الحمد لله على الاسلام و على الإيمان ، نسأله سبحانه و تعالى ان يثبتنا عليهما ،
أذكر أنه قبل حوالي عشر سنوات او ربما اكثر ، تمكنت نظرية (الانفجار العظيم) من اظهار الخلل و التناقضات في هاتين النظريتين (الاولى التي تقول ان الكون أزلي و الثانية التي تخضع بداية الكون العظيم الى مجرد الصدفة !)
و كان العالم الفيزيائي البريطاني ستيفن هوكنج إستدل من خلال كتابه (تاريخ موجز للزمن - من الانفجار الكبير حتى الثقوب السوداء) على ان آلية نشأة الكون تدل على وجود قوة عظمى كونت السبب الأول لنشأته (أي وجود دور إلهي في خلق الكون)
الأمر اللافت ,,أنه في الفترة الأخيرة ، عاد نفس العالم الفيزيائي لينشئ نظرية و منها كتابا مختلفا (التصميم العظيم) و الذي فيه ناقض ما أراد ان يوصله من خلال كتابه الاول ..قال هوكنج في كتابه التصميم العظيم (إن الكون ربما خلق نفسه من العدم)
طالما هو وصل الى هذه النتيجة (أن الكون خُلق من عدم) فلماذا لا يكون الله هو الذي خلق هذا الكون من عدم ؟
ما هي الخلاصة الاقرب الى المنطق ؟
(الله خلق الكون من عدم )
أم..
(الكون خلق نفسه من عدم ) ، كيف لشيء ان يكون هو من خلق نفسه من العدم ؟، إذا كان ذلك الشيء غير موجود في البداية (عدم) فكيف هو يستطيع ان يخلق نفسه و هو غير موجود ؟

ربما يؤسس العلماء نظريات معقدة و جهود فكرية علمية، لكن ان يخلصوا في الاخير الى خلاصة مناقضة للمنطق مثل هذه ؟ هذا ما لا ننتظره منهم و لا نشجعهم فيه أبدا..
في مسائل علمية بذلك الحجم من الكبر و الأهمية ..نأمل ان يتم انقاذ ساحة العلم بنتائج تنسجم حقا مع المنطق..