سلام الله عليك، وكل عام أنت بألف خير دكتور عبد الفتاح أفكوح.
قد تلمست من موضوعك الأم في شعر ثروت سليم ما ترمي إليه، وهي إشارة لماحة كما هي هذه الأسئلة العميقة المباشرة الصريحة.
في الحقيقة لامست عبر هذه الأسئلة مواضيع إشكالية عديدة، وقد قلت ذات مرة في المربد: ألا يعرف شعراء المربد أن هناك حقاً للأخت والزوجة والأم والبنت والجدة؟
وكنت قد قرأت قصة أو رسالة أدبية - ما عدت أذكر - لأديب يمدح جدته، فحرك فيّ لواعجي، وقلت ما قلت، واليوم ذات السؤال يتكرر: لماذا أصبح مفهوم المرأة مقصوراً على الجسد دون روحها وثقافتها وخلقها؟
إن خلقاً نبيلاً واحداً للمرأة يستحق أن تكتب فيه أجمل الأشعار،
وهذه البضاعة الفانية يحرك وصفها الجميع بعقل وروح أم بدونهما، وكان الوصف الحسي يوماً مؤثراً، ويشهر الشاعر في وقت التزام الأمة بثوابتها، وهذا الوقت ليس ببعيد عنا، أما اليوم فما أكثر الشعراء الذين يتغزلون حسياً، وصار من يتعفف هو الشهير لا العكس، فاليوم في ظني أنه يوم الغزل العذري، ولمن فهم الإشارة حلاوة السبق.
أشكر الكريم أبي شامة المغربي، وأنتظر إجابات الأخ الكريم ثروت سليم مشكوراً.