ولما في بحثت عن معنى البيتين في الشبكة العنكبوتية عثرت على ما يلي :
في شرح المعلقات السبع شارحا ًمعلقة امرئ القيس : قفا نبك كما يلي : قال امرئ القيس بن حجر بن عدي الكندي :(ورد في شرح المعلقات للزوزني) قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل قيل خاطب صاحبيه , وقيل خاطب واحدا ً و أخرج الكلام مخرج الخطاب مع الاثنين ,لأن العرب من عاداتهم إجراء خطاب الإثنين مع الواحد والجمع , فمن ذلك قول الشاعر : فإن تزجراني يابن عفان أنزجر وإن تدعاني أحم عرضا ً ممنعا خاطب الواحد خطاب الإثنين وإنما فعلت العرب ذلك لأن الرجل يكون أدنى أعوانه اثنين راعي إبله وراعي غنمه , وكذلك الرفقة أدنى ما تكون ثلاثة فجرى خطاب الاثنين على الواحد لمرور السنتهم عليه , ويجوز أن يكون المراد به : قف قف ,فإلحاق الألف إمارة داله أن المراد تكرير اللفظ , كما قال أبو عثمان المازني في قوله تعالى : (قال رب ارجعون) المراد منه ارجعني ارجعني ارجعني جعلت الواو علما ً شعرا ً بأن المعنى تكرير اللفظ مرارا ً , وقيل أراد قفن على جهة التوكيد ,فقلبت النون ألفا ً في حال الوصل ,لأن هذه النون تقلب ألفا في حال الوقف , فحمل الوصل على الوقف , ألا ترى أنك لو وقفت على قوله تعالى : (لنسفعن بالناصية ) قلت لنسفعا ً , ومنه قول الأعشى : وصل على حين العشيات والضحى ولا تحمد المثوين والله فاحمدا أراد فاحمدن , فقلب نون التوكيد ألفا ً , يقال بكى يبكي بكاء ً , وبكيا ممدودا ً ومقصورا ً. أنشد ابن الأنباري لحسان بن ثابت شاهدا ً له : بكت عيني وحق لها بكاها ولا يغني البكاء ولا العويل . فجمع بين اللغتين تكتب بعد عرض الأسباب النحوية لتكون قاعدة للنقد والإستعراض . تساؤلات : إذا سلمنا بما جاء في تعليل الزوزني لخطاب امرئ القيس صاحبيه في مطلع معلقته الشهيرة : قفا نبك .... فهل يصح ذلك في مجالس الشراب وما أكثرها في الشعر العربي وأول ما يتبادر للذهن أنه من غير المعقول أن يكون الندماء تحديدا ً راعيي الإبل والغنم ..... فهذا ابن الرومي يقول في وصف المغنية وحيد : يا خليلي تيمتني وحيد ففؤادي بها معنى عميد غادة زانها من الحسن قد ومن الظبي مقلتان وجيد تتغنى كأنها لا تغني من سكون الأوصال وهي تجيد ولأبي تمام كل الحق أن يطلب الشراب من ساقييه ولا يعقل أن ياتمنهما على سره وقل أن يؤتمن الواحد في مثل هذا الأمر : أيها الساقيان صبا شرابي واسقياني من ريق بيضاء رود إن دائي الصدى وإن دوائي رشفة من رضاب ثغر برود عندها الصبر عن لقائي وعندي زفرات يأكلن قلب الحديد والمتنبي و هو في حشد من ا لمحتفين بالعيد يخاطب اثنين مع مايقتضيه حاله من الكتمان وكل سر جاوز الاثنين شاع: عيد بأي حالٍ عدت يا عيد فيما مضى أم لأمر فيك تجديد يا ساقيي أحمر في كؤسكما أم في كؤوسكما هم وتسهيد أصخرة أنا مالي لا تحركني هذا المدام ولا تلك الأغاريد و هل كان المعري صاحب غنم وإبل يرجو راعييه أو رعاته أن يعللاه عن همومه و يساهرانه مع علمنا الأكيد بأنه أبان خطابه في قوله : أيها الفرقدان......... عللاني فإن بيض الأماني فنيت والزمان ليس بفان ليلتي هذه عروس من الزنج عليها قلائد من جمان هرب النوم عن جفوني فيها هرب الأمن عن فؤاد الجبان و إذا أخذنا شواهد في غير هذه الحالة نرى الفرزدق خارجا ً من مجلس الخليفة مع جرير في حضور حاشد يخاطب المثنى : يا صاحبي دنا الرواح فسيرا غلب الفرزدق في الهجاء جريرا ومن هما خليلي ابن عليق الطائي ؟ خليلي عوجا فانظراني لعلني أسائل رسما قد عفا وتهدما وابو المثلم الهزلي يخاطب اثنين محملا إياهما رسالته لعبد الجهل : ألا قولا لعبد الجهل ان الص صحيحة لا تحالبها اللويث وهذه أسماء المريه لاترى من جزيرة العرب وجبالها سوى جبلي نعمان لمناجاتها مع حقيقة وجودهما الجغرافي : ألا خليا مجرى الجنوب لعله يداوي فؤادي من هواه نسيمها أيا جبلي نعمان بالله خليا نسيم الصبا يخلص الي نسيمها وقولا لركبان تميمية غدت الى البيت ترجو أن تحط رحالها وإذا سلمنا بصحة ماجاء في أسطورة مقتل المهلل ونسبة البيتين التاليين له : من مبلغ الأقوام أن مهلهلا أضحى قتيلا في الففلاة مجندلا لله دركما ودر أبيكما لايبرح العبدان حتى يقتلا وتشيرالروايهُ إلى أنه قد حمّل العبدين البيت التالي : من مبلغ الأقوام أن مهلهلا لله دركما ودر أبيكما وقرأت اليمامه إبنة أخيه كليب الوصيه الكامنه خلف السطور والتي سمت عن فهم العبدين ولم يدركا المغزى منها فأودت بهما ومايهمنا هو خطاب المثنى لاعدد العبدان في الواقع . ويتفق ذلك مع ماجاء في قصة موسى وصاحبه إذ نسيا حوتهما وذهب في البحر سربا ونسلم بأنهما اثنان لاثالث لهما مالك ابن الريب الشاعرالذي رثى نفسه قبل الموت وهو في جيش ابن عفان غازيا لم يكن وحيدا ,يبدأ قصيدته بخطاب الجمع : أقول لأصحابي : ارفعوني لأنني يقر لعيني أن سهيلا بدا ليا ثم يعود لمخاطبة الاثنين في الأبيات التاليه وكأنه يمارس واجبا من دواعي الجمال في النظم : فيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا برابية إني مقيم لياليا أقيما علي اليوم أو بعض ليلة ولا تعجلاني قد تبين مابيا وقوما إذا ماستل روحي فهيئا لي السدر والأكفان ثم ابكيا ليا وخطا بأطراف الأسنة مضجعي وردا على عيني فضل ردائيا ولا تحسداني بارك الله فيكما من الأرض ذات العرض أن توسعا ليا خذاني فجراني ببردي إليكما فقد كنت قبل اليوم صعبا قياديا يقولون لاتبعد! وهم يدفنونني وأين مكان البعد إلا مكانيا وهل من العادة أن يكون هناك دائما ناعيان وداعيان أقول لما أتاني الناعيان به لايبعد الرمح ذو النصلين والرجل والمجنون ليس إلا اثنان يحملان له خبرنزول ليلاه بتيماء وخبرتماني أن تيماء منزل لليلى إذا مالصيف ألقى المراسيا وهذي شهور الصيف عني قد انقضت فما للنوى ترمي بليلى المراميا ومع أن الخطاب موجه لإثنين هما الثقلان فإن خطاب المثنى عميق الدلالة واضح البلاغة كماجاء في سورة الرحمن من القرآن الكريم والعبرة التي تتكرر في كل فبأي آلاء ربكما تكذبان.........فيهما جنتان فبأآية من السورة تقريبا : فبأي آلاء ربكما تكذبان.........فيهما جنتان......