أخي الكريم
حكمت
وأنا أقرأ دعوتك للتسلح بالعلم والأدب عدت إلى مقالة لي كانت بعنوان :
علموا أولادكم الأدب والعلم
حينما الحجاج أمر أحد مرؤوسيه لمّا تولّى شؤون العراق أن يطوف بالليل ، فمن وجده بعد العشاء أمر بضرب عنقه,
وإذ به وهو يطوف ذات ليلة وجد ثلاثة صبيان ، فأحاط بهم وسألهم عن سبب مخالفتهم لأمر الحاكم .....
وإذ بالأول يقول له :
أنا ابْنُ الذي دانَتْ الرقابُ لهُ ** ما بَيْنَ مَخْزُومِها وهاشِمِها
تَـأْتي إِلَـيه الرقابُ صَاغِرَةً ** يَأْخُذ مِنْ مَالِها ومِنْ دَمِهـا
فأمسك عن قتله وقال :
لعلّه من أقارب الأمير .
وجاء دور الفتى الثاني فقال له :
أنا ابْنُ الذي لا يُنْزِل الدهر قَدْره ** وإِنْ نَزِلَت يَوْماً فسوفَ تعُودُ
تَرى النَّاس أفواجاً إلى ضَوْءِ نارِه ** فَمِنْهُم قيامٌ حوْلها وَقُعودُ
فتأّخر عن قتله وقال :
لعلّه من أشراف العرب الكرام .
وإذ بالثالث يقول له :
أنا ابْنُ الذي خاضَ الصفوف بِعَزْمهِ ** وَقوَّمَهـا بالسَّيف حتّى اسْتقامَتْ
رِكابَاهُ لا تَنفك رِجْلاَه منهما ** إذا الخيلُ في يومِ الكريهةِ وَلّت
فترك قتله وقال :
لعلّه من شجعان العرب ،
فلما أصبح ، رفع أمرهم إلى الحجاج وأحضرهم ، وكشف عن حالهم فإذا
بالأول: ابن حجام ( حلاق ) .
والثاني: ابن بائع فول .
والثالث : ابن حائك ثياب .
فتعجّب الحجّاج من قصائدهم وقال لجلسائه :
علّمُوا أَوْلادكُم الأدَب فلولا فَصاحتهُم ، لَضَربْتُ أَعْناقهُم
ثمّ أطلقهم وأنشد :
كُنْ ابنَ مَنْ شِئْتَ واكْتَسِب أَدباً ** يُغْنِك مَحْمًودهُ عَن النسبِ
إِنَّ الفتى مَنْ قالَ ها أنـذا ** ليْسَ الفتى مَنْ يقولُ كانَ أبيِ


فيا ليت الأمة تعي الطريق الذي يدفع بها إلى النهضة والرقي ، وتعود كما كانت عليه من قبل أمة كان لها السبق دون العالمين ....

ولي رجاء يا أخي الكريم حكمت :
أن نحاول معا على أن تكون كتاباتنا خالية من الأخطاء النحوية والإملائية ، ويكفينا شرفا وفخرا أن الله أكرمنا وأنزل كتابه الكريم على نبيه الأميّ بلسان عربي مبين ...
وجزاك الله خيرا