أخي الحبيب والأستاذ اللبيب طارق شفيق حقي
وأخي الغالي الأستاذ الشاعر المتميز ثروت سليم
دمتما في حفظ الله ورعايته :
تنطلق مقولة "الشعر ديوان العرب" التي يقال :
إن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قالها ، من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم :
"نحن أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب"
ونعود إلى الموروث العربي والتفاخر بالحفظ وتمرين الذاكرة على ذلك، وأقرب وسيلة للأمي حفظ الأحداث والعلوم عن طريق الشعر المقفى الموزون على الإيقاع العروضي، وعندما تعرف الإنسان على القراءة والكتابة ،
انتفت الحاجة للحفظ، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، ذهب بريق الشعر الذي يحمل الفن والموعظة والحكمة، وظهر كلام في منزلة بين المنزلتين ،
لا هو شعر ولا هو نثر، ولم يجد فيه المتلقي الواعي ما يشبع رغبته، فانصرف الى النثر من رواية وقصة قصيرة ومقالة.
وإن المثقف عمومًا - والشاعر على وجه الدقة - هو ضوء الأمة وضميرها الذي لا ينام على ضيم ولا يرضى بالهوان مهما حاول رجل السياسة خداعنا باتفاقيات استسلام، فإن القصيدة تبقى ضميرًا ووعيًا وحلمًا بالغد والمستقبل
لتؤسس الحق من جديد لأصحابه الشرعيين....