الجابري رحمه الله قد تحدث في المدخل لفهم القرآن الحكيم ، أن نقد التراث ونقد العقل العربي كان استجابةً لأحداث ما بعد النكسة ، بحيث نشطت الحكات الإسلامية في الوطن العربي واختتمت بانتصار الثورة الإسلامية في إيران . وحدد من خلال نقده أن العقل العربي من حيث التكوين والبنية وعقله السياسي والأخلاقي لاينفك عن مفهوم ( القبيلة ــ الغنيمة ــ الشريعة ) وكانت القبيلة بداية الدعوة من أجل الشريعة ، ومن ثم انصرفت باتجاه الغنيمة ، وتأثر بالفكر الغنوصي والعرفاني ، فأصبح العقل العربي مستقبلاً فقط لا يرسل شيئاً إلى أن قَدَّم استقالته فاستراح .
ومن ثم جاء كتابه : فهم القرآن الحكيم استجابةً لما بعد أحداث 11سبتمبر ، كيف انطلقت دعوات الإصلاح والتقريب والحوار ، فهو إعادة فهم للقرآن الكريم وليس تفسيراً بل تعريفاً به . وقد قال سلمان العودة : نعذره في بعض المواقف لأنه غير مختص .
ولكنني لاأعذره في بعض المواقف بكونه أثار أسئلة ــ وأجزم أنها بحسن نية ــ تعطي تساؤلات جديدة لأعداء الإسلام . ولا أريد أن أتحدث بالتفصيل عنها لكي لا أساهم في بثها . فالقرآن لا يُلوى من أجل وضعه في قوالب الفلاسفة بل القوالب هي التي تلوى لكي تستوعب الدعوة .
وقد أبدع في إظهار البيئة التي كانت مسرحاً للدعوة وتفاصيل طريقة تفكيرها .
فمثلاً عندما يتحدث عن القصص في القرآن الكريم يقول : أغلب المفسرين في القديم والحديث أعطى هذه القصص طابعاً تاريخياً كانت مرجعياته الإسرائيليات ، ولكنها كانت سلاحاً من أسلحة الدعوة المحمدية ، ووسيلة من وسائل الحوار لإثبات الدعوة .