السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ...


لاأعتقد أني في مستوى مبارزة أدبائنا الأجلاء
و لهذا أود تقبل تدخلي بصدر رحب إذ أنه أولا و أخيرا
لا يعدو كونه مجرد رأي :


كثر اللغط مؤخرا حول استحداث بحور شعرية جديدة و شاب هذا اللغط

تنافس شديد على أسبقية كل من طرق هذا الباب في استنباط هذه

البحور الجديدة التي (و الحق يقال) تمج الأذن موسيقاها الشعرية

و لا أقول الآذان حتى يعرف المتلقي أني أقصد أذني و هذا لا يمنع

أن تشترك معي أغلب الآذان في ذلك ..

و ليس هذا جمودا أو نفورا من التجديد فأنا أحب شعر التفعيلة

و أحس بجرس الشعر فيه بل و لي محاولات في الكتابة عليه و إن كانت نزرة


لكن أن يقوم بين الفترة و الاخرى شاعر أو أديب بالتلاعب بدوائر الشعر العمودي العروضية

و بالمزج بين البحور أو بالتقديم و التأخير أو القلب للتفعيلات أو بالكتابة على البحور المهملة

في الدوائر العروضية ثم يدعي أنه استحدث بحرا جديدا فهذا لدي غير مقبول على الإطلاق لأنه

يفتح الباب على مصراعيه لكل من هب ودب على فعل ذلك و سنرى كل يوم بحورا جديدة

مستحدثة و مستنبطة .. (و المعذرة على التعبير فإني لا اقصد شخصا بعينه )



أليْس كافيا أن يكون لدينا 16 بحرا (بحساب المتدارك الذي وضعه الاخفش)

مع العلم أن كل بحر يضم أنواعا من البحور الفرعية مما يصل إلى 64 بحرا

مع غض الطرف عن بقية ما ابتدعه المحدثون كالدوبيت و الموشح والزجل مثلا ؟؟


أليس هذا العدد الضخم من أنواع البحور كافيا للنظم حتى نحتاج لاستنباط

و استحداث أنواع جديدة أخرى من البحور ؟؟؟



أرجو أن تتسع صدوركم لهذه الخواطر و خصوصا أساتذتي الكرام اسحق قومي و كريم محسن




-----


كما انني أود الإشارة إلى نقطة مهمة و هي الحلاج الذي اسال من الحبر الكثير

و كانت و لا تزال لديه حظوة غير مسبوقة عند المستشرقين :
أجمع العلماء المعاصرون للحلاج على قتله بسبب ما نُقل عنه من الكفر والزندقة
وها هي بعض أقواله :
1- ادعى النبوة ، ثم تَرَقَّى به الحال أن ادعى أنه هو الله .
فكان يقول : أنا الله . وأمر زوجة ابنه بالسجود له .
فقالت : أو يسجد لغير الله ؟
فقال : إله في السماء وإله في الأرض .
2- كان يقول بالحلول والاتحاد . أي : أن الله تعالى قد حَلَّ فيه ،
وصار هو والله شيئاً واحداً . تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.
وهذا هو الذي جعل له القبول عند المستشرقين النصارى لأنه وافقهم على الحلول ، إذ إنهم يعتقدون في عيسى عليه السلام أن الله تعالى قد حَلَّ فيه .
ولهذا تكلم الحلاج باللاهوت والناسوت كما يفعل النصارى فمن أشعاره :
سُبحانَ مَن أَظهَرَ ناسوتُهُ ** سِرَّ سَنا لا هَوَتهِ الثاقِبِ
ثُمَّ بَدا في خَلقِهِ ظاهِراً ** في صورَةِ الآكِلِ وَالشارِبِ
حَتّى لَقَد عايَنَهُ خَلقُهُ ** كَلَحظَةِ الحاجِبِ بِالحاجِبِ
ولما سمع ابن خفيف هذه الأبيات قال : على قائل هذا لعنة الله .
فقيل له : هذا شعر الحلاج . فقال : إن كان هذا اعتقاده فهو كافر . اهـ
(و في هذه الابيات تلخيص لعقيدة النصارى في المسيح حيث يعتبرون
المسيح هو الله و أن جسده هو الناسوت و قد حلّ فيه اللاهوت - نعوذ بالله من ذلك و نستغفره- )
3- سمع الحلاج قارئاً يقرأ آية من القرآن في البيت الحرام ، فقال : أنا أقدر أن أؤلف مثل هذا .
4- من أشعاره :
عَقَدَ الخلائقُ في الإله عقائدا ** وأنا اعتقدتُ جميعَ ما اعتقدوه

وهذا الكلام مع تضمنه إقراره واعتقاده لجميع الكفر الذي اعتقدته الطوائف الضالة من البشر فإنه مع ذلك كلام متناقض لا يقبله عقل صريح ، إذ كيف يعتقد التوحيد والشرك في آنٍ واحد ؟!
5- له كلام يبطل به أركان الإسلام ، ومبانيه العظام ، وهي الصلاة والزكاة والصيام والحج .
فقد نسب اليه قوله :"إن الإنسان إذا أراد الحج، أفرد في داره بيتاً، وطاف به أيام الموسم،ثم جمع ثلاثين يتيماً، وكساهم قميصاً قميصاً، وعمل لهم طعاماً طيباً، فأطعمهم وخدمهم وكساهم، وأعطى لكل واحدٍ سبعة دراهم أو ثلاثة، فإذا فعل ذلك ، قام له ذلك مقام الحج"

6- كان يقول : إن أرواح الأنبياء أعيدت إلى أجساد أصحابه وتلامذته ،
فكان يقول لأحدهم : أنت نوح ، ولآخر : أنت موسى ، ولآخر : أنت محمد .

7- لما ذُهب به إلى القتل قال لأصحابه : لا يهولنكم هذا ،
فإني عائد إليكم بعد ثلاثين يوماً . فقُتل ولم يَعُدْ .

(و هذا الكلام موجود في الإنجيل حيث يزعمون أن المسيح وعدهم أنه بعد صلبه
سيعود بعد 3 ايام و 3 ليال فلم يغير الحلاج من القولة المزعومة إلا مدتها )
فلهذه الأقوال وغيرها أجمع علماء عصره على كفره وزندقته
فأحل دمه القاضي أبو عمر محمد بن يوسف المالكي.
و أُقيمت عليه البينة الشرعية ، وقتل مرتداً سنة (309هـ).


-----

بعض المقاطع بخصوص الحلاج مقتبسة من ويكيبيديا