الفائز بالمركز الثالث

رحالة

ما عاد يأخذنى إليكَ حنينى


ما عاد يأخذنى إليكَ حنينى

وفى بحرِ عينيكَ
ما عاد يُلقينى
ما عاد الدفء
بين أحضانك
يُمتعُنى
وما عاد الشهد
على شفتيك
يغرينى
إنى استرحتُ من الهوى أخيراً
واستبرأت منه ..
جميع شرايينى

* * * *


هل تذكر وداعُنا الأخيرِ هناك

يوم دسستٌ الوردة فى كفى
وهمست بصوتك الخفيضِ فى اُذنى
حبيبتى ..
سأعودُ فانتظرى .
ولوحت مغادراً
ولوحتٌ لكَ ..
وبداخلى القلبِ يهوِى
ولمحتٌك شيئاً فشيئاً تختفى
والنور شيئاً فشئيئاً
فى وجهى ينطفى
وعدتُ اسلك الطريق وحدى
احتضنٌ الوردة الصامتة
مكان كفِك فى كفى
وعندما وصلتُ
كتبتُ على بابى
ستظلُ تسكننى
غِب ما شئتَ
فحتماً ستأتى

وبحزنٍ أغلقتٌ الباب

وشققت لعينى الأنهار
لتبكى !!
* * * *
كم من العمرِ مرَ
على تلكَ الليلةِ
لا أدرى
فكل يوم أصحو لألمح فستانى الأبيض
حزينٌ ً مثلى
اُلقى عليه التحيه
واُخبره بأنك ستعود
وسأرتديه ..
كأميرةِ القصرِ
واٌقبلٌ الوردةِ الحمراء
وإلى المرافىءِ أمضى

وهناكَ ..

اتطلعُ فى العائدين
ابحثٌ عن وجهِ حبيبى
عن وريقةٍ يُلقيها فى بريدى
وأعودُ بلا شىءٍ
اُجرجرُ الأحزان وحدى
لأخطُ على بابى ..
سأظلُ انتظركَ
بشوقى !!
* * * *

كم من العمرِ مر

على تلكَ الليلةِ لا أدرى
كل يومٍ أصحو
لألمح فستانى
وقد اصفر كوجهى
والوردةِ بين الأوراقِ
فتتها الوجدِ !!

اثب إلى المرافىءِ كالعادة

وهناك ..
أرقبٌ الشواطىء البعيدة
علك على الجانب الأخر
تلمحنى
وأعودُ كما دائماً أأتى
تغطينى سحابة حزنى
* * * *

ويمرٌ العمر ولا ادرى

اشتكت منى سنواتِ صبرى
ارمقٌ فستانى الذى غطاه الترابِ
وتلك العبارات
التى تتغيرٌ على بابى
وتلك المرافىءِ والشواطىء
ووجوه العائدين
وسٌحبِ أحزانى

وقطارِ العمرِ يمضى

يدهسُ أجمل أيامى
والشيب يدق الباب خِلسةً
ليخطٌ فى بقعةِ الليلِِ
إولى علاماتِ ارتحالى !!
* * * *

سنواتٍ اخرى تمر

اصحو .. لأزور ذلك الكهف
الذى قد كان فستانى
واتكىءُ على منسأتى قاصدةٍ
نفس مكانى
للمرفىء أغدو بخطواتى الثكلى
وظهرىَ المحنىّ كأحلامى

ما عُدتُ ارى الضفةِ الاُخرى

وما عُدتُ اٌميزُ وجوهِ العائدين
لا صوت أألفهُ
لا شىء سوى العتمة
فى الضفة الاٌخرى !!


ومن حيثُ أتيتٌ

ككلِ يومٍ اعود
أفتحٌ بابى
أتكومٌ تحت ضريحِ فستانى
اٌغمضٌ عينىّ على حٌلمى
وأفتحٌ باب ذاكرتى
لألمح وجهك للمرةِ الأخيرة

و أخُطُ على بابى العبارةِ الأخيرةٌ

و اٌغمضٌ عينى.


ما عاد يأخذنى إليكَ حنينى

وفى بحرِ عينيكَ
ما عاد يُلقينى
ما عاد الدفء
بين أحضانك
يُمتعُنى
وما عاد الشهد
على شفتيك
يغرينى
إنى استرحتُ من الهوى أخيراً
واستبرأت منه
جميع شرايينى .