نـدوة الرحالة العرب والمسلمون: اكتشاف الآخر
( المغرب منطلقاوموئلا)
14 – 15 – 16
نونبر 2003م
د . نوري الجراح

تأتي هذه الندوة في إطار الاهتمام المشترك لوزارة الثقافة في المغرب والمشروعالجغرافي العربي "ارتياد الآفاق"، لتسليط الضوء على أعمال البحث والتحقيق في هذاالحقل، من باب الكشف عن إرث أدبي وجغرافي عربي واسع وثر، أهمل طويلا واشترك كل منالمغرب والمشرق في إنجازه عبر ما يربو على ألف عام من ترحال العرب والمسلمين فيجغرافيات "الآخر"، سفارة وتجارة وسياحة واستكشافا، وطلبا للعلم، سواء من حاضراتالجزيرة العربية وبغداد، أو من مدن الأندلس والمغرب.

ترتاد هذه الرحلات أفريقياوالهند والشرق الأقصى وحتى أمريكا، مرورا بمختلف العواصم الأوروبية ومدنها الهامة،وهو ما جعل العرب والمسلمين يتركون وراءهم إرثا من المخطوطات المصنفة في أدب الرحلةوالعلوم الجغرافية على تنوعها، وكلها تحمل تصورات ومعلومات وأفكارا عن الأخر فيعمرانه ومعاشه وتقاليده وثقافاته وأحواله، وهي موضوعات تزداد أهمية وخطورة في ظلالصراع العالمي الراهن والتشويه المتعمد الذي تتعرض له صورة العرب والمسلمين فيالعالم بعد أحداث 11 سبتمبر، بصفتهم أهل قطيعة ونفي للآخر، وليسوا أهل حوار وتعايشومشاركة في بناء الحضارة الإنسانية.

هذه الندوة من شأنها أن تطرح صورة مغايرةوتقدم معطيات مختلفة وتثير جدلا ونقاشا على أساس من القراءة المفتوحة للمنجز الرائدللثقافة الجغرافية العربية من خلال الآثار المتوافرة بين أيدينا لأعلام أدب الرحلةوالتصنيف الجغرافي عامة، وللدور الطبيعي الذي لعبه المغرب العربي كنقطة لقاء متقدمةمع الغرب في تأسيس أدب السفر إلى الآخر، كما في ريادة أدب الرحلة نحو المشرق العربيمن خلال أعلام كابن بطوطة والعبدري وابن جبير والعياشي وغيرهم.

نتطلع من خلالعقد هذه الندوة إلى تجديد السؤال من زوايا نظر جديدة عن علاقة العرب والمسلمينبالآخر، وإحياء الاهتمام بالمكان، ودفع حركة البحث والاستقصاء لنبش المخبوءوالمجهول من المخطوطات الجغرافية العربية والإسلامية التي لم تحقق، والكشف عنالثروة المجهولة من يوميات الكتاب والمثقفين والنهضويين والسفراء العرب إلى أوروباوالغرب في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين خصوصا، وهو ما يلامس بقوةأسئلة الحداثة، ويوفر معطيات لقراءة أسس النظرة العربية الراهنة نحو الغرب، الأمرالذي يحض على استئناف مشروع تنويري عربي يضيء الزوايا الظليلة في الثقافة العربيةعبر علاقتها الحية بالمكان.
************************

من قراءات

(السندباد)