اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يوسف أبوسالم مشاهدة المشاركة
أخي طارق

مساء الخيرات

شكرا لك على إثارة هذا الحوار
تريدني أن أسجل رأيي بصراحة
وهذا تماما ما أحاوله
ولكن .....ويا ويلنا من ولكن هذه
هل تعتقد أننا كمثقفين بلغنا من النضج حدا نقبل فيه الرأي والرأي الآخر
بموضوعية وبعيدا عن شخصنة الأمور
لو بلغنا ذلك حقا لتغيرت بلادنا رأسا على عقب
لذلك فإن ما يمكن فعله ضمن استشراء حالة الشخصنة ونصف الوعي هو
أن تقول ما تريد مغلفا بقناع من الورود
سيظل التلوث النقدي ..موجودا طالما أن المؤسسية مفقودة ..في كل مجالات حياتنا
ولعل هذا المربد الجميل أتاح لنا بعض فرصة ( نسبيا ) أن نقول بعض ما نريد

أما عن وصول الرمز بالقصة القصيرة جدا للمتلقي دون اعتبار لثقافته أحيانا
فقد قرأت اليوم مقالا للكاتبة ولروائية الأردنية الكبيرة سميحة خريس
تقول ما ملخصه ..
أخشى أنني أستنتج أن قطاع المثقفين ما زال بعيدا كل البعد عن الجمهور
وأنهم يكتبون لأنفسهم
وأن الناس ما زالوا يعتبرون الأدب نوعا من الترف المضاف
وأن بإمكانهم أن يعيشوا دون قراءة أي كتاب
وتفسر ذلك بقلة رواد الندوات الشعرية والأدبية والفكرية عموما
ماذا يعني هذا ...
عدم وصول المبدع إلى جمهوره الحقيقي
لماذا ...!!
لأنه إما مغرق في الغموض
أو أنه مقلد للغرب حارقا كل مراحل التطور
أو أنه لا يختار شرائح مجتمعية تمس معاناة الناس الحقيقية

وأخيرا
لا أحد ضد الحداثة ...التي تعني التطور ..
وتحقيق المعادلة الصعبة
التطور ..والأخذ بأسبابه منطلقين من عباءة التراث
ولعل هذا إلى حد ما ما حاول أن يفعله الروائي
جمال الغيطاني باستلهامه نصوصه الروائية
من روح التراث
ولعل أعماله تحتاج إلى دراسات شاملة ...للوقوف على محاولاته الجادة من وجهة نظري

وفي ....انفصال المبدع عن جمهوره أسرد لك وللمربد هذه القصة الحقيقية دون ذكر أسماء

ذات يوم وصل إلى سمع أحد مشايخ العشائر ..أنه تم إلقاء القبض على ابنه ( الناشط السياسي في الحزب الشيوعي ) وأدخل السجن
ومن الجدير بالذكر أن هذا الإبن علاوة على كونه ناشطا سياسيا فهو كاتب كبير
احتار الأب وجن جنونه
كيف يتم إلقاء القبض على ابنه الهادىء الواعد المثقف
ذهب لزيارة ابنه في السجن فسأله
لماذا تم سجنك يا بني
أجاب الإبن لأني أدافع عن الطبقة العاملة والفقراء الذين تمثلهم هذه الطبقة أصدق تمثيل
فسأله الأب ماذا تعني بالطبقة العاملة يا بني
أجاب العمال يا أبي ..
قال الأب ..هل تقصد العمال الذين يتجمعون كل صباح أمام الجامع الكبير وفي أماكن تجمع محددة لالتقاط رزقهم
أجاب الإبن نعم يا أبي هؤلاء هم ومن على شاكلتهم
فما كان من الأب إلا أن نهض مبكرا في صبيحة اليوم التالي
وذهب إلى أماكن تجمع العمال عند الجامع الكبير
ناداهم وسألهم
هل تعرفون فلان ( وذكر اسم ابنه ) الذي يقبع في السجن دفاعا عنكم
فابتسم بعض العنال قائلين
والله يا شيخ لم نسمع باسمه ولا نعرفه ....

أراد الأب أن بصل إلى حقيقة الأمور ...على الأرض
وليس في بطون الكتب ولا من خلال الخطابات الرنانة
أخي طارق
كل الشكر لك

وتحياتي

سلام الله عليك

ربما لم نصل لما نريد من الحرية

لكن لنقل أننا نحاول ذلك

وهذا يكفينا
أو ربما يكفيني
أما عن كلام الأخت سميحة
فأنا أتفق معها أن رواد الحداثة قلصوا التيار الواسع الشعبي على نخبة وشلل وهم أنفسهم كثيراً ما يختلفون بين بعضهم
وأنت تقول نحن لسنا ضد الحداثة
لكني أخبرك أني ضدها فهي حداثة مخربة للفنون وللذوق العربي
وكان بناء المربد ردة على ذلك وعودة للروح العربية الأصيلة

لكن يا أخي لا علاقة للقصة بذلك
فهل واضحة جداً
وإن كنا نتكلم عن الرمز بشكل عام
أرى أن هذه القصة لا تحوي رمزاً واحداً

وإذا كنت تجد فيها بعضاً منه إلا تدلني عليه

تتنوع مسارات الكاتب الفنية فيكتب في هموم المجتمع والأمور الاجتماعية والسياسية
والثقافية
أنا شخصياً لا أحب الكتابة في الواقعية الغربية المملة والتي قد يظن البعض أنه ميزة شرقية
وإن عدت للواقعية فإني أحب أن اكتبها كما أحب كمثال هنا مآجيج الألم

تجرتبي جديدة بهذا الأسلوب ولعل أمثلة قادمة منه تجعله أكثر وضوحاً
ومع ما يثار من نقاش جميل يوضح المعالم ويعيدنا للتأمل في أدواتنا أكثر من مرة


لك كل الشكر