اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد يوب مشاهدة المشاركة
أخي عبد اللطيف مبروك الفوز بالجائزة الثالثة أسألك القصيدة ممتعة فيها صور حية متحركة ولكن ما علاقة العنوان بالقصيدة يظهر لي بأن العنوان يؤثر على جمالية القصيدة لأنه لايساعد على جلاء الصورة التي تريد تبليغها للقارئ ؟
مامدى تأثير قصيدة المومس العمياء للسياب على الشاعر ؟
شكرا أخي عبد اللطيف أنا أتابع مسيرتك
أخي الكريم الأستاذ محمد أيوب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لا شك أن ملحوظتك بشأن عنوان القصيدة "عيناك تفاحتان..." وجيهة ولا تصدر إلا عن شاعر خبر الشعر وتمكن من أدواته تمكنا لا مرية فيه.
لكنني أريد أن أشير إلى أمرين:
أولهما أننا إذا قرأنا هذا التشبيه قراءة حسية بصرية فإننا سنعجز عن تخيل عينين كبراوين بحجم التفاح! ولا شك أن أي شاعر يدرك ما ينطوي عليه هذا التشبيه من مخالفة للحس المرهف والذوق السليم.
وثانيهما أننا إذا تلمسنا في هذا التشبيه صورة معنوية تعتمد على الغواية الكامنة في رمز التفاح فلا شك أن التشبيه يشبه مقبولا لدى القارئ الذي يتمثل هذا التصور ويتخيله.
من هذا المنطلق أخي، أقول لك إنني لم أعمد إلى اجتراح تشبيه مادي حسي بصري (كالحجم واللون مثلا) بين العينين والتفاح، بل قصدتُ إلى رصد الغواية التي يعد التفاح أحد رموزها في ذهن العربي المسلم ارتباطا بقصة آدم عليه السلام وحواء حين كانت غواية شجرة التفاح وخضوعهما لها سببا في مخالفتهما أمر الله وخروجهما من الجنة، ولا ننسى دور حواء في هذه "الحادثة" إذا صح التعبير (من هنا جاءت رمزية التفاح مرتبطة في القصيدة بعيني المرأة التي أغوت الشاعر حد الاشتهاء!)
هذا ما هدفتُ إليه أخي من اعتماد هذه الصورة التي قد لا يتقبلها بعض القراء لكنهم لو نظروا إليها كما أرادهم الشاعر أن ينظروا إليها لانتفى عنصر الاستقباح فيها.
ختاما، أرجو أن تتفضل بقبول أسمى عبارات الشكر والمودة. تسرني متابعتك الراقية وثناؤك الوارف.
أخوك عبد اللطيف غسري