حياك الله وبياك ورفع من مقامك
السلام عليكم ورحمة الله وبركته
...من أين أبدأ أخي أبو شامة المغربي حفظك الله وغفر لك، إني أبلغ من العمر العقد الخامس أعدتني إلى الماضي بحلوه ومره، وهكذا الحياة، طبعا أتميز عن غيري بنشاط وقوة الإرادة وحب المشاركة في الأعمال الخيرية، ولكن حينما أنظر إلى المرآة أجد رأسي قد اشتعل بياضا، وفي الحقيقة أنا متمرد على الواقع، وأريد أن أثبت شخصيتي، وأحس بالشباب يدب في نفسي من جديد، لم أحضر هذه المقدمة، جاءت عفوية.
... ماعساني أن أقول لك عن مكتبتي، من أين أبدأ؟ لا أدري ولكني صممت أن أجيب قدر المستطاع ... أفكاري مبعثرة وأبو بكر مشتت الذهن، قررت في نفسي أن أبوح لك بسري الدفين: إني أشعر بالألم، ألم الماضي سيدي الفاضل الكريم، لقد ملكت أول كتاب، وكنت أحافظ عليه سنة 1964، كتاب ملون، وفيه صور جميلة، وكنت أحتفظ به في مكتبتي الصغيرة، ولكنه ضاع مني، وحزنت أشد الحزن، وتمر الأيام والشهور والسنوات ...
كانت مكتبتي في السنوات الماضية تحوي كتبا بسيطة: القصة والمسرح، وأحب الكتب التي تتناول موضوعات علمية خيالية، كما كنت أحتفظ في مكتبتي بالجرائد، خاصة مثل جريدة الأهرام، جرائد وطنية تحتوي على مواضيع مهمة بالنسبة لي، غير أن الكتب تضيع مني، لإني كنت غير مستقر ...
توفيت الوالدة ولم أبلغ السن 12، كانت كتبي تضيع مني إما بسبب الأهمال ... وبقيت الأمور غير مستقرة، وكنت أضع كتبي في أمكان معرضة للإتلاف، لم أشعر بالراحة والاستقرار، مرت أيام وسنوات عجاف، وعلى الرغم من المشاكل والمصاعب كنت أعشق الكتب، وأحاول أن أبقيها لكن ...
كما كنت أشتري كتبا دينية، وعلمية، ومجلات من مختلف البلاد العربية، وكذا المجلات مثل مجلة العربي الكويتية، والفيصل السعودي، وروز اليوسف، وآخر ساعة، ومجلة عراقية، وآخرى صينية مترجمة إلى العربية، كنت احتفظ بهذه المجلات، كما أن مكتبتي تحتفظ ببعض الكتب للعلامة مالك بن نبي، والامام العلامة ابن باديس، وكتاب صفوة التفاسير للقرآن الكريم للصابوني، وكتب مدرسية قديمة للمرحلة الثناوية .. وفي مكتبتي كتاب للغة العربية من سوريا إعراب وقواعد، وكذا كتاب القواعد الأساسية .. كما تحتوي مكتبتي على كتب دينية تتناول العبادات والمعاملات ... ومنهاج مسلم لصاحبه أبو بكر الجزائري المقيم بالمدينة المنورة على ما أظن، وهو أول كتاب ِاشتريته في سنة 1985، واحتفظ به إلى الآن، هناك كتبا منحتها ...
في الحقيقة مكتبتي ليست ثرية بالكتب لأسباب عديدة جعلتني أحياتا أحس بالألم يمزق قلبي، وإلى حد الساعة أنا أعاني وعلى الرغم من هذا أحاول تحسين مكتبتي بكومبيوتر حسب الظروف ...
سيدي الفاضل هناك الكثير والكثير، وحاولت أن أبوح لك أكثر وأكثر، أخشى أن تقول أبو بكر كثير الشكوى، ولكن جراحات القلب لا تشفى، وأقسم لك ما ندمت على شيء، كما ندمت على تقصيري في طلب العلم والمعرفة، أنا طبعا حزين ولن أشفى حتى أستطيع أن أحقق مآربي في طلب العلم لأن كل نقيصة في الإنسان تأتي من قلة العلم والمعرفة ... لقد قلت لك في البداية أفكاري مبعثرة وأبو بكر مشتت لا تلمني على الإطناب والتكرار، فالجرح غائر، والقلب حائر وأبو بكر سائر ...
تحياتي أخي أبو شامة المغربي حياك الله وبياك