( 1 )
[ ساذج ما تعلمش حاجة !! ]
إلى اي نقطة يمكن أن تحيلنا وطأة الشعور بالطيبة الساذجة داخل النسيج الاجتماعي الذي نحيا فيه ؟سؤال مطاطي ، وإجابته لا تتسع لهاصفحة أو صفحتان بل لربما لا تسعها فصول .....
كان هذا السؤال – في تقديري - هو البطل الرئيسي في مسرحية "شاهد ما شفش حاجة " لا سرحان عبدالبصير ! .
قليل من توقف أمام فلسفة شاهد مشفش حاجة ...وكثير من تابعها كيما يسري عن نفسه ... وليقهقه على مواقف سرحان عبدالبصير .....
إن القضيةأكبر من ضحكة ، إنها قضية إنسانية ، قضية الاف بل ملايين من البشر ... أولئك الساذجون الذين يتلمسون موطيء قدم في هذا المجتمع البشري الذي يكاد يغص بالسباع والذئاب من بني البشر !
لقد وضعت هذه المسرحية "الطيبة" أمام علامة استفهام كبيرة حول جدواها في زمننا!
المسرحية مأخوذة من قصة الكاتب البريطاني السير بيتر استينوف[1] ، أعدها علي سالم للمسرح وأخرجها هاني مطاوع ،و تدور – وكلكم تعلمون هذا - حول ممثل بسيط ساذج يعمل في أحد برامج الاطفال في التلفزيون ، ولسوء حظه - ولربما لحسن حظه كما سيأتيبعد - تحدث جريمة قتل في الطابق العلوي من العمارة التي يسكنها ، تحديدا في الشقةالتي تعلو شقته مباشرة ، هذه الجريمة تذهب ضحيتها الراقصة " عنايات ابو سنة " .
تتجه اصابع الاتهام نحو سرحان عبدالبصير الممثل البسيط .... لوجود بعضا الادلة التي تضعه ظاهريا تحت مقصلة الإدانة ... لتطلق صافرة انطلاق رحلة العذاب السرحانية في التحقيقات والمحكمة ...
فيبدأ مسار شخصية البطل يأخذ منحنى جديدا .... إن الظروف الصعبة التي تقلب على لظى جمرها كشف القناع عن رجل لا يحذق شيئا من بروتوكولات التعامل مع الواقع . . إنسان يضع نظارة سوداء على عينيه ..... ولهذا يتحرك خط الأحداث باتجاه آخر ويبدأ الصراع الداخلي للشخصية ... شخصية سرحان ....
وللحديث بقية .....
[1] في لقاء مع عادل إمام في زاوية وجها لوجه في مجلة العربي الكويتية عدد 538 تاريخ 1/09/2003، حيث قال : " في بداية حياتي قمت بتمثيل مسرحية مأخوذة عن قصة سيربيترأستينوف بعنوان (شاهد ما شفش حاجة) ".