نرفض كل ما نعتقد بصحته حتى وجودنا"، كذلك كان هيوم من أتباع مدرسة الشك المحدود ، وطبعاً لا يخفى علينا أن سقراط قد سبقهما إلى ذلك ، فهو لم يكن يقبل التعاريف البديهية أو الفهم البديهي للمصطلحات والتعاريف وقد ورد مثال في أحد الهوامش على ذلك .

    النقد (6): لا يستطيع الفيلسوف أن يقدم إجابات صحيحة ما لم ينظر إلى القضايا التي يحاول معالجتها أو الأسئلة التي يحاول الإجابة عليها بعين الشك وإن اعتماد الشك كمنهجية بأحد أشكالها يؤدي بالضرورة إلى امتلاك الحس الناقد للأمور والنقد يأتي كمرحلة لاحقة بعد تفحص القضية المراد درسها ليؤدي بدوره إلى تعريتها وكشف الوجه الحقيقي دون رتوش للإشكالية المطروحة ، ولعل من أعظم الأمثلة التي نستطيع إيرادها حول هذا الاتجاه هو الفيلسوف إيمانويل كانط وكتابه نقد العقل الخالص (أو المحض ) (7).

    محاولة وضع وصياغة الإجابات المناسبة : بعد إخضاع القضية للشك ومن ثم النقد لا بد من وضع مفاهيم شاملة وموضوعية تؤسس لفهم وحل القضية أو الإشكالية المطروحة مثل قانون عدم التناقض لأرسطو " لا يمكن أن تكون القضية صحيحة وخاطئة في الوقت نفسه " .
    ولربما من أكثر القضايا صعوبة هي إيجاد الأجوبة الصحيحة والمقبولة لدى الجميع لأنها تستند في أساسها إلى الفرضيات التي انطلق منها الفيلسوف نحو صياغة أجوبته .

    تعريف العلم :
    هناك عدة تعاريف مطروحة للعلم منها :
    - مجموعة الخبرات الإنسانية التي تجعل الإنسان قادراً على ربط الأسباب بالمسببات .
    - مجموعة من المعارف الإنسانية تساعد الإنسان على صراعه في معركة البقاء .
    وإذا ما اتجهنا نحو التعاريف الموجودة في القواميس سنجد :
    - قاموس ويبستر : العلم هو المعرفة المنسقة التي تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب (8).
    - قاموس أوكسفورد : هو ذلك الفرع من الدراسة الذي يتعلق بحقائق ثابتة تحكمها قوانين عامة .
    إن العلم يضم كل بحث عن الحقيقة ، يجري منزهاً عن الأهواء والأغراض ، يعرض الحقيقة صادقة ، بمنهج يرتكز على دعائم أساسية .
    ولعلنا أميل إلى تعريف قاموس أوكسفورد للعلم من غيره ... ولعله أكثر تعبيراً عن النظرتين اللتين تسودان نحو العلم النظرة السكونية التي ترى أن العلم فاعلية تسهم في المعرفة النظامية للعالم .
    والنظرة الديناميكية التي تعطي أهمية للنظريات والمخططات التي تساعد على الاكتشاف وتشدد على دور العالم في هذا المجال .

    خصائص التفكير العلمي :
    التخلي عن المعلومات المسبقة : أي أن يقف الباحث من الموضوع الذي يدرسه موقف الجاهل أو المتجاهل بغية عدم تأثير المعلومات المسبقة على وجهة وسير بحثه ...
    الملاحظة الحسية كمصدر وحيد للحقائق : يراد بالملاحظة توجيه الذهن والحواس إلى ظاهرة حسية بغية الكشف عن خصائصها ، توصلاً إلى كسب المعرفة الجديدة .
    نزوح التفكير العملي الحديث إلى التكميم : وهو تحويل الكيفيات إلى كميات والتعبير عن وقائع الحس بالأرقام العددية .وترجمة الظاهرات المشاهدة إلى رسوم بيانية وجداول إحصائية .
    نزاهة الباحث : ويقصد بها إقصاء الذات ، وتجرد الباحث من الأهواء والميول والرغبات ، وإبعاد المصالح الذاتية والاختبارات الشخصية ، وإزاحة كل ما يعوق تقصي الحقائق من طلب شهرة أو مجد أو استغلال للثراء ..إلخ .
    الموضوعية : الحرص على معرفة الوقائع كما هي في الواقع وليس كما تبدو في تمنيات الباحث . وهذا ما جعل العلم ينتهي إلى نتائج واحدة في دراسة الظواهر مختلفاً عن الفن والأدب مثلاً كونها خبرات ذاتية ...
    الاعتقاد بمبدأ الحتمية : لكل ظاهرة علة ولكل علة معلول .
    توافر الثقافة الواسعة : وهو الابتعاد عن التخصص الضيق حيث أن المعرفة في موضوعات مرتبطة قد يساعد الباحث على دراسة موضوعاته وفهمها أكثر .

    نقاط الاختلاف والتلاقي بين العلم والفلسفة والأسباب المؤدية :
    إن نقاط التلاقي بين العلم والفلسفة كثيرة ومما لا شك فيه أن العلم الحديث هو الابن الشرعي للفكر الفلسفي وتطوره الحتمي فنجد مثلاً أن أرسطو وهيوم قد قالا بأن العلة حادثة سابقة للظاهرة وهذا مبدأ أساسي في التفكير العملي .أيضاً نادى فرانسيس بيكون بتطهير العقل قبل بدء البحث ، وقال ديكارت بالشك المنهجي والتحرر من كل سلطة إلا سلطة العقل وهو ما جسد مبدأ التخلي عن المعلومات المسبقة في البحث العلمي ، ومن يدقق النظر أكثر يجد أن إتباع منهج الشك والنقد والتجربة ووضع الفرضيات ما هي إلا مبادئ فلسفية أصيلة أفضت إلى جعل العلم على صورته الراهنة وتركت بصمتها الواضحة على طريقة التفكير العلمي رغم خروجه من تحت عباءة الفلسفة . إلا أن العلم بصورته الراهنة ما كان ليكون لولا تمايزه أيضاً عن الفلسفة أو نستطيع القول بالأحرى أنه انتهج أساليب خاصة به مثل النزوح للتكميم فهذا المبدأ غير قابل للتطبيق في الفلسفة لأن فروع الفلسفة أصلاً تتصل بما يختص بالإنسان ، القيم والجمال والأخلاقيات وإلى ما هنالك وهذه العلوم غير قابلة للتكميم وغير قابلة لإقصاء الخبرة الذاتية في بعضها مثل علم الجمال .... ونحن إذ نرى اقتراب الفلسفة من العلم في الطبيعيات أكثر نرى الافتراق الواضح في علم الجمال والأخلاق مثلاً ...

    دور الفلسفة في مقابل انتشار العلم والتكنولوجيا :
    اليوم بعد أن رسم العلم ملامح حضارتنا ، و انتشار التكنولوجيا وغزوها لمفاصل حياتنا اليومية يطرح السؤال التالي نفسه علينا بإلحاح ...
    هل بقي دور الفلسفة كما كان من قبل أم أنها أخلت الساحة للعلم وتراجعت إلى الخلف ؟
    قد يعتقد البعض فعلاً أن الفلسفة تراجعت أمام العلم الحديث ... لكن القفزة الخارقة التي حققها العلم بالنظرية النسبية ومن بعدها تطور فهم الفيزياء الكمومية وكشف حقائق المادة أصابت العلماء بالذهول أجبرت البعض منهم على القول أن الفلسفة قد بدأ دورها فعلاً حتى أن بعض الفلاسفة استعان بالمفاهيم العلمية الحديثة لإثبات وجهة نظره حول مفاهيم ماورائية كان قد اعتنقها وقد قال بعضهم "المادة في القرن العشرين قد اقتربت من عالم الفكر المجرد بل دخلته وأصبحت في تقدير الثقات عملية رياضية أو نسبة من النسب التي تقاس بمعادلات الحساب "(9) .
    هذا على صعيد العلم الأكاديمي أما على صعيد التكنولوجيا فإن عصر المادة الذي نعيشه ما هو إلا ابن شرعي وبامتياز للفلسفات بدءاً من المادية ومروراً بالبراجماتية وصولاً إلى الوجودية التي بلورت ملامح هذا العصر .
    فمن المؤكد أن الفلسفة قد فعلت فعلها ماضياً وحاضراً ولها في كل مفصل من الحياة الإنسانية وتطورها على الصعيد الحضاري بمقوماته المختلفة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية وجودها الظاهر تارة والخفي تارة أخرى ...

    الخاتمة :
    لربما استنفذنا ما نريد أن نقوله حول الفلسفة والعلم في هذه العُجالة ولم يبقى لنا إلا أن نؤكد أن النهضة ما كنت لتتم في أوروبا لولا أنها كانت شاملة والفلسفة وتراكمات الفكر الفلسفي في التفكير الغربي كانت من ضمنها وهي عصبها الأساسي والقادح الذي أدى إلى هذه النتائج التي نعيشها اليوم ... ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه علينا بحكم الواقع المعاش في دولنا ، دول العالم الثالث عموماً والعربية خصوصاً منها وهو :
    هل من الممكن أن نتطور نحو قيم حضارية وحضارة حقيقية ونحن نحارب الفلسفة ونعتبرها مجرد هرطقات أو منهج تفكير ثانوي لا قيمة له في بناء الحضارة ...؟!!
    سؤال نضعه برسمكم ورسم كل من يقرأ هذا البحث ... ولكم الجواب ...

    ------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
    الهوامش :

    1- يسأل سقراط بطريقته الماكرة سيفالوس ، ماذا يقصد بكلمة العدالة التي بنى على أساسها حكمه ، وهنا يطلق سراح كلاب الحرب الفلسفية ، إذ لا شيء أصعب من التعريف ولا شيء أشد في فحص الصفاء العقلي من محاولة تعريف الأشياء وتحديد المقصود منها .

    2- بدأت اليقظة بروجر بيكون (توفي عام 1294) وكبرت وترعرعت مع ليوناردو (1452-1519) وبلغت كمالها في فلك كوبرنيكوس (1473-1543) وجاليليو (1564-1642) وفي أبحاث جلبرت (1544-1603) في المغناطيسية والكهربائية ، وابحاث فاسيليوس (1514-1564) في علم التشريح وأبحاث هارفي (1578-1657) في الدورة الدموية .

    3- لا شيء أصعب من التعريف ولا شيء أشد في فحص الصفاء العقلي من محاولة تعريف الأشياء وتحديد المقصود منها .

    4- خير مثال على ذلك هي المفاهيم الدينية التي تنادي بالمطلق .

    5- هذا السؤال كان أول ما خطر على ذهني عندما أقررت بالشك كمنهجية لا بد منها ...!!

    6- قد يختلط على البعض مفهوم النقد كونها كلمة تعبر عن مفهوم سلبي في اللغة العربية ولكنها في المفهوم الغربي تعني الدرس والتحليل .

    7- ما هو المقصود من هذا العنوان (نقد العقل الخالص) إن كانط لا يعني مجرد النقد ، ولكنه يريد النقد التحليلي ، فهو لم يهاجم العقل الخالص بل كان يرجو أن يظهر إمكانياته ، ويرفعه ويضعه فوق المعرفة غير النقية التي تأتي إلينا عن طريق المعرفة المشوهة التي تنقلها الحواس . لأن العقل الخالص في نظره يعني المعرفة التي لا تأتي عن طريق الحواس ، لكنها تجربة مستقلة عن كل أنواع التجربة أو الحواس . هنا لا بد لي من ملاحظة سريعة أن كانط كتب كتابه هذا في محاول واضحة للرد على لوك والمدرسة الإنجليزية وأجاب على فكر هيوم الذي يعتبر الحواس هي المصدر الوحيد للمعرفة .

    8- نستطيع أن نعتبر بناءاً إلى هذا التعريف أن صفة العلم تنسحب على الطباخ وصانع النبيذ إلى عالم الرياضيات والفلك ...!!

    9- عقائد المفكرين في القرن العشرين .


    المراجع التي استند إليها البحث:
    1- قصة الفلسفة ول ديورانت .
    2- عقائد المفكرين في القرن العشرين .
    3- الوجود والعدم بحث في الأنطولوجيا الظاهراتية – جان بول سارتر
    4- الإنسان روح لا جسد – رءوف عبيد .
    5- مدخل إلى الفلسفة ."
    Reply With Quote  
     

  8. #8  
    كاتب مسجل
    Join Date
    Nov 2007
    Posts
    1,901
    Blog Entries
    40
    Rep Power
    19
    يبدو صاحب المقال الاخير مندفعا في فقرة الشك المطلق بتبني الرؤى التي تحاول التجرد من المفاهيم الدينية
    Reply With Quote  
     

Similar Threads

  1. الفلسفة
    By طارق شفيق حقي in forum مكتبة المربد
    Replies: 0
    Last Post: 24/07/2018, 09:06 PM
  2. مقال: مناظرة الدين والعلم (دوكنز وكولنز)
    By طارق شفيق حقي in forum مجلة المربد
    Replies: 0
    Last Post: 06/11/2017, 10:49 PM
  3. مناظرة الدين والعلم (دوكنز وكولنز)
    By طارق شفيق حقي in forum فسيفساء المربد
    Replies: 0
    Last Post: 07/10/2017, 12:08 AM
  4. التوراة والإنجيل والقرآن والعلم ...
    By أبو شامة المغربي in forum إسلام
    Replies: 0
    Last Post: 02/07/2007, 05:22 PM
  5. علّموا أولادكم الأدب والعلم !!...
    By بنت الشهباء in forum فسيفساء المربد
    Replies: 4
    Last Post: 03/06/2006, 02:06 PM
Posting Permissions
  • You may not post new threads
  • You may not post replies
  • You may not post attachments
  • You may not edit your posts
  •