اشعار (فروغ) تقع في برزخها الخاص.. تقع بين دنى الطفولة البريئة الساذجة البسيطة الوضاءة ودنى الحاضر الواعي الملغوم بالاوجاع والشرور والتشوه.. وما دامت الطفولة، بكل اوصافها، لم تعد مقدورا عليها في السلوك الحاضر الناضج، فإن الممكن ازاءها هو الاستغراق في التذكر لمواجهة القسوة الحاضرة الشاخصة، فإن لم يدم هذا الاستغراق، فإن امام الشاعرة مزية الاستغراق في الطبيعة، تمرر من خلالها شحنات روحها المتأزمة، بحثا عن التوازن المستحيل.. فلقد وجدت الشاعرة (فروغ) نفسها او اكتشفت نفسها فجأة بعد زواجها المبكر.. وجدت روحها محاصرة بالاوجاع والشرور والتشوه، فكان طلاقها وكانت رحلتها المحمومة والخطرة على برزخ البراءة الماضية/ القسوة الحاضرة.
ان مجرد استعراض عناوين دواوينها او افلامها القصيرة يمكن ان يعطي فكرة عن عالمها المتوتر المتراكم بين الوجع والتأمل والحنين: (اسير ـ حائط ـ عصيان ـ نار ما ـ البيت الاسود).. ان فروغ ـ وكما يقول الناقد الايراني (عبد العلي دستغيب) ـ «دائما تفرش ذكريات الطفولة امام عينيها على خط مليء بالهيجان، قلقة ازاء لحظة الحاضر وخائفة من الغد المجهول الذي يجبرها على اللجوء الى ذكريات الطفولة».
* الشرق الأوسط