مصدر لـ "القدس": نيكي هيلي أَملت سياسة اسرائيل تجاه إيران على ترامب وأَقصت تيلرسون
16-10-2017
واشنطن- "القدس" دوت كوم- سعيد عريقات-
علمت "القدس" دوت كوم الاثنين أن سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هيلي استلمت أول تهانيها في منصبها الجديد (يوم الأربعاء 23-11-2016) من "اللجنة الأميركية الإسرائيلية للعلاقات العامة - إيباك" اللوبي الإسرائيلي القوي في واشنطن وذلك إثر تسميتها سفيرة للولايات المتحدة الدائمة في الأمم المتحدة، وهو منصب وزاري أميركي يؤهل صاحبته حضور اجتماعات مجلس الأمن القومي الأميركي.
وتبع "إيباك" بتهنئة هيلي مبعوث إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون الذي ثمن تعيينها وأطرى على قدراتها خاصة وأنها "صديقة صلبة لإسرائيل" مؤكداً لها أنه وحكومته يشعرون بقدوم "يوم جديد لإسرائيل" حسب المصدر.
وفي الأسبوع الذي تلاه (ما بين 29-11 و 2-12) بحثت هيلي مع ممثلي "إيباك" وحكومة رئيس وزراء إسرائيل الليكودي بنيامين نتنياهو "الأولويات الدبلوماسية للولايات المتحدة في الأمم المتحدة وعلى رأسها إبطال الاتفاق النووي الإيراني، ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، وإنهاء الانحياز المعادي لإسرائيل في الأمم المتحدة، ووقف انضمام الفلسطينيين إلى وكالات الأمم المتحدة المختلفة" تماشياً مع وعود الرئيس الجديد دونالد ترامب، وهي القضايا الأولى التي ركزت عليها المندوبة الاميركية الجديدة هيلي بالفعل إثر دخولها مكتب بعثة واشنطن لدى الأمم المتحدة يوم 23 كانون الثاني 2017.
وفي الأسابيع التي تلت ذلك، تبين أنه وعلى الأقل في المدى القصير (السنة الأولى من رئاسة ترامب) قد يصعب نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس كأولوية متقدمة، خاصة وأن "الرئيس يريد أن يعطي السلام (بين الفلسطينيين وإسرائيل) فرصة ولكن بكل تأكيد ستعمل هيلي على صقل إستراتجية جديدة تجاه إيران تقتضي انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الذي تم توقيعه مع إيران في تموز 2015 (المعروف بالاتفاق النووي الإيراني) كما ستضع الولايات المتحدة ثقلها لمنع انضمام الفلسطينيين لوكالات الأمم المتحدة المختلفة (مثل يونسكو، ومنظمة السياحة الدولية، وغيرها) كون أن فلسطين ليست دولة ولا تستحق هذا الاعتراف" بحسب المصدر.
يشار إلى أن نكي هيلي تحدثت في خطابها أمام "إيباك" يوم 27 آذار الماضي عن التزامها الشخصي، والتزام إدارة الرئيس ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني "ووقف الانحياز السافر ضد إسرائيل، وركل كل من يعادي إسرائيل بحذائها" كما قالت في حينها. كما تفاخرت بمنع تعيين رئيس الوزراء الفلسطيني السابق سلام فياض ممثلا للأمم المتحدة في ليبيا كون ان ذلك "من شأنه أن يظهر معاملة خاصة للفلسطينيين على حساب إسرائيل".
ورغم أن اللوبي الإسرائيلي "إيباك" كان قد تقدم بمسودة "إستراتيجية لعدم المصادقة على التزام إيران ببنود الاتفاق النووي (من أجل الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني)" في نهاية شهر آذار 2017، أي قبل مصادقة الرئيس ترامب الأولى على الاتفاق النووي الإيراني يوم 15 نيسان 2017، إلا أن وزير الدفاع جيمس ماتيس ووزير الخارجية ريكس تيلرسون تمكنا من إقناع الرئيس بضرورة مصادقته على التزام إيران، كما فعلا في المصادقة الثانية يوم 15 تموز، إلا أنه "مباشرة بعد مصادقة الرئيس الثانية (15/7/2017) تبين (خاصة في الاجتماع الشهير يوم 20 تموز حين فقد تيلرسون هدوءه ووصف الرئيس بالأبله وهدد بالاستقالة)، أن هيلي هي التي ستكون صاحبة الكلمة الأخيرة في إستراتيجية ترامب الإيرانية الجديدة وهو ما رأيناه بالفعل يزداد زخما مع اقتراب موعد المصادقة الثالثة (15/10/2017) حيث اتخذ ترامب قراره بالتنسيق مع هيلي، التي نسقت بدورها وبشكل مباشر مع الإسرائيليين، بينما أُبقي تيلرسون مستبعداً تماماً، رغم أن ذوي الوزن الثقيل مثل وزير الدفاع (جيمس ماتيس) ورئيس هيئة الأركان المشتركة (الجنرال جوزيف دانفورد) ومستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي (الجنرال إتش.آر. ماكماستر) هبوا إلى نصرة تيلرسون".
يشار إلى أن كبار مستشاري الأمن القومي الأميركي المحوا الأحد (على برامج الأحد التلفزيونية السياسية المختلفة) إن إدارة دونالد ترامب ستظل تراعي الاتفاق النووي الدولي مع إيران في الوقت الراهن، في رسالة تهدف طمأنة الحلفاء وأعضاء الكونغرس والنظام الإيراني بعد انتقادهم لقرار الرئيس الأميركي بوضع شروط على أي مشاركة إضافية من جانب الولايات المتحدة، إذ قال مستشار ترامب للأمن القومي، الجنرال ماكماستر، ان التهديد الذي وجهه الرئيس بإلغاء الاتفاق مع إيران /ينبه/ الولايات المتحدة وحلفاءها إلى الحاجة لإصلاح ما وصفه بأنه /اتفاق ضعيف يخضع لمراقبة ضعيفة/".
وقال ماكماستر خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأحد ان "الرئيس أوضح أنه لن يسمح لهذا الاتفاق بتوفير غطاء لما نعلم أنه نظام مروع لتطوير سلاح نووي" مدعياً أن "إحدى المشكلات الحقيقية لهذا الاتفاق هي أنه لا يمكننا أن نحدد بثقة ما إذا كانوا يمتثلون لبنوده"، متهماً إيران بانتهاك قيود الاتفاق عدة مرات، وهو ما تختلف معه أطراف الاتفاق الأخرى والوكالة الدولية للطاقة الذرية.
من جانبه، قال وزير الخارجية تيلرسون في مقابلة مع شبكة "سي بي إس"، إن قرار الرئيس بشأن إيران يبعث "رسالة" إلى الكونغرس وإلى الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق، بمن فيها إيران مفادها "إذا لم نشهد تحسناً، فليس هناك أي معنى للبقاء في الاتفاق، وترامب لديه النية للانسحاب منه".
وأضاف أن قرار يوم الجمعة يضع على عاتق الكونغرس عبء تحديد ما يجب فعله لاحقاً، بما في ذلك محاولة إضافة أحكام من شأنها أن تعالج المخاوف الأمريكية. وقال تيلرسون إن أي اتفاق جديد منفصل بين الأطراف الدولية في الاتفاق النووي سيكون قائماً بجانب الاتفاق الحالي لعام 2015، كما رفض الانتقادات بأن معارضة ترامب للاتفاق مع إيران سوف تفسد فرص التوصل إلى اتفاق دولي مماثل لمعالجة البرنامج النووي لكوريا الشمالية.
يشار إلى ان الكونغرس الاميركي سيبحث أساليب فرض عقوبات جديدة على إيران خلال الشهرين المقبلين (60 يوما) وسيقرر بعدها البقاء أو الانسحاب بشكل كامل "وهو ما ينسجم تماماً مع الرأي الإسرائيلي، وما تريده إسرائيل، حليفنا الأول في المنطقة والهدف الواضح لأي عدوان إيراني محتمل" بحسب المصدر الذي يعتقد أن "أجنحة تيلرسون قُصقصت ولن يتمكن من الاقلاع بالسياسة الخارجية الأميركية".