السلام عليكم
لا أختلف معك في التفريعات اللغوية للفظة شعر فحتى من الناحية السميائية لا يمكن الحسم في الأمر بسهولة.
طيب لماذا لا نسمي القصة قصيدة
والقصص تحوي من الصور والرمز ما يفوق الشعر النثري ومن أراد أمثلة على الصور سأتلوها تباعاً.
معمار القصيدة ليس فقط في الصورة أو الرمز
لنرى ما عرف الجاحظ القصيدة:
عرّف الجاحظ الشعر بأنه صورة متلاحمة من الشكل والمضمون والموسيقى , وهو يرى الإحساس والشعور والعاطفة التي تنبع من معاني الكلمات هي واحدة في صدور الناس . ويصبح الشعر صورة تتفاوت في مقدار جمالية اللفظ والموسيقى يقول " إنما الشأن في إقامة الوزن وتخير الألفاظ وسهولة المخرج وكثرة الماء وصحة الطبع وجودة السبك فإنما الشعر صناعة وضرب من النسيج وجنس من التصوير - الحيوان 2/130 " ص 19
يذهب أكثر النقاد إلى أن الشعر العربي بدأ أراجيز أي مقطوعات شعرية منظومة على بحر الرجز ينتهي فيها كل بيت بقافية، أو ينتهي فيها جميع مصاريع الأبيات بقافية واحدة. وكان الرجز يعمد إليه العرب في آونة الخصام والنزال والحداء والاستقاء على الآبار وما أشبه ذلك، وقيل أن المهلهل(531م) وامرأ القيس (500ــ 540م) هما اللذان قصدا القصائد.
كما أن هناك جوازات يلجأ إليها الشعراء في قصائدهم
* تصريف الاسم الممنوع من الصرف:
في أرض أندلس تلتذ نعماء **** ولا يفارق فيها القلب سراء
ويقصر الممدود:
وقاطرة ترمي الفضا بدخانها*** وتملا صدر الارض في سيرها رعبا
ويحركون الساكن سكونا وبنائيا في وزن "فعل" مفردا وحمعا:
نفت رقود علي عن محاجره***نفس يفرح نفسا غيرها الحلم
الأمثلة كثيرة والشعر العربي مر بمراحل طويلة خضع فيها للتطور في المعنى والمبنى.
أوردت هذا الكلام لسبب واحد وهو أن قول الشعر العربي سابق عن علم العروض كما جاء به الفراهيدي وقصة العروض وحدها تعطي الدليل على أن هذا الجنس الأدبي محكوم بالتطورو لا يمكن الحجر عليه.
بالنسبة لقول الجاحظ أقول بأن لا شيء مطلق ومقدس لأن هذا الأخير انطلق من بنية ثقافية معينة في الزمان والمكان.
*الجاحظ توفي في (868م).والشعر العربي كتبه هؤلاء:
امرؤ القيس ، الشنفرى، تأبط شرا،.......حسان بن تابث، الخنساء،....... جرير، الفرزدق الأخطل...... المتنبي أبو تمام، البحتري ابن الرومي........ولادة،لسان الدين بن الخطيب...صفي الدين الحلي البوصيري،شوقي البارودي، الرصافي ......نازك الملائكة، السياب ،البياتي، أدونيس ، البردوني، أنسي الحاج.........هذه أسماء حصرية ليست إلا.
فعلى امتداد قرون خضعت القصيدة العربية لعملية مد وجز. سأحيل هنا على بعض النقاط فقط:
*هامشية الشعراء الصعاليك
*المعلقات العشر.هل ماقيل خارج المعلقات ليس شعرا؟
*الإشكال حول الشعر في صدر العصر الإسلامي:
خاصة بعد وروده في القرآن الكريم.
*الموقف من شعر الغزل .
*المنحى الذي اتخده شعر جرير والفرزدق
*صنعة أبو تمام وغيره
*الموشح الأندلسي ومكانته في الشعر العربي
*دعاة التقليد والتجديد في عصر النهضة
*الانقلاب على بنية القصيدة /نازك والسياب
*مجلة شعروالموقف من روادها.
*قصيدة النثر بين الرفض والاحتضان.هذه جملة من الأفكار التي يجب قراءتها داخل السيرورة الثقافية العربية.