قبل السقوط
.................

هل شاهدتني في الليل، وآخر فرع من شجرة التوت يهوي
وأنت يا زوجي ـ الغيور ـ ترفع يدك المتثائبة لتُثبِّت الفرع في الشجرة حتى لا يهوي، وقد ختم على فمك وعينيك النعاسُ!
هاهو أخوك الشاب يعدني أن يقطف الثمرة التي حرّمها الزوجُ على نفسه .. مادام يُدمن الغياب، حتى لو كان حاضراً!
...
ـ مرة أخرى .. يا من اسمك زوجي .. أيها الرجل الخرتيت، تريدُني مرةً أخرى أن أسقط .. وأنا على شفا الموت ..
تريدني أنا المريضة بالكبد أن أخطئ!؟
.. اترك لي لحظةً أعي فيها .. كمْ عاينْتُ قبري في هذه الدنيا القاسية، وتزوجتك ـ أنا غير المحظوظة ـ أيها الرجل الفظ، الذي لا يحبُّ غيرَ نفسه!
لماذا جئت بأخيك يسكن معنا في هذه الشقة الصغيرة؟
هل كل ميزتها أنها بجوار جامعة القاهرة؟
يُمكنك أن تعطيه بضعة جنيهات ليسكن في المدينة الجامعية، أو أن يعيش مع زميل له في سكن خاص .. الكثير من الطلاب يفعلون ذلك!
...
لماذا ترجمني بأحجار كلماتك دائماً
وأنت مُعلَّقٌ في سارية الضياء
لا تُخطئ .. ، ولا تتعثَّرْ .. ، ولا تحيض ..
ولن تكون عقيماً أبداً ..
***
دعْني أمضغُ وهْمي ، وأرقص .. ميتةً في عالم الأحياءْ!
وقُل لي .. ـ الآن! ـ حكايات الحب والعطاء التي لم تقلها لي ولم تفعلها طوال عُمرك .. حتى لا يخطفني الموت قبل أن تصل إلى المياه والثمر، و ترى النجوم والقمر!
...
يا للخيبة! أنتَ لم تعرف إلا ظلمة الليل، ولم تعشْ إلا بيْنَ الجمادِ والحُفر .. ولم تر إلا الحجر الجامد ..
الذي لم تستطع أن تُفجِّر منه عيونَ الماء!!

الرياض 31/5/2005م