صدقت صديقي ليس كل ما يعرف يقال لكني سأذكر القصة التي أعتقد أني سمعتها منك عن نزار

وعلى لسان القاص الطبيب عبد السلام العجيلي
ذلك أنه قال سافرت إلى فرنسا وخطر بذهني زيارة نزار قباني وكان لنزار سكرتيرة فرنسة تحفظ له مواعيده وتخبره بها .......بالتأكيد عجيلي تكلم معها بالانكليزية , وأخبرها أن سيراه في مطعم في المدينة


وفي الموعد كان نزار قد وصل قبل عجيلي وحين رآه قال له هذا أنت وانأ حسبتها جميلة تريد اللقاء بي

طبعا اللبس حدث من السكرتيرة التي ربما لاكت له الأحرف فخرج الاسم كاسم فتاة فرنسية أو ربما كتبته له فكان كذلك وضحك عبد السلام العجيلي ملياً حين رآه متعطراً يلبس أفضل لباس

نزار والحب


حين ألمس شتات فتيات عصرنا وهيامهم بالحب أرى مستقبل هذه الأمة


الفتاة أمست تضحي من أجل الحب وحين يأتي موعد الزواج تتراخى, وتبدأ كمن تستيقظ من حلم طويل في أخر النهار ولم تعد لنهارها شيئاً فينتهي هذا الحلم الجميل بكابوس يقض مضجعها.
وستشعر بوجع الاحتراق الذي هامت إليه كفراشة غبية وأمست ذات الكلمات التي ضيعت لبها وخز ابر
لاسعة ومدعاة للبكاء:

الحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال

..

إنما هو الإبحار دون سفينة وشعورنا أن الوصول محال


تعود شعري الطويل عليكْ
تعودت أرخيه كل مساءٍ
سنابلَ قمحٍ على راحتيكْ
تعودت أتركه يا حبيبي..
كنجمة صيفٍ على كتفيكْ..
فكيفَ تمل صداقة شعري ؟
و شَعري ترعرع بين يديكْ.

هلستمسي هذه الأحرف سهاماً تقض المضجع حين ينتهي ذلك الحلم الجميل

لم يغد فكر الفتاة في عصرنا أن تكون بيتا قويا وتبني أسرة , أصبح لديها هموما أخرى
وقد أكل الحب والهوى من عقلها وقلبها , بل أمسى الخواء العاطفي مذلة ونقصاً لها وهي تقول

علي أن أعيش أنوثتي , فالحب يجعلها تحس بأنوثتها وما درت انه تخرب هذه الأنوثة وتحرقها بنار جميلة

لم تعد المرأة تفكر تحافظ على زوجها وبيتها وكيف تربى أولادها لم يعد للأسرة بريق جميل في فكرها
إنما هل سيبقى يحبني أو هل سيكون الحبيب الملائم لي


هل سيحب واحدة أخرى
وهي مستعدة أن تضحي ببيت وزوج إذا شكت أن ذلك لن يتحقق

انه الحب قد أكل من حشاشة القلوب فضمر العقل واختفى الأفق

آه منك يا أستاذي

صدقت والله حين قلت فجيل هائم فارغ باطن الأرض خير له من ظاهره

وكيف لهذا الجيل أن يبني مجتمعاً قوياً ويدافع عن بلده . كيف له أن يربي جيلاً يحرر الأقصى


لازلت كلاماته ترن وهو يهزنا أفيقوا .... كنا كالنائمين في حلم جميل لا نريد الاستيقاظ

فقد نال منا الهوى ولربما لا زلنا نعيش بقايا هذا الكابوس

(( أتكلم هنا عن نزار والحب رغم أن لنزار قصائد وطنية تهز الأرض وهذا جانب أخر ربما نعنى به في غير هذا الموضوع))
وللكلام تتمة