حبيبتي
يا ملاكي الصغير الجميل النبيل
يا حلمي المستحيل
وسط كل هذه الغربة التى تزداد يوما بعد يوم
وسط الصمت العربي القاتل على الجريمة الأمريكية البشعة التى ترتكب فى حق أهلنا فى الفلوجة بالعراق بينما انطلقت المظاهرة الوحيدة التى تندد بالجريمة الأمريكية انطلقت من اليونان كما زفت إلينا ذلك بكل فخر جريدة الأهرام المصرية اليوم 10 /11 / 2004 !!!!
وسط كل مشاعر اليأس والإحباط
اسمحى لى أن أفر إلى عينيك لارتاح قليلا فى رحابك وأنا اقرأ فى شفتيك هذه الكلمات لنزار قبانى التى استعرتها منه لأشكرك بها
شكرا
شكرا لحبك
فهو معجزتي الأخيرة
بعدما ولى زمان المعجزات
شكرا لحبك
فهو علمني القراءة والكتابة
وهو زودنى بأروع مفرداتى
وهو الذى شطب النساء جميعهن..بلحظة
واغتال أجمل ذكرياتي
شكرا من الأعماق
يا من جئت من كتب العبادة والصلاة
شكرا لخصرك
كيف جاء بحجم احلامى وحجم تصوراتى
ولوجهك المندس كالعصفور
بين دفاترى ومذكراتى
شكرا
لأنك تجلسين على جميع اصابعى
شكرا لأنك فى حياتى
شكرا لحبك
فهو اعطانى البشارة قبل كل المؤمنين
واختارنى ملكا
وتوجنى
وعمدنى بماء الياسمين
شكرا لحبك
فهو اكرمنى..وادبنى
وعلمنى علوم الأولين
واختصنى بسعادة الفردوس دون العالمين
شكرا
لأيام التسكع تحت أقواس الغمام
وماء تشرين الحزين
ولكل ساعات الضلال
وكل ساعات اليقين
شكرا لعينيك المسافرتين وحدهما
إلى جزر البنفسج والحنين
شكرا
على كل السنين الذاهبات
فإنها أحلى السنين
شكرا لحبك
فهو من أغلى وأوفى الأصدقاء
وهو الذى يبكى على صدرى
إذا بكت السماء
شكرا لحبك فهو مروحة
وطاووس..ونعناع..وماء
وغمامة وردية مرت مصادفة بخط الاستواء
وهو المفاجأة التى قد حار فيها الأنبياء
شكرا لشعرك..شاغل الدنيا
وسارق كل غابات النخيل
شكرا لكل دقيقة
سمحت بها عيناك فى العمر البخيل
شكرا لساعات التهور ..والتحدى
واقتطاف المستحيل
شكرا على سنوات حبك كلها
بخريفها وشتائها
وبغيمها وبصحوها
وتناقضات سمائها
شكرا على زمن البكا
ومواسم السهر الطويل
شكرا على الحزن الجميل
شكرا على الحزن الجميل
نزار قباني
والآن يا حبيبتى
الآن يا ملاكى الصغير الجميل النبيل
الآن يا حلمى المستحيل
وبعد أن ارتحت قليلا فى رحابك اسمحى لي أن اذهب لأعلن وفاة العرب
جمال النجار