تجبرني صراحة عينيكِ على تمزيق نظرات الورق ...
على تهجير آلاف اللوحات في تأملي ...
وتمييز لوحة وردةٍ مطرزة الشذا ...
ومنظومةٍ كعقدٍ من حبات جلنارٍ من أنامل الشفق ...
أيا امرأةً تحدت في حسنها رقصات الضبي ...
أنتي تشكيل الذي بين أناملي ...
أنتي عنقود كلماتٍ تناثر على ملامح أوراقي ...
وارتشف من شفتي أهدابكِ عناق أبجدياتي ...
تعالي ...
إلى حيث تسأمين ملل الحروف فتحدثيها ...
تعالي إلى عصيان السطر في بلاط قلمي ...
إلى المعنى الذي يتطاير في مهد شفتيك ...
قطرات ندا أو بعضاً من رشفات نبضي ...
فربما أستطيع كتابة أنثى ببدائية أزيائي ...
وربما أستطيع تطريز سطر الشوق في خاصرةالعينين ...
وربما أتحدث إليكِ في وداع الشفق للقاء نبضاتي ...
أو متى صافحتْ قطراته شغب القلم في يدي ...
أتعلمين سيدتي أنني أعتمر قبعة الحرف لأكتبكْ ...
وأمسك بقلمي من الوسط حتى لا يخذلني ...
وأداعب الشوك في بعدكِ حتى تقتطفه عنكِ يداي ...
أتعلمين أنني بلغت الستين وأنا أبحث عن كلمة تليق بكِ ...
وعدت إلى عمر العشرين وها أنا لا زلتُ أكتبكِ ...
أتعلمين أن جسدي لم يعد يتعرف لنبضاتي ...
سافر النبض إليكِ وتركني أنعش جسد جسدي...
أتعلمين أن الألم ليس في وداعكِ ساعة ألقاكْ
...
إنما الألم أن ألقاكِ ساعة وداعكِ ...
وحينما أتخطى معجزة الصبر لأعانق معجزة ألمي ...
أتعلمين أنني لا زلت أتهجى شفتيكْ ...
ولا زلت أكتب السطر الخامس بعد المئة حتى أشعركْ ...
ولا زلت أتكئ على زاوية سطري وأنا أشعر بيديكْ ...
تمتد إلى نحر حروفي لتعانقها ، لتزين جيد معانيها ...
لتغفو على وسادة يديكِ صدفات كلماتي
رائعةٌ أنتي طفلتي حينما تختارين لحديثكِ الأنوثه ...
وتختارين لموكب حسنكِ أزياء الشفافية ...
حينما يلمع في جسد ظلالكِ نبضات حروفي ...
وتتألق في ابتسامتكِ زهور الشوق ...
وتسألينني طفلتي عن لوحاتي التي رسمتها بَعدكِ ...
دعيني أحدثكِ عنها قبل أن تغيب الشمس عن أوراقي ...
ففي أوراقي لغة الشمس لا تقبل بضياء القمر ...
فهي قد أهدت القمر لك ..
وارتضت خصلات الشمس ...
هناك حيث تقف لهفتي كتبتكِ أنثى ...
ورسمت حول خصر اللهفة وميض معاناة ...
حتى تتجرد اللهفة عن رزانتها فتسكن إليكْ ...
وحينما سرحت خيوط المساء عقدت عقدتين ...
كانت الأولى من ورد البنفسج فتطاير ...
وكانت الثانية من عطر المودة فبقى ...
كنتُ أمسكُ قلمي وأنظر من تحت قبعة الحبر إليكْ ...
كنتِ ترتدين ثوب الروعة وتعتمرين الرقة ...
وكنتُ أراقبكِ حينما تعثرتي وأنتي ترقصين حول حروفي ...
تبسمتُ لكِ فملأتي ببسمتكِ الأفق فخجل ...
وخجلتُ أنا فما عادت النسمة ترشف عرقي ...
حملتُ أساطير خطواتكِ لأجبر مهد خطواتي ...
وعلمتُ أن المرأة تساوي كل نساء العالم ما دمتِ حبيبتي ...
علمتُ أن العمر بين يديكِ يساوي طفولة الدنيا ...