وعدت إليك ثانية
الباعث الحقيقي عند كل أديب ـ عندي ـ هو الأرق الذي يشغله ليل نهار، فمن كتب قصة للتجارة فقد عرض حروفه للبيع في سوق النخاسة، ومن كتب لإرضاء جهة ما، فقد باع عقله وفكره.
ثم إن الكاتب كموج البحر، يعيش بين المدِّ والجزر، فتارة تراه ضاحكاً متفائلاً، وتارة تراه عبوساً قمطريراً، وهو في كلتا الحالتين معطاء.
إذن، فالباعث لكل كاتب هو: الطقس أو المناخ الذي يحيا به بكل تقلباته الإيجابية والسلبية،
وأول عمل أدبي قرأته على ما أظن حياة عمر لعلي أحمد باكثير، ومن فرط إعجابي به لخصته، وكنت أقصه على زملائي في المدرسة، وأول الكتب النقدية، التي اختطفتها من مكتبة أخي الأكبر، هي كتب الدكتور شوقي ضيف، والتي تتحدث عن
تاريخ الأدب في عصوره المختلفة.
أما الأعمال الأدبية التي تشدني، سواء كانت شعراً أم نثراً، هي تلك التي تستوفي عوامل الجمال ومظاهر الكمال، فالعمل الأدبي إذا كان متكاملاً بمضمونه ومحتواه من فكرة إلى أسلوب ناغم إلى سرد محبب إلى عقدة، فهو بالنسبة إلي وجبة دسمة يحتفي بها كل قارىء نهم.