آسف لتكرر الحديث السابق:

نتابع حديث الغربة والتغرب:

إستهانة بنصيحة قبطية وضحية لسرقة شيعية

في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، وصلنا إلى شمال أمريكا مهاجرين!!

وبعد أن ضاقت بنا السبل، لنجد دولة عربية واحدة!!!!! تقبلنا دون مضايقات وتساؤلات!!!!!!

وكأن العراقي قد كتب عليه الشقاء والعناء!!! أين ما حل ونزل بسبب حكامه الطغاة الظلمة القتلة!!

تاريخ يعيد نفسه على الساحة العراقية، بسواده الحالك، ودمويته الفوارة المتأججة.

فمنذ شهادة سيد الشهداء الإمام الحسين بن علي(ع) والدم العراقي ينزف غزيرا وقانيا.

وسيظل ينزف، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها عباده الصالحين، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ألتقيناه في متجر كبير(يعني مول بلغة شمال أمريكا) وكنا لانزال جدد على المدينة التي وصلناها.

لنبدأ فيهاحياة الهجرة.

كهل مصري يعيش في شمال أمريكا منذ زمن بعيد، وكان دمث الأخلاق طيبا بشوشا.

إيه ياإخوتنا أنتوعرب! كان سؤاله الذي إستقبلنا به.

أجبناه: أيوة عرب ومصريين كمان (طبعا كنا نتظاهر له)

مش معقول، كان رده!

مش معقول ليه يا أخينا

شكلكم بيأول كدا أنتوا فلسطينين ولة أردنيين

لا عراقيين

أيوه كدا تمام

لكن أولوا لي تتكلموا مصري أزاي؟

أجبناه بإننا عشنا في مصر قبل هجرتنا إلى شمال أمريكا.

يطول الكلام مع زميلنا المصري الطيب الكريم، الذي أصرعلى دعوتنا لشرب فنجان قهوة معه، في محل عام في المول الذي إلتقيناه فيه.

عرفنا بإنه من إخواننا الأقباط المصريين، وإنه ترك مصرمنذ زمن بعيد.

ولكنه يحن لكل ما هو مصري أوعربي، وسأل زوجتي إن كانت سوف تحجب البنات بعد أن يكبرن، مثل حجابها!!

قلنا له نعم سوف يتم ذلك، قال وحتى هنا في شمال أمريكا، قلنا له نعم.

سكت الرجل طويلا وهو مطرق واضعا يده على جبهته فسألته:

خير يا فندم. أجاب:

كلو خير إن شاء الله

هل ترغب بنصيحة لوجه الله؟ هذا السؤال الذي وجهه لي بعد أن أفاق من إطراقته!

أيوة تفضل.

لاحظت الرجل مترددا في أن يبوح بما في نفسه!!!

فساءلت نفسي( بقلة كياسة!! ورواسب تعصب مقيت!! ) ما الذي يريد أن ينصح به هذا المصري القبطي؟

شوف يا أخينا العراقي، وأنت جديد على هالبلاد:

نصحيتي لك بإن تبعد نفسك وعائلتك عن كل ما يسمى عربي أو مسلم!!!!!!

أبديت عجبي له بهكذا نصيحة، وسألته كيف تقول ذلك وأنت الذي فرح بلقائنا وأكرمنا؟

نهض من على كرسيه ليغادر المكان قائلا أنا نصحتك والباقي عليك.

سلام، وسلام للمدام.

ثم غادر المكان بسرعة ليختفي وسط الزحام!!

وسط ذهولنا، وإستغرابنا، حاولت اللحاق به، لكن الرجل وكأنه فص ملح وذاب!!

ولسوء الحظ، وبسبب قلة تعاملي التجاري مع الناس، إستسخفت من نصيحة ذلك الرجل.

وكان كل همي، أن أتعرف على أكبر عدد ممكن من أفراد الجالية العربية أوالإسلامية، لأبدأ معهم مشروعا تجاريا أكسب منه عيش يومي ويوم أولادي ... و....و....الخ.

وبعد أكثر من عقد من الزمن مالذي حصل؟؟؟؟؟؟؟؟

أقسم بالله العظيم، كل ما قاله ذلك المصري القبطي، لنا تحقق بالتمام والكمال!!!!!!!!!!!!!!!!

فلم يؤذنا ويسرقنا تحويشة عمرنا، ويستغفلنا إلا العرب والمسلمين، وخاصة من هم من بلدك ومن مذهبك وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وإلى حديث آخر